تجلس سهام قاسم والدة الأسير هيثم حلس، وسط ساحة مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، إلى جانب أمهات أسرى آخرين يشاركن في الاعتصام الأسبوعي كل يوم اثنين.
ملامح الشوق على إثر فراق فلذة كبدها منذ عدة سنوات، بدت واضحة على ملامح وتفاصيل وجهها، حيث تحمل بين يديها صورة لابنها الأسير هيثم.
تحاول قاسم الإفصاح عما يدور في خاطرها بعد حرمانها من رؤية ابنها الذي أمضى في سجون الاحتلال عشرة أعوام، منذ قرابة عام وثمانية شهور دون معرفة الأسباب.
وتقول الوالدة لـ"فلسطين"، إنها ممنوعة من زيارة فلذة كبدها تحت دواعٍ أمنية، دون معرفتها للأسباب التي دفعت الاحتلال لاتخاذ مثل هذا القرار بحقهم.
وتوضح أن عائلتها تواصلت مع الصليب الأحمر للتدخل والسماح لهم بزيارة ابنها، إلا أن رد المنظمة الدولية كان "ليس لنا صلاحية بالحديث مع مخابرات الاحتلال في موضوع الزيارات".
وتتساءل وقلبها يعتصر ألماً "لماذا يتم حرمان الأهالي من زيارة أبنائهم (..) فوق الظلم ظلم؟"، مناشدة لضرورة التدخل للسماح لهم بالزيارة.
وبحسب قاسم، فإن ابنها يقطن في سجن نفحة الصحراوي، بعدما حكمت عليه محكمة الاحتلال الاسرائيلي بالسجن 12 عاماً، وأمضى منها 10 أعوام.
"منعوني اتصور مع ابني لأنني أقل من 50 عامًا بشهر واحد، أثناء آخر زيارة له قبل المنع"، تشرح والدة الأسير هيثم اجراءات الاحتلال التعسفية بحقهم خلال زيارتهم لأبنائهم.
وتروي أنها لم تتمكن من إدخال الملابس الشتوية لابنها منذ بداية اعتقاله، بسبب ممارسات الاحتلال ضدهم، مطالبة بضرورة السماح لهم بالزيارة.
تقف بجانبها أم أشرف المصري والدة الأسير ماجد، التي تتجرع من كأس منع زيارة ابنها منذ عام تقريباً.
وتروي المصري لـ"فلسطين"، التأثيرات النفسية التي سببها لها الاحتلال، عقب منعها من زيارة ابنها، خاصة أنها لا تعلم طبيعة أسباب المنع.
"صباح الخير يما عليك وعلى جميع الأسرى، احنا بخير وكل أهلك بخير"، هي رسالة أرادت والدة الأسير إيصالها من قلبها المتعطش لرؤية ابنها، تحاول فيه طمأنته عن أوضاع عائلته.
وتقف الخمسينية عاجزة أمام إجراءات الاحتلال التعسفية بحق ابنها وجميع الأسرى، خاصة فيما يتعلق بمنعها من زيارته، قائلةً "مش طالع في إيدينا شيء نعمله في موضوع الزيارة".
وختمت حديثها بالدعوة لابنها ولجميع الأسرى في السجون، بأن يمن الله عليهم بالفرج القريب العاجل، وأن يكونوا بين أحضان عائلاتهم.
إلى ذلك، تتحدث الأسيرة المحررة زهية نوفل، أنها جاءت للاعتصام للتضامن مع أهالي الأسرى، لما يتعرض له ابنائهم داخل سجون الظلم الاسرائيلية.
وتقول نوفل لـ "فلسطين"، وقد تذوقت مرارة السجن عندما أُسرت عام 1970، إنها تشعر بآلام وآهات الأسرى في السجون، مستنكرةً صمت المؤسسات الدولية والحقوقية للانتهاكات التي يتعرضون لها من الاحتلال.
وأرادت إيصال رسالة للأسرى في السجون، بأن يوحدوا كلمتهم ويكونوا على قلب رجل واحد، لمواجهة عنجهية السجان وممارساته الإجرامية بحقهم، داعيةً الكل الفلسطيني والمنظمات الحقوقية والانسانية للتدخل والضغط على الاحتلال لإنهاء معاناتهم.
تجدر الإشارة إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال يبلغ قرابة 6500 أسير، بينهم 58 أسيرة، و350 طفلاً و11 نائباً، ويبلغ عدد الأسرى المرضى 1200 أسير، إضافة لـ500 معتقل إداري، و32 أسيرا جريحا، بينهم 6 فتيات، بحسب معطيات رسمية.