فلسطين أون لاين

​المواطنون برفح شيعوا جثمانيهما اليوم

قتل الطفلين "أبو غيث" و"أبو شيخة" جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال

...
رفح- ربيع أبو نقيرة

يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده بفلسطين المحتلة.

جريمته الجديدة كانت بحق أطفال كانوا يتسامرون في أرضهم شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة، قرب السياج الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام 1948، عندما أمطرهم بالقذائف والرصاص.

الجريمة يحكي تفاصيلها (أ.ح) الذي لم يتجاوز 16 عاما من العمر وأصيب في بشظايا في بطنه، موضحا أنهم كانوا جالسون في أرض زراعية شرق رفح، يزورونها باستمرار ويزرعونها ويسقون الزرع ويتسامرون بها.

وقال: "الساعة الحادية عشر ونصف بدأ القصف المدفعي، وتفاجأنا الساعة الثانية عشر باستهدافنا ونحن جالسون في الأرض، فأصيب اثنين منا واستشهد سالم محمد صباح -أبوغيث-، وعبدالله أيمن أبوشيخة ويبلغان من العمر (17 عامًا) وكلاهما من حي السلام برفح".

وتابع: "نحن أطفال لا نستطيع مجابهة ومواجهة جيش الاحتلال، كما أن الجميع يعلم بأن شارع جكر لا يمكن لأحد أن يتخطاه نحو الحدود"، مشيرا إلى أن "الاحتلال تعمد استهدافنا وهو قادر على تخويفنا وإبعادنا عن المنطقة".

ومضى يقول: "إن كنا غير آمنين في أرضنا فأين نجلس وأين نذهب".

أما رواية الاحتلال التي صدّرها لوسائل الإعلام هي أن الأطفال أرادوا اجتياز الحدود، فتم استهدافهم وقتلهم.

بدوره، أوضح مدير مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار، الدكتور عاطف الحوت، أن المستشفى أعلنت حالة الطوارئ بعد تدهور الأوضاع مساء السبت، تحسبنا لوصول إصابات أو شهداء.

وقال: "وصلت إصابتين مساء السبت وكانت إصاباتهم بالبطن والأطراف، وهم أطفال أعمارهم تتراوح بين 12 إلى 16عاما، فيم وصل شهيدين صباح اليوم الأحد، كانوا قد أصيبوا بشظايا وطلقات نارية في البطن والأطراف وهم أيضا أطفال".

وأكد الحوت على أن استهداف الأطفال محرم دوليا في كافة الشرائع والقوانين، مطالبا العالم الوقوف عند مسئولياته ولجم الاحتلال وإيقافه عن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

وسارت جنازة الشهيدين أبو غيث وأبو شيخة من أمام مشفى النجار، إلى منازلهم بحي السلام جنوب شرق مدينة رفح، حيث أماكن سكناهم، ليتمكن ذويهم من إلقاء نظرة الوداع عليهم.

ثم سارت الجنازة إلى مسجد عباد الرحمن بحي الجنينة لتأدية المواطنين عليهم صلاة الجنازة، وتنطلق في موكب غاضب إلى المقبرة الشرقية لمواراة جثمانيهم الثرى.

ذوي الشهداء المقربين لم يستطيعوا الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام للتعليق على الجريمة، واكتفوا بالمسير في الجنازة بصمت فيم بدت على ملامحهم علامات الحزن والغضب.

لكن الحاج أبو هشام السلطان وهو أحد أفراد قبيلة الترابين التي ينتمي إليها الشهيدين، أوضح على هامش الجنازة، أن ما حدث هو جريمة بكل ما تحمل الكملة من معنى.

وعدّ ذلك مخالفا للقانون الدولي، كون المستهدفين أطفالا عزلا ليس لهم علاقة بما يحدث على الحدود، متهما الاحتلال قتلهم بدون أي سبب، مؤكدا في الوقت ذاته على أن قبيلته ستبقى صامدة متشبثة بأرضها رغم الانتهاكات الإسرائيلية والقتل والاستهداف.

وفي السياق، أوضح أحد أفراد القبيلة إبراهيم السلطان، أن قبيلته ستبقى مرابطة على ثغر من ثغور الوطن، قائلا: "ليس غريبا أن يرتقي أبنائنا اليوم شهداء، فقد قدمنا عشرات الشهداء من قبل ولن نتوقف عن الدفاع عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا".

وتابع: "شهداؤنا جسر سنعبر به إلى عاصمتنا القدس، ولن تمر المؤامرات ضد شعبنا"، مشيرا إلى أن ما يدعيه الاحتلال محاولة تسلل الأطفال الأربعة غير صحيح، موضحا في الوقت ذاته أن الاحتلال معهود عليه قتل الأبرياء والمدنيين، وعدم التفريق بين الصغار والكبار والنساء.