فلسطين أون لاين

​التوبة عن العقوق تحول دون عقاب الدنيا والآخرة

...
غزة - صفاء عاشور

قد يخطئ الإنسان بحق أبويه في أي مرحلة من مراحل حياته، حتى إذا ما صار أبًا خشي أن يعقّه أبناؤه وأن يكرروا معه أفعاله مع أهله، فهل يمكن لمن يعق أمه وأباه أن يعود عن ذنبه ويقبل الله توبته؟، وهل توبته تحميه من عقوق أبنائه له؟

لن يكرروا خطأه

أستاذ أصول الفقه الإسلامي في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية الاستاذ الدكتور ماهر الحولي أكد أن من أكبر الذنوب التي قد يرتكبها الإنسان المسلم في حياته هو أن يعق أمه وأباه، مبينًا أن الدين الإسلامي أمر بعدم قطع الرحم، وأن قاطعه ملعون.

وقال د. الحولي في حديث لـ"فلسطين": "إن الله قال في كتابه: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم"، وبذلك إن قاطع الرحم من الفاسدين الخاسرين، والذين تُعجَّل لهم العقوبة في الدنيا ويُكتب عليهم العذاب في الآخرة".

وأضاف: "إن الله لا يقبل من قاطع الرحم أي عمل، ويقطع الوصل بينه وبين الله (سبحانه وتعالى)، وقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟"، قلنا: "بلى، يا رسول الله"، قال: (الإشراك بالله وعقوق الوالدين)".

وتابع: "على من يسيء لأمه وأبيه الإسراع في التوبة قبل وفاتهما، والاستغفار عن ذنبه، والعزم على ألا يرجع إلى هذه المعصية"، مشيرًا إلى أن الإساءة للأبوين إن شملت أكل حقوقهما فعلى هذا الابن أن يرد المظالم إلى أهلها.

وبين د. الحولي أن ما سبق هي شروط التوبة حتى يقبلها الله (عز وجل) من مرتكب الذنب، إضافة إلى أن يعقد العزم على ألا يرجع إلى ذنبه، وأن يرجع كل الحقوق التي منعها عن أهله إليهم، وأن يتراجع عن أي افتراء قام به على الوالدين.

وشدد على أن الاحسان إلى الوالدين من أعظم صور البر التي قد تكون سببًا في الوصول إلى الجنة في الآخرة، وسببًا للفلاح والتيسير والنجاح في كل أمور الدنيا، محذرًا من أن يضيع المسلم على نفسه هذه الفرصة التي لا تتوافر لكثيرين.

وذكر أن المسلم العاق إذا رجع عن ذنبه وتاب إلى الله (تعالى)؛ فإن هذه التوبة والرجعة الصادقة ستكون حصنًا له وحماية في الدنيا، وثوابًا في الآخرة.

"كما تدين تدان" مقولة يخشى الأبناء أن تنطبق عليهم، فيكرر أبناؤهم معهم ما كانوا هم قد فعلوه مع آبائهم، وعن ذلك قال د.الحولي: "إذا تاب المسلم واستغفر الله عن ذنبه، وكانت توبته نصوحًا وكاملة؛ فلا يخش ذلك، خاصة أن أولاده إن لمسوا ندمه على الذنب الذي اقترفه بحق أبويه فسيتعلمون من الخطأ الذي وقع به، ولن يكرروه في حياتهم".