كشفت "وثائق سرية"، عن تورط الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في اغتيال الاحتلال الإسرائيلي الشهيد أحمد نصر جرار، في بلدة اليامون في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، في السادس من الشهر الجاري.
وتظهر الوثائق المسربة عن أحد ضباط الأجهزة الأمنية، نشرتها صفحة التيار الإصلاحي في حركة "فتح" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الخميس، التي ضمت عدد من البرقيات الأمنية والخرائط التي حددت مكان اختباء الشهيد جرار، حجم النشاط الأمني المكثف الذي قامت به الأجهزة الأمنية في تعقب الشهيد.
ففي إحدى البرقيات، تشير المعلومات الواردة إلى قيام قسم المراقبة الالكترونية بالتنصت على المكالمات الخاصة بالدوائر القريبة من الشهيد جرار، فيما كشفت برقية أخرى، أن السلطة قامت بمتابعة تسجيلات الكاميرات في المنطقة التي كانت يتخفى فيها جرار، ومصدرها مندوب في جهاز الأمن الوقائي.
كما تحدثت إحدى البرقيات، عن قيام مندوب للأجهزة الأمنية برصد بيت جرار ونقل مشاهدته لسيارة "غولف" لون سكني وصلت المنزل وأخذت كيسا يعتقد أنه يحتوي على ملابس.
كما قامت الأجهزة الأمنية بالتعرف على جثمان الشهيد الذي ارتقى في محاولة الاغتيال الأولى في 18 يناير الماضي، وحسب البرقية فإن المندوب الأمني المتواجد بالمستشفى الحكومي أبلغهم أن الجثمان لأحمد إسماعيل جرار وليس لأحمد نصر جرار.
ويتضح من تواريخ البرقيات أن كثافة المتابعة والتعقب للشهيد جرار ارتفعت بعد فشل قوات الاحتلال في اغتياله في المرة الأولى بعد استشهاد ابن عمه أحمد إسماعيل جرار، وهو ما أوردته احدى البرقيات التي أفادت أن الشهيد شوهد وهو يتنقل بسيارة سوبارو بيضاء في 28 يناير الماضي، أي قبل استشهاده ويعود مصدرها لجهاز المخابرات العام.
ونقل "التيار الإصلاحي"، عن مصادر لم يكشف عن هويتها، أنه تم تشكيل غرفة عمليات مكثفة وطارئة لتتبع الشهيد جرار، والوصول لطرف خيط له بأقل وقت ممكن، حيث تمت مكافأة المشرفين القائمين على هذا الملف.
وحذر "التيار الاصلاحي"، كل من تسول له نفسه بالعمل في "غرفة التنصت الالكتروني" في الأجهزة الأمنية، بنشر أسمائهم.