تتشارك جميع سجون الاحتلال الإسرائيلي ومراكز التوقيف والتحقيق بصفة الظلم والقهر والجبروت التي يتعرض لها الأسير الفلسطيني، إلا أن معتقل حوارة يستأثر بصفات تجعل من صورته مغروسة في أذهان ووجدان كل من يمر في تلك المحطة؛ كونه الأكثر فقداً لمعاني الإنسانية، وأنموذجًا في اللامبالاة بحياة الفلسطيني.
العشرات ممن عايشوا تجربة الأسر والاعتقال وكان لهم محطة مرور وإقامة في معتقل حوارة العسكري جنوب مدنية نابلس رووا بعد الإفراج عنهم قصص المعاناة التي شاهدوها وعايشوها هناك نتيجة غياب مقومات الحياة وحقوق البشرية، وتزامنا مع صلف وحقد جنود لا يعرفون للإنسانية بابا ولا للرحمة مكانا.
أمينة الطويل الباحثة في شؤون الأسرى والناطقة الإعلامية باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات تؤكد أن ظروفا معيشية قاسية للغاية يعيشها المعتقلون الجدد في مركز توقيف حوارة، وأضافت: "يعد البناء قديما وغير مؤهل للحياة الإنسانية الكريمة، فمن حيث البناء يعدّ رثا، وتملؤه الرطوبة، وبعض الغرف صغيرة جدا ولا توجد بها منافذ للتهوية".
وتابعت الطويل: "المعتقل يفتقر لمستلزمات الحياة الإنسانية ولا يوجد به أغطية أو أسرة كافية لأعداد الأسرى، وهذه المعاناة تتفاقم في فصلي الشتاء والصيف، ففي الشتاء تدخل المياه إلى داخل الغرف ويرتجف المعتقلون برداً، وفي الصيف يمتلئ بالحشرات والبعوض بسبب الحر وعدم توفر التهوية".
وأشارت كذلك إلى أن نوعية وكمية الطعام المقدمة هناك رديئة، مردفة: "الطعام المقدم سيئ النوع والكم، وقد أصيب حوالي 24 أسيرا بالتسمم قبل أشهر وكانت هناك مطالبات حقوقية كثيرة بإغلاق هذا المركز وبشكل نهائي نظرا لظروفه غير المناسبة".
ولفتت إلى أن مطالبات الإغلاق أيضا جاءت على خلفية العقوبات ضد المعتقلين وأساليب التنكيل المشددة ضدهم، كونه تابعا لإدارة جيش الاحتلال وليس لإدارة السجون، فيمنع بعضهم من قضاء حاجته إلا في وقت الخروج للفورة إذا سُمح له بالخروج، ويمنعون من النظافة والاستحمام إلا في أيام محددة قد تكون مرة واحدة خلال الأسبوع.
وكشفت الطويل عن أن ممارسات إدارة المعتقل تلك وتطبيقها لهذه الإجراءات أدت لمنع المحامين لفترات طويلة وقريبة من زيارة المعتقلين داخل هذا المركز لإخفاء الجريمة، مع العلم أنه بالعادة يجب نقل الأسير مباشرة لمراكز التحقيق أو السجون إلا أن الاكتظاظ الكبير في صفوف الأسرى وارتفاع أعداد المعتقلين ساهم في تفاقم الأوضاع للأسرى، وإبقائهم أحيانا عدة أسابيع داخل المركز إلى حين إيجاد فراغات في مراكز التحقيق.