فلسطين أون لاين

​تواصل الإضراب عن الطعام منذ 14 يومًا

أم الشهيد محمد شماسنة.. بأمعائها الخاوية تقاوم الاحتلال

...
الأسيرة رسيلة شماسنة
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

رغم رباطة الجأش التي تميزت بها أم الشهيد محمد شماسنة عند كل من عرفها أو شاهدها وهي تطلق الرصاص في جنازة فلذة كبدها تحية لروحه، إلا أنها لم تستطع إخفاء أوجاعها من قسوة السجان الإسرائيلي، أو آهات جسدها المنهك من إضرابها المفتوح عن الطعام.

في جلسة المحاكمة الأخيرة التي عقدها الاحتلال للنظر في قضية الأم "رسيلة" وابنتها الصغرى "سارة" المعتقلة كذلك، خاطبت أم الشهيد ابنتها الكبرى فاطمة قائلة: "والله أمي بعيش في غرفة متر بمتر.. ضربوني بكل مكان وعذبوني ولكن أنا مضربة عن الطعام حتى أطلع أنا وسارة".

وأعلنت أم محمد (47 عاما) إضرابها المفتوح عن الطعام احتجاجا على عزلها في زنزانة انفرادية منذ اليوم الخامس لاعتقالها في الـ31 من شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وتعرضها للتعذيب والضرب المبرح في غرف التحقيق بعدما أقدم جنود الاحتلال على اعتقالها من منزلها مع سارة (14 عاما).

تقول فاطمة لصحيفة "فلسطين": "عندما جاء الاحتلال لاعتقال أختي سارة، دافعت أمي عنها وحاولت بكل قوة حمايتها من الاعتقال إلا أن الجنود ضربوا أمي ثم اعتقلوا الاثنتين دون أي تهمة محددة سواء أن والدتي أنجبت شهيدًا بطلًا نفتخر به".

"أوجاعنا لم تتوقف منذ سنوات، كان البداية بإعدام جيش الاحتلال لمحمد في 2015 في محطة الباصات المركزية بالقدس، ثم اعتقال شقيقي الأوسط يوسف ثم اعتقال الأكبر معتصم، وبعد ذلك أفرج عن يوسف واعتقلت أمي، وأخيرا اعتلقت أمي وأختي الصغيرة سارة وأفرج عن معتصم"، تضيف فاطمة.

عن حال العائلة بعد اعتقال الأم وابنتها، تتحدث فاطمة "هل يمكن أن يعيش الجسد دون روح؟ أيامنا باتت بلا معنى، ومشهد كشفها عن يديها لتظهر لنا آثار الضرب والتعذيب في أثناء المحكمة هو الذي يسيطر على عقولنا.. كان الله في عونها بعدما تخلى الجميع عنها وتولت بنفسها مهمة مقاومة غطرسة الاحتلال".

ومساء ذات اليوم الذي خضعت فيه الأم وطفلتها للمحاكمة في معتقل عوفر غربي رام الله، وسط الضفة الغربية قبل أن يجري تأجيلها، أفرجت سلطات الاحتلال عن النجل الأكبر للعائلة معتصم (27 عاما) بعد اعتقال دام لقرابة العام من سجن الجلمة شمال الضفة.

وعن تلك اللحظة يتحدث معتصم بكلمات قليلة "كانت فرحة منقوصة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. كنت أنتظر بفارغ الصبر اللحظة التي احتضن فيها أمي بعد تحرري ولكنها اليوم باتت مكاني في إحدى زنازين سجن هشارون".

ومددت محكمة الاحتلال العسكرية في معتقل عوفر، الثلاثاء الماضي، اعتقال الأسيرة رسيلة شماسنة والدة الشهيد محمد وابنتها سارة إلى يوم الثلاثاء القادم بحجة عدم استكمال التحقيق.

وقدمت النيابة العسكرية لائحة اتهام بحق الأم شماسنة، وهي إطلاق نار بالهواء في أثناء جنازة ابنها محمد في الثاني من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بينما لم تقدم لائحة اتهام ضد ابنتها سارة والتي تقبع داخل قسم القاصرات في سجن "هشارون".

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت منزل عائلة شماسنة في بلدة قطنة شمال غربي القدس المحتلة فجر الأربعاء 31 يناير/كانون الثاني 2018 بهدف اعتقال الطفلة سارة بطريقة همجية، مما دفع الأم للدفاع عن ابنتها فجرى اعتقال الاثنتين.

يذكر أن قوات الاحتلال قد أعدمت الشاب محمد نظمي شماسنة في الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2015 أثناء عودته من مكان عملة في قرية أبو غوش شمال غرب القدس بزعم محاولته خطف سلاح جندي داخل حافلة للمستوطنين وتنفيذ عملية إطلاق نار، وقد أفرج الاحتلال عن جثمانه بعد قرابة الأسبوعين من استشهاده.