قائمة الموقع

​خطة (إسرائيل) لتطوير البنية التحتية لغزة.. محاولة لحفظ أمنها من الانهيار

2018-02-10T07:53:49+02:00

عدَّ مراقبان أن ما ذكرته صحيفة "هآرتس"، مؤخرًا، بشأن خطة (إسرائيل) لإعادة تطوير البنية التحتية في غزة، مجرد محاولة لحفظ الهدوء مع القطاع، خشية على أمنها من الانهيار واندلاع معركة جديدة مع المقاومة الفلسطينية.

ورأى المختص في الشؤون الإسرائيلية انطوان شلحت، أن هذه الخطة تأتي بعد تحذيرات صدرت من عدة جهات في (إسرائيل) لا سيما الأمنية منها، من تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية والبنى التحتية في غزة.

ورجح شلحت لـ"فلسطين"، أن يكون لاستمرار هذا التدهور انعكاس على الهدوء وانفجار الأوضاع الأمنية في وجه الاحتلال مجددًا.

ولم يستبعد شلحت، أن تطالب حكومة الاحتلال التي يرأسها بنيامين نتنياهو، جهات خارجية بتحسين البنية التحتية لأن هذا لا يتناقض مع سياسة (إسرائيل) الأمنية تجاه غزة.

ولفت الأنظار إلى أن الاحتلال يطرح على الفلسطينيين ما يسمى "السلام الاقتصادي"، لكن دون أي حقوق سياسية، وهو ما يريد الاحتلال تحقيقه في غزة لتحسين الأوضاع المعيشية بالشكل المضبوط بما لا يؤدي إلى أي انفجار أمني.

وتسيطر سلطات الاحتلال على معبرين رئيسين هما بيت حانون "ايرز" شمال القطاع، ومخصص للسفر وتنقل الأشخاص والتجار والمرضى ممن يسمح الاحتلال لهم بالعبور، وكرم أبو سالم، جنوبًا، وهو مخصص لتوريد البضائع التجارية.

وأشار إلى أن الاحتلال يسعى لحفظ الهدوء الذي يحفظ مصلحته الأمنية، خاصة أنه يتعامل مع قطاع غزة من منطلق واحد، وهو الأمني فقط.

وتوقع أن يسهم الهدوء على حدود غزة، في اتخاذ حكومة الاحتلال كل الإجراءات من أجل استمراره.

وأكد أن حكومة الاحتلال تخشى غزة في كل وقت وحين، مرجعًا ذلك إلى أن طبيعة المواجهات العسكرية اختلفت، حتى لو كانت ضد فصائل المقاومة.

وشدد شلحت على أن جولات الحروب الثلاث على غزة، "لم تنتهِ بالحسم".

ورأى أن حكومة الاحتلال تحاول الهروب إلى الأمام من أي مواجهة عسكرية، إلا إذا كان هناك عامل أقوى من كل هذا التوجه يضطرها إلى خوض المواجهة العسكرية.

وشنَّ جيش الاحتلال 3 حروب على غزة في أقل من 6 سنوات، دمر خلالها البنية التحتية، وقتل وأصاب الآلاف من المواطنين الفلسطينيين.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة؛ إن قطاع غزة ما زال تحت الاحتلال الإسرائيلي بحسب القانون الدولي، وما زال محاصرا منذ 11 سنة، وبالتالي فإن المعاناة التي يعانيها المواطنون (أكثر من 2 مليون نسمة) سببها الحصار والاحتلال".

وأضاف أبو سعدة لـ"فلسطين"، "(إسرائيل) تعرف أن أي انفجار ستكون (إسرائيل) المتضرر الأول منه، وسيكون بسبب عدم الاستقرار الأمني مع غزة.

ورأى أن هذا الانفجار "بات وشيكًا نتيجة انهيار الاقتصاد والخدمات".

وأشار إلى توقعات إسرائيلية قوية بأن يقوم عشرات آلاف المواطنين في قطاع غزة بالزحف نحو الحدود مع أراضي الـ48، وهذا سيشكل أزمة كبيرة لقوات الاحتلال، ولن يستطيع جنودها إطلاق النار على مدنيين عزل، ولن تسمح لهم بعبور الحدود، ولذلك هي تحاول منع الانفجار من حدوثه.

وأضاف أن حكومة الاحتلال "تريد أن تظهر للعالم بأنها ترعى القضايا الإنسانية، وأنها تحاول أن تخفف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة من خلال تقديم حزمة مشاريع ولتوهم العالم أنها ليست المسؤول الأول عن الحصار والاحتلال والمصائب التي تحدث".

وقال: "الاحتلال يسعى بخطته إلى تحسين صورته أمام العالم، وأن من يتحمل المسؤولية هي حركة حماس، والسلطة التي لم ترفع العقوبات بعد".

وتابع: (إسرائيل) تخشى من تفاقم الأوضاع المعيشية وما قد ينتج عنه من انهيار أمني سيضر بها كثيرًا.

اخبار ذات صلة