تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي المصادقة، الأربعاء المقبل، على إقامة ثلاثة آلاف وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "جيلو" جنوب القدس المحتلة، ضمن ما يسمى "مشروع القدس 2020"، بحسب الخبير في شؤون الاستيطان، خليل التفكجي.
ويوضح التفكجي، لصحيفة "فلسطين"، أن "مشروع القدس 2020" يقضي بإقامة 58 ألف وحدة استيطانية داخل مدينة القدس وهو ما يعني إنشاء مستوطنات جديدة وتوسيع أخرى قائمة.
ويقول إن ذلك يندرج في إطار أوسع وهو عملية بناء استيطاني منظم لإحداث تغيير ديمغرافي جذري، وفي نفس الوقت توسيع المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية.
ويضيف: "في الوقت الذي نتحدث فيه عن ثلاثة آلاف وحدة استيطانية ستتم المصادقة عليها، يجري بناء نحو 500 وحدة في مستعمرة "رمات شلومو" من 1500 وحدة تمت الموافقة عليها".
ويؤكد التفكجي، أن الولايات المتحدة منحت ضوءا أخضر لدولة الاحتلال، للتسريع في عمليات الاستيطان من أجل "فرض أمر واقع على الأرض" بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمة مزعومة لها، في السادس من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويشير إلى أن سلطات الاحتلال تستهدف الفلسطينيين في القدس المحتلة بسياسات منها سحب الهويات وهدم المنازل.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن خلال جلسة لحزب "الليكود" الذي يترأسه أنه يُجري اتصالات مع الإدارة الأميركية بشأن إمكانية ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لـ(إسرائيل)، لكن هذه الإدارة نفت تواصلها مع الأخيرة بشأن ذلك.
كما أن حزب الليكود الحاكم في دولة الاحتلال، وافق في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بالأغلبية الساحقة على مشروع قرار يقضي بفرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات وامتداداتها في الضفة الغربية -بما فيها القدس المحتلة- وضمها إلى (إسرائيل)، وأعقب ذلك تصديق "الكنيست" بالقراءتين الثانية والثالثة على قانون "القدس الموحدة" الذي يمنع أي حكومة إسرائيلية من التفاوض على أي جزء من القدس إلا بعد موافقة غالبية نيابية استثنائية لا تقل عن ثمانين عضوا من أصل 120.
ومنذ 1967، أقام الاحتلال في الضفة الغربية 196 مستوطنة تشمل مستوطنات القدس إلى جانب نحو 100 بؤرة استيطانية عشوائية، ويسكن تلك المستوطنات ما يزيد عن نصف مليون مستوطن على مساحة تقدر بـ196 كم2، بحسب مراقبين.
من جهته، يقول مدير وحدة المعلومات الجغرافية في معهد الدراسات التطبيقية "أريج" عيسى زبون، إن الاحتلال يعمل منذ عقود على إحداث تغيير ديمغرافي في القدس المحتلة، ومن ذلك مخططاته لتغيير "الحدود الإدارية" للمدينة، وتوسيع حدود بلدية الاحتلال وضم وبناء مستوطنات.
ويضيف زبون لصحيفة "فلسطين"، أن لدى (إسرائيل) نية مبيتة لتغيير الوضع الديمغرافي القدس، لافتًا إلى أن الأخيرة تطرح عطاءات لبناء وحدات استيطانية بأعداد كبيرة ضمن سعيها لتحقيق مخططها المسمى "القدس الكبرى"، القائم على ضم ثلاث كتل استيطانية للقدس المحتلة كبرى هي "جفعات زئيف"، و"معاليه أدوميم"، و"غوش عتصيون".
ويُبين أن الاحتلال يسعى أيضًا إلى عزل التجمعات الفلسطينية عبر جدار الفصل العنصري والإجراءات التي تتم مناقشتها حاليا لتحقيق ذلك.
وينوه إلى المخطط الاستيطاني المعروف بـ"E1" الذي من شأنه أن يفصل القدس نهائيا وبشكل كامل عن امتدادها الفلسطيني، ويتمثل في إخلاء كافة الفلسطينيين الذين يعيشون في محيط المدينة والمناطق المحيطة بمستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس، في مسعى لتطبيق خطة استيطانية واسعة جدا تربط المستوطنة بالمدينة.
ويؤكد زبون أن مخططات الاحتلال ترمي أيضًا إلى إخراج القدس من أي مفاوضات نهائية مع السلطة الفلسطينية، وفرض حقائق على الأرض تؤدي إلى خفض نسبة الفلسطينيين في المدينة.