فلسطين أون لاين

​مرشحة لنيل لقب "أفضل معلم في العالم"

"عبير قنيبي" تسعى لإزالة الجمود عن الرياضيات

...
صورة تعبيرية
الخليل / غزة - فاطمة أبو حية

بعد 15 عامًا من التدريس قدّمت خلالها عددا من المبادرات وحصلت على بعض الجوائز، تم اختيارها لتكون أحد المتنافسين على الحصول على لقب أفضل معلم في العالم في المسابقة العالمية التي تنظمها مؤسسة "فاركي جيمس"، إذ تأهلت لها في الرابع عشر من الشهر الحالي ضمن 50 معلما ومعلمة على مستوى العالم.

المعلمة عبير رشدي قنيبي (39 عاما)، تدرّس الرياضيات في مدرسة وداد ناصر الدين بمدينة الخليل، وعملت في فترات سابقة محاضِرة غير متفرغة في بوليتكنك الخليل وجامعة القدس المفتوحة، حاصلة على بكالوريوس رياضيات من جامعة الخليل، ونالت درجة الماجستير بمرتبة الشرف في الرياضيات التطبيقية من جامعة بوليتكنك فلسطين، وهي أم لخمسة أطفال.

حول الطالب

وتقول قنيبي لـ"فلسطين": "في بداية العام الدراسي اختارت وزارة التربية والتعليم 18 معلما ومعلمة فلسطينيين لترشيحهم لهذه الجائزة، ومؤخرا وقع الاختيار عليّ من قبل لجنة تحكيم المسابقة، وهذا مدعاة للفخر بالنسبة لي، إذ تم اختيار المتأهلين من بين 20 ألف متقدم، وهو أيضا دليل على أن المرأة الفلسطينية قادرة على الإنجاز ويمكنها أن تساهم في تحسين أوضاع المجتمع، وأنها شريكة الرجل في ذلك".

وتضيف: "المؤسسة التي أطلقت المسابقة تبحث عن معلم ملهم أحدث تغييرًا في التعليم، ولذا جاء ترشيحي نتيجة لحصيلة إنجازات وعطاء على مدار سنوات عملي، فأنا أعمل على أن يكون التعليم متمركزًا حول الطالب لا المعلم، أسعى جاهدة لبناء شخصية قيادية عند طالباتي، وأستخدم في سبيل ذلك العديد من الأساليب التعليمية الحديثة، مثل التعليم التعاوني والإلكتروني واستراتيجية الذكاءات المتعددة".

وتتابع: "أعمل جاهدة على نقل مادة الرياضيات من الجمود إلى الحيوية، ليتم استخدامها في جوانب حياتية مختلفة ولا تبقى حبيسة الكتب، وهذا قلق عالمي، لذا أسعى إلى تطوير أدائي باستمرار لأصل لما أريد".

وفي سبيل تحقيق ما تسعى إليه، قدّمت قنيبي عددا من المبادرات والنشاطات، ومنها النادي العلمي الذي أنشأته في المدرسة منذ عام 2011، وقد نال هذا النادي المركز الأول لخمس سنوات، ثلاث مرات منها كان الفوز فيها على مستوى الوطن، ومرتين على مستوى مديرية الخليل، وكذلك أطلقت مبادرة "مقهى الرياضيات" وهو بيئة تفاعلية وتدور فكرته حول خلق اتجاهات إيجابية نحو تعلم الرياضيات، ومن خلاله حاولت ابتكار بيئة صفية تكسر جمود مادة الرياضيات، وكذلك أطلقت مبادرة "مدرستي مفتوحة على العالم" لتعميق بعض المفاهيم لدى الطلبة، منها أنهم قادرون على المنافسة العالمية، إلى جانب أنها أطلقت حلقات علمية عبر موقع "سكايب".

بالإضافة إلى ما سبق، تُبين ضيفتنا أنها حصدت العديد من الجوائز العالمية والمحلية، إذ حصلت على المركز الرابع على مستوى العالم في معرض العلوم والتكنولوجيا، عن أحد مشاريعها، وكانت هذه الجائزة الأولى التي تنالها فلسطين كجائزة عامة في هذا المعرض، ومحليا، تم تكريمها هي وطالباتها وحصلن على وسام التميز والاستحقاق الفضي.

لأكون قدوة

وترى أن "المعلم يجب أن يكون قدوة لطلبته في العطاء والانتماء، ولكي أكون قدوة لطالباتي يتعيّن عليّ أن أعمل دوما على التطوير والتحسين في التعليم".

وتوضح قنيبي الأم لخمسة أبناء: "في بعض الأوقات كنت طالبة وزوجة وأمًا في نفس الوقت، فقد حصلت على درجتي البكالوريوس والماجستير بعد زواجي، لذا كانت التحديات أمامي كبيرة دوما، ولكن لا شيء يقف أمام الإرادة القوية إذا امتلكها الإنسان"، مشيرة إلى أنها تلقت دعما وتعاونا من عائلتها ومدرستها ومن مديرية التعليم في الخليل ومن وزارة التعليم، مما ساعدها على الاستمرار.

وتؤكد: "الإبداع لو لم يصدر من الشخص نفسه، ولو لم يهتم به الفرد، فلن يكون لهذا الإبداع مكانة، ولن يكون قادرا على تغيير أي شيء على أرض الواقع، ولذا لم أتوقف عن العمل لما أسعى له، فإيماني بالتغيير كان دافعًا قويا لي".

وتلفت قنيبي إلى أن الأساليب التي تستخدمها في توصيل المعلومات لطالباتها لها أثر كبير على زيادة مستوى التحصيل الدراسي لهن، وكذلك لها أثر إيجابي على سلوكهن، لافتة إلى أن من الطالبات من أخبرنها بأن الرياضيات أصبحت حديثا عائليا في بيوتهن.

وعن اختيارها من قبل وزارة التعليم الفلسطينية للترشح للمسابقة العالمية، تبين: "لهذا الاختيار معياران، أولهما حصة صفية نموذجية مصورة، والثاني ما يقوله أولياء أمور الطلبة عن تأثير المعلم على أبنائهم ضمن مقابلات يتم إجراؤها معهم"، مبينة: "الحصة المصورة كانت لطالبات الصف الحادي عشر عن ربط المتجهات بالواقع، فأنا أعمل دوما على إثراء المنهاج وربطه بالواقع ليكون حياتيا، ولأجعل الرياضيات مادة محببة وواقعية".

وتشير إلى أن استخدام الأساليب الحديثة وغير التقليدية في التعليم انتشر بين المعلمين الفلسطينيين بدرجة أكبر من أي وقت سابق، مؤكدة: "توجد الكثير من النماذج المشرقة في التعليم في فلسطين، فالمعلمون والمعلمات في مختلف المراحل لديهم طاقات مميزة وإمكانيات عالية، وعلى أصحاب القرار الاهتمام بهذا الأمر".