"أصابوه واعتقلوه ثم قتلوه!!".. بتلك الكلمات الممزوجة بالحزن عبرت والدة الشهيد حمزة يوسف زماعرة عن غضبها على جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين أعدموا نجلها بدمٍ بارد صباح أمس بحجة تنفيذه عملية طعن فدائية على مدخل مستوطنة "كرميتسور" المقامة على أراضي بلدة حلحول شمال محافظة الخليل جنوب الضّفة الغربية المحتلة.
وحسب ما ورد في بيان جيش الاحتلال لوسائل الإعلام، فقد أقدم حمزة (19 عامًا) على طعن "حارس" مستوطنة " كارمي تسور" في منطقة اللواء الإقليمي في "عتصيون"، وأطلق جندي إسرائيلي آخر النار على الفلسطيني وقتله.
وتم نقل حارس المستوطنة إلى المستشفى للعلاج حيث وصفت جراحه بالطفيفة، بحسب مصادر عبرية.
ولم تتمالك والدة الشهيد حمزة أعصابها، وهي تستقبل الأخبار المؤكدة بارتقاء نجلها بعد اقتحام قوّة عسكرية من جيش ومخابرات الاحتلال المنزل واستجوابها وبقية أفراد العائلة، بزعم أن نجلهم قد حاول تنفيذ عملية طعن.
وتقول لـ"فلسطين": "كان بإمكان جنود الاحتلال إطلاق النار على حمزة وإصابته، لكنّهم أصروا على إعدامه وقتله بدم بارد، ورفضوا تقديم أيّ نوع من الإسعافات أو العلاجات الطبية له".
وبينما احتجزت قوّات الاحتلال والد الشهيد، حاولت الوالدة الحضور معه إلى معسكر "عتصيون" لمعاينة وتشخيص نجلهم الشهيد، لكنّ ضباط مخابرات الاحتلال رفضوا الأمر، ومنعوها من رؤيته.
واحتجزت قوّات الاحتلال جثمان الشهيد حمزة، وأبلغت والده أنّ تسليمه سيكون خلال الأيام القادمة.
تقول الوالدة إنّ نجلها أسير محرّر من سجون الاحتلال، قضى نحو عام ونيّف في الاعتقال، وهو جريح سابق بالرصاص في مواجهات سابقة شهدتها بلدة حلحول.
لكنها في الوقت ذاته تعرب عن رضاها الشديد عن نجلها بالقول: "الله يرضى عليه ويحسن إليه، ويحتسبه من عباده الشّهداء"، مضيفة "أصبح الآن عند ربّه شهيدا، فالدنيا فانية".
وتتابع: نحن شعب محتلّ نعيش ويلات عديدة بسبب الاحتلال واعتداءاته، ودولة الاحتلال لا تمتلك أيّ نوع من الرّحمة"، مشيرة إلى أنّ "مهجة قلبها قضى شهيدا".
من جانبه، يؤكد الحقوقي أمين البايض، أنّ ما جرى بحقّ الشهيد جريمة أخرى يمكن تسجيلها على قوّات الاحتلال، وسط ارتفاع في حجم ووتيرة الجرائم المرتكبة بحقّ الإنسان الفلسطيني.
ويضيف لصحيفة "فلسطين": "لم نسمع في تفاصيل عملية القتل والإعدام لهذا الشّهيد سوى رواية سلطات الاحتلال، مع افتقاد الحادثة لأيّة رواية فلسطينية، وهو الأمر الذي يفتح باب التشكيك الفلسطيني في صحّة الحادثة".
ويبين البايض أنّ الاحتلال من المحتمل أنه تمكن من إصابته أو اعتقاله، معتقدا بأنّ قوات الاحتلال هدفها في هذه المرحلة تنفيذ عمليات القتل والإعدام بحقّ الفلسطينيين في الكثير من المواقع الفلسطينية بالضّفة الغربية، عادّا عملية إطلاق النار عليه جريمة، إضافة إلى احتجاز جثمانه وعدم تسليمه جريمة أخرى.
ويرى البايض أنّ نهج المقاومة الذي اختاره الشهيد حمزة، مكفول في كلّ الأعراف والقوانين الدولية، باختيار الشّعب الوسيلة التي بإمكانه أن يدافع عن نفسه بها، مشددا على أنّ من حقّ العائلة رفع التماس تطالب فيه سلطات الاحتلال بفتح تحقيق لمعرفة تفاصيل عملية الاغتيال من جانب، والمطالبة بضرورة تسليم الجثمان ودفنه على الطريقة الإسلامية من جانب آخر.
وينبه إلى أنّ عدد الجثامين المحتجزة في ثلاجات الاحتلال في هذه المرحلة وصل "18 جثمانا"، مشددا على ضرورة استعادة العمل الشعبي على الأرض، من أجل الضغط على دولة الاحتلال للتوقف عن انتهاك القانون الدولي باحتجاز هذه الجثامين، وإعادتها إلى ذويها.