يأمل المزارعون الفلسطينيون أن يتبع قرار مجلس الأمن الدولي بوقف الاستيطان خطوة جدية وحقيقية تمكنهم من استعادة أراضيهم المسلوبة والتي صادرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مدار العقود الماضية من أجل التوسعات الاستيطانية.
المستوطنات في الضفة الغربية أصبحت واقعا مريرا، فعدد المستوطنين اقترب من نصف مليون مستوطن، في أكثر من مائتي مستوطنة متوزعة في كافة نواحي الضفة الغربية.
المزارعون الذين ما زالوا يشعرون بالألم نتيجة سلب أراضيهم، لا يعتبرون القرار سوى إضافة إلى مجموعة القرارات الدولية التي دانت الاستيطان ولم تفعل شيئًا لضحاياه من الفلسطينيين.
المزارع الستيني عبد الكريم جعيدي (66 عاما) من قلقيلية، وهو موظف متقاعد، تمت مصادرة أرضه القريبة من إحدى المستوطنات في المدينة قال تعقيبًا على قرار مجلس الأمن الدولي: "أنا لا أثق بأية قرارات دولية مهما كان مضمونها، فنحن لدينا مثل يقول (القوي عايب) أي من بيده القوة لا يطبق القوانين ولا يحترمها، فهناك قرارات صدرت منذ سنوات طويلة ولم تطبق، وفي المقابل نرى توسع الاحتلال في الضفة الغربية بشكل فظيع".
وتساءل جعيدي بسخرية: "هل سترجع أرضي المصادرة بعد هذا القرار؟".
ومن بين القرارات الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية ولم تدخل حيز التنفيذ على الإطلاق، فتوى لاهاي ضد الجدار العنصري عام 2007، والتي أكدت عدم قانونية الجدار ومصادرته للأراضي الفلسطينية وعزلها، حيث لم يكن لهذه الفتوى القانونية الدولية أثر في أرض الواقع منذ صدورها.
في واد قانا أشهر أودية فلسطين بين نابلس وقلقيلية وسلفيت، تعيش عائلات فلسطينية يحظر عليها الاحتلال أي تعديل على حياتهم الخاصة من بناء حتى لو كانت عرشًا بدائية.
يوسف زيدان من قرية دير استيا المجاورة للواد الشهير يقول لـ"فلسطين": "من يهلل ويكبر للقرار يأتي إلى واد قانا ويرى الواقع الصادم، ففي كل جهة تنظر إليها ترى مستوطنات ضخمة تمتد إلى مسافات طويلة، فلا قيمة لقرار يبقي على هذه المستوطنات التي سرقت منا كل حياتنا، فوقف البناء في المستوطنات قرار ليس له قيمة لأن المستوطنات تمكنت من الأرض".
ويرى إبراهيم العوض الذي يجاور منزله مستوطنة قرنيه شمرون، وهرب من منزله إلى داخل قريته كفر لاقف شرق قلقيلية، أنه لا جدوى من أي قرار لا يرجعه إلى منزله المهجور حاليًا والذي يزوره متخفيا خوفا من اكتشاف أمره من قبل حراس المستوطنة الذين يطالبونه بالمغادرة فورًا وإلا تعرض للعقاب.
ويقول العوض لـ"فلسطين": "أرض عائلتي داخل المستوطنة ومساحتها 30 دونمًا، ويحظر علينا الدخول إليها، ومنزلي يجاور المستوطنة ولا أستطيع النوم فيه خوفا من المستوطنين وانتقامهم، وقرار وقف الاستيطان كما سمعت من الأخبار فات عليه الميعاد، فالاستيطان لا يتوقف بقرار".