أجبرت المقاومة الشعبية الفلسطينية، جيش الاحتلال الاسرائيلي، على التراجع عن قراره وإخلاء البؤر الاستيطانية "افيتار" التي انشأها قطعان من المستوطنين على أراضٍ بملكية خاصة قرى جنوب مدينة نابلس.
وشرعت آليات تابعة للاحتلال الإسرائيلي، بإزالة البيوت المتنقلة التي وضعها المستوطنون على جبل صبيح جنوب بيتا في مدينة نابلس، فيما تواجد عشرات المستوطنين في المنطقة للاحتجاج على إزالة البؤرة وهاجموا المركبات الفلسطينية على الشارع الرئيس.
وكان عشرات المستوطنين قد شرعوا مطلع شهر شباط/فبراير الجاري بإقامة هذه البؤرة الاستيطانية على أراضٍ خاصة تعود لمواطنين من بلدات بيتا ويتما وقبلان، عقب قرار من جيش الاحتلال بوضع اليد عليها واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة قبل عدة أعوام.
ويؤكد ناشط مقاومة الجدار والاستيطان في منطقة جنوب نابلس بشار القريوتي، أن المسيرات الشعبية والمواجهات لم تهدأ في منطقة بيتا جنوب نابلس، منذ إنشاء البؤرة الاستيطانية.
ويقول القريوتي لصحيفة "فلسطين"، إن المواطنين وأهالي القرية أدوا دوراً نضالياً وشعبياً كبيراً، بالتصدي لقرار جيش الاحتلال "المجحف"، مما أجبرهم للتراجع عن القرار وإزالة البؤر التي جرى وضعها.
ويشير إلى تضامن المؤسسات الدولية والحقوقية مع أهالي القرية ومساندتهم، في مواجهة قرار الاحتلال وقطعان المستوطنين، إضافة إلى نشطاء المقاومة الشعبية في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة.
ويضيف أن "أهالي بيتا أثبتوا تصديهم للبؤرة الاستيطانية، وإزالتها بالقوة والتضامن من القرى المجاورة لها".
ويتفق ناشط ضد الاستيطان من نابلس حمزة ديرية، مع سابقه، مشيراً إلى أن أهالي بيتا لديهم موقف حاسم ورافض للاستيطان منذ الانتفاضة الأولى.
ويقول ديرية لصحيفة "فلسطين"، إن استمرار مقاومة أهالي القرى للاحتلال، كان لها ثمار ايجابية، أجبرت جيش الاحتلال ومستوطنيه على إخلاء البؤرة الاستيطانية.
وبحسب قوله، فإن أهالي بيتا تكاتفوا وخرجوا باتجاه منطقة جبل صبيح (مكان البؤرة)، رفضاً لإقامتها، معتبراً ذلك رسالة منهم مفادها "لا يمكننا التفريط بأرضنا".
ويشير إلى أن منطقة بيتا جنوب نابلس تُعد من المناطق الساخنة التي تشهد مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال الاسرائيلي، بشكل مستمر.
بالعودة إلى الناشط القريوتي، فيؤكد أن المستوطنين ينتهجون سياسة العربدة للسيطرة على المناطق الخاصة بالفلسطينيين، خاصة بعد أي مستوطن في إحدى بلدات الضفة.
ويبيّن أن المستوطنين يستغلون هذه الظروف، من أجل عمل بؤر استيطانية عشوائية على المناطق الفلسطينية والخالية من المستوطنات والقريبة من المعسكرات، لفرض سياسة الأمر الواقع.
ويلفت إلى أنه تم السيطرة على تلك المنطقة من المستوطنين، بهدف انشاء بؤرة بين عدة تلال فلسطينية خالية من المستوطنات، عقب قرار جيش الاحتلال بوضع اليد عليها قبل سنوات، منوهاً إلى أن الأخير وضع برج للمراقبة في نفس المنطقة.
من جانبه، يعتبر رئيس بلدية بيتا فؤاد معالي، إن إزالة البؤر الاستيطانية من منطقة بيتا، هو بمثابة "طي صفحة من التوتر الذي شغل آلاف المواطنين الفلسطينيين، بعد مقتل المستوطن منذ شهر تقريباً قرب سلفيت.
ويوضح معالي لصحيفة "فلسطين"، أن البؤرة التي اقامها المستوطنون على سفح جبل، تطل على 4 قرى مجاورة، وتفصل بين الشمال والجنوب، لافتاً إلى أن بدايتها كانت بإنشاء كرفانات خاصة بالمستوطنين.
ويشير إلى أن منطقة بيتا تحولت لجبهة نار من شدة المواجهات ووقوع إصابات، الأمر الذي دفع الاحتلال للتراجع عن قراره وإخلاء البؤرة
وتبلغ مساحة منطقة بيتا جنوب نابلس حوالي 23 ألف دونم، وعدد سكانها حوالي 16 ألف نسمة، حيث تُعد منطقة ساخنة بالأحداث والمواجهات مع الاحتلال، بشكل شبه يومي.