فلسطين أون لاين

​فقد عينه اليسرى وتضررت اليمنى بنيران الاحتلال

الصحفي أحمد اللوح.. يبحث عن حقه بالعلاج في ألمانيا

...
صورة أرشيفية للصحفي أحمد اللوح
غزة - يحيى اليعقوبي

لا تتعدى مطالب الصحفي الجريح أحمد اللوح، الوقوف إلى جانبه، وتغطية تكاليف علاجه في ألمانيا، بعد أن فقد عينه اليسرى بشكل كامل، وتعرضت عينه اليمنى لأضرار جزئية، جراء إصابته خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، صيف عام 2014.

ولم تقتصر إصابة اللوح من مخيم النصيرات وسط القطاع الساحلي المحاصر منذ 10 سنوات، في عينيه فقط، بل تجاوزت ذلك، إذ يحتاج إلى عمليتين جراحيتين في عموده الفقري.

بداية المعاناة، كانت في 20 يوليو/ تموز 2014، في مخيم النصيرات الذي شهد أحداثا دراماتيكية، حيث القصف العشوائي الإسرائيلي متواصل على منازل المواطنين، وملاحقة الطواقم الإعلامية العاملة في الوسائل المحلية، وكان الزميل اللوح أحدهم.

في ذلك الوقت احتضن اللوح في منزله، طواقم إعلامية تابعة لإذاعات وقنوات محلية، لمتابعة المواجهات المشتعلة في منطقة الدعوة شمال مخيم النصيرات، والتي شهدت مساء ذلك اليوم سقوط نحو 100 صاروخ وقذيفة من مدفعيات الاحتلال.

الإصابة والعلاج

في الساعة الرابعة فجرا، قرر هؤلاء الإعلاميون تناول طعام السحور قبل انطلاق آذان الفجر (في شهر رمضان المبارك)، ويقول اللوح في تصريح لصحيفة "فلسطين": "تعرض منزلي لقصف من مدفعية الاحتلال بسبب التغطية الإعلامية وأصبت بالعمود الفقري وعيني اليسرى".

ونقل الزميل الصحفي بعد إصابته وقصف منزل عائلته، لتلقي العلاج الأولي في مستشفى شهداء الأقصى، وبعد ذلك نقل إلى مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأوروبي، ثم أعيد إلى مجمع الشفاء، حيث قرر الأطباء حينها أن العين اليسرى والعمود الفقري بحاجة إلى العلاج في الخارج.

يصف اللوح وضعه حينها بـ"الصعب"، حيث تكفلت إحدى المؤسسات بعلاجه في لبنان وسوريا، وأجرى هناك عدة عمليات ومن ثم عاد إلى غزة، لكن رحلة العلاج لم تنتهِ الأمر الذي دفع وزارة الصحة إلى تحويله إلى مستشفى معهد ناصر في مصر، رغم أن وضعه الصحي يتطلب تحويلة طبية للعلاج في ألمانيا نظرا لصعوبة الحالة.

وهذا ما أكده أحد العاملين في السفارة المصرية بالقاهرة، حينما توجه إليه أحمد مشتكيا تحويله إلى هذا المشفى من قبل وزارة الصحة في رام الله، بقوله: "عمليتك ما بدها معهد ناصر"، وقام بدوره بتحويله إلى مستشفى البنك الأهلي بالمعادي، الذي حوله هو الآخر إلى مستشفى نصر الدولي.

بصوته الهادئ يزيد: "كانت التحويلة الطبية لا تغطي العلاج في مستشفى نصر، وراكمت على نفسي الديون من أجل إجراء عملية حقن وتسليك العصب، إضافة إلى عملية أخرى في قدمي التي كانت نسبة العجز فيها 80% والآن تحسنت نوعا ما بعد تلك العملية".

ويوضح أنه في مستشفى نصر أجرى له الأطباء عمليتين، بسحب الدم المتجمد على الفقرات، 20 سم، بعمل حقن بمادة غضروفية نظرا لوجود ضغط على الفقرات، "وأخبرني الطبيب أنني بحاجة إلى عمليتين بالرقبة والعمود الفقري كي لا يستمر الاحتكاك، إضافة إلى عملية ضرورية في عيني اليسرى، وهذا الأمر موجود فقط في ألمانيا".

تغطية مالية

تواصل زملاء إعلاميون مع اللجنة الطبية في ألمانيا والتي يديرها الدكتور يونس العرجا، في محاولة لمساعدة اللوح، الذي أطلع الطبيب على تفاصيل إصابته وأرسل له التقارير الطبية اللازمة عن حالته الصحية.

لكن اللجنة الطبية في ألمانيا طلبت وجود تغطية مالية، إما بأن تتبنى السلطة أو أي مؤسسة أو حتى رجال أعمال، تغطية تكاليف علاج اللوح مع ضرورة وجود مخاطباتهم بكتاب رسمي بذلك، وهنا تكمن العقبة أمام اللوح.

ويشير الزميل الصحفي إلى عدم استفادته من تحويلة الوزارة باستثناء كونها ورقة عبور عبر معبر رفح الحدودي، مبينًا أن السلطة تقوم بتحويل المرضى للمشافي المصرية وتحديدًا معهد ناصر الطبي، الذي لا تزيد قدرته العلاجية عن أي مستشفى في قطاع غزة، وفق قوله.

ويخشى اللوح من تدهور وضعه الصحي تدريجيا مع مرور الوقت، ويقول: "وضعي حساس والعلاج فقط متوفر في ألمانيا وإلا فإن وضعي سيزداد سوءًا".