فلسطين أون لاين

الاحتـلال يعـاقـب مخيـم الفـوار بتكـرار إغـلاق مـدخلـه اليتيـم

...
​الخليل- خاص "فلسطين"

تكرر قوّات الاحتلال ما بين أسبوع وآخر إغلاق مدخل مخيم الفوار للاجئين جنوب محافظة الخليل بالضّفة الغربية المحتلة، متذرعة كلّ مرة بأنّ هذا الإغلاق يأتي من أجل عقاب السّكان الذين يتجاوز تعدادهم الـ(12 ألف نسمة) بسبب أحداث محيطة بالمخيم، منها المواجهات المتكررة بالمكان، ناهيك عن عمليات الرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة التي يستهدف بها الشّبان آليات الجيش ومركبات وحافلات مستوطنيه يوميا.

ورغم وضع جيش الاحتلال برجا عسكريا ونشره لجنوده طيلة الوقت في محيط المخيم، لكنّ هذه الجهود لم تفلح في كبح جماح المواطنين الفلسطينيين، الذين يكررون عمليات الاستهداف للاحتلال ولمستوطنيه في محيط المنطقة، بينما يعمد الاحتلال منذ بضعة شهور إلى إغلاق مدخل المخيم، ومنع المركبات وحتّى المارة من سلوك المكان، ويحرسونه بعشرات الجنود، لكنّ الأحداث لا تتوقف في المكان، وفق نشطاء في المخيم.

يقول الصحفي علاء سراحنة أحد سكّان المخيم لصحيفة "فلسطين": إنّ جيش الاحتلال يبلغ الأهالي في كلّ مرّة أنّ إغلاق مدخل المخيم يأتي بسبب استمرار ما يصفونها بـ"الأحداث" في المخيم ومحيطه، في إشارة إلى عمليات الرّشق بالحجارة التي تجري في المكان، لافتا إلى أنّ الإغلاق قد يستمر لأسابيع أو أيّام، ويعتمد على مزاج جيش الاحتلال وضباطه، دون أدنى اكتراث بحقّ المواطنين في التنقل والحركة وقضاء حاجياتهم.

ويتابع: هذا المدخل لا يخدم مخيم الفوار وحده، بل يضطر سكّان مدينة يطّا التي يتجاوز تعداد سكّانها عن المئة ألف نسمة وسكان بلدة الريحية المجاورة إلى سلوكه وفي بعض الأحيان يسلكه سكّان بلدة السّموع، لافتا إلى أنّ الإغلاق يتكرّر شهريا، ويعاني المواطنون الأمرين أثناء دخولهم وخروجهم من وإلى المخيم، من خلال سلوك الأراضي المجاورة، وتحديدا الأراضي الطينية خاصّة في فترة الشّتاء، ويعانون أيضا التنكيل والاحتجاز من جانب جنود الاحتلال الذين ينتشرون في المنطقة.

ويكشف سراحنة عن اضطرار المواطنين لسلوك طرق بعيدة للوصول بمركباتهم إلى مدينة الخليل، عبر مدينة يطّا وبعض الطرق والمداخل البعيدة، وتتجاوز المسافة نحو (30 كيلو مترا)، بينما لا تتجاوز عبر المدخل إلى مدينة الخليل الـ(7) كيلو مترات، لافتا إلى أنّ الطريق عبر يطّا تعادل المسافة ما بين مدينتي الخليل وبيت لحم.

أمّا النّاشط في حقوق الإنسان أمين البايض يوضّح لصحيفة "فلسطين" بأنّ (إسرائيل9 كقوة احتلال، يجب عليها وفق القانون الدّولي أن تسهّل حركة المدنيين القاطنين تحت سلطتها، لكنّها يرى أنّ (إسرائيل) تعمل وفق مخطّط ممنهج لترحيل سكان المخيم، عبر إجراءات الإغلاق المتكررة، أو حتّى عمليات التنكيل والاستهداف التي تنفّذها بحقّ السّكان هناك.

ويضيف: هناك ثلاثة مخيمّات واقعة على نقاط التّماس مع جيش الاحتلال بالضّفة الغربية وهي مخيم العروب والفوار في محافظة الخليل، ومخيم الجلزون في منطقة رام الله، مشدّدا على أنّ الاحتلال يحاول الضّغط على هذه المخيمات الثلاثة بالتّحديد، لوقوعها بجوار الشّوارع الالتفافية التي يسلكها المستوطنون، ويضيّقون عليها دون أيّ مبرّر، ويتذرّعون بأنّ الأمر له علاقة برشق آليات الاحتلال بالحجارة في هذه المنطقة.

ويشدّد البايض على (إسرائيل) تحاول انتهاز كافّة الظروف من أجل قمع سكّان المخيمات.

أمّا عن دور مؤسسات حقوق الإنسان، يتّهم البايض كافّة مؤسّسات حقوق الإنسان المحلّية والدولية بتهميش المناطق السّاخنة مع الاحتلال، ومحاولة الانشغال في قضايا ثانوية وفي مناطق هادئة، ويعتقد بأنّ هذه المؤسسات تعمل تحت إمرة المخابرات الإسرائيلية، ولا تكترث بتوثيق حقيقي وملحّ للانتهاكات الإسرائيلية، وعلى رأسها ما يجري من انتهاكات في مخيم الفوار جنوب الخليل.