لطالما تمنى الطفل أحمد أبو عمرة (3 أعوام) الحصول على تحويلة علاجية من وزارة الصحة في رام الله إلى خارج قطاع غزة، بيد أن هذه التحويلة صدرت بعد وفاته بيوم واحد.
لم تترك عائلة الطفل أبو عمرة بابًا إلا وطرقته من أجل الحصول على تحويلة علاجية عاجلة تمكنه من السفر والعلاج بالخارج، لكن كل جهودها باءت بالفشل، إذ توفي أحمد الأحد الماضي، حسب إفادة جده خالد.
واكتشفت العائلة التي تقطن مدينة دير البلح وسط قطاع غزة إصابة طفلها بمرض في الرأس في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعد ظهور ورم فيه، ما دفعها لنقله إلى مستشفى شهداء الأقصى، للتعرف إلى أسباب المرض وعلاجه.
يقول جد الطفل الذي تابع مرضه وكان بجواره لحظة بلحظة: "بعد أن أجريت الفحوصات الطبية له تبين إصابته بمرض السرطان في الرأس، ما استدعى إجراء تحويلة طبية عاجلة له، نقل على إثرها إلى مستشفيات الداخل المحتل، وأجريت له عملية هناك لاستئصال الورم".
ويضيف لصحيفة "فلسطين": "لكن بعد نحو 10 أيام من إجراء العملية والعودة إلى القطاع بدأت صحة حفيدي تتدهور فنقل إلى مستشفى شهداء الأقصى، ثم حول إلى قسم العناية المركزة في مجمع الشفاء الطبي، بسبب تدهور وضعه الصحي وخطورته".
بنبرة يغمرها الحزن يتابع: "إن الطفل مكث في العناية المركزة قرابة ثلاثة أسابيع"، مبينًا أن العائلة سعت إلى الحصول على تحويلة علاجية، لكن طفلها توفي قبل صدورها.
ويقول غاضبًا: "بعد يومين من وفاة حفيدي اتصلت بنا دائرة العلاج بالخارج، وأبلغتنا بأن التحويلة الطبية لأحمد جاهزة، وأنه بإمكاننا تسلمها ونقله إلى العلاج في الأراضي المحتلة".
من جهته يؤكد الباحث القانوني محمد صيام لصحيفة "فلسطين" أن ما يزيد على 1600 مريض ينتظرون توقيع السلطة برام الله تحويلاتهم العلاجية، لافتًا إلى أن العديد من المرضى يهددهم خطر الموت، نتيجة عدم إصدار هذه التحويلات لهم، وعدم إعطائهم الفرصة للعلاج، كما نص القانون الدولي الإنساني والقانون الفلسطيني، واتفاقية جنيف الرابعة والاتفاقيات الدولية.
وأثارت أزمة التحويلات العلاجية في قطاع غزة ردود أفعال غاضبة في الأوساط الحقوقية، التي دعت حكومة رامي الحمد الله إلى حل المسألة، وعدم تسييس معاناة المرضى، أو الزّج بهم في الخلافات السياسية.
وأثّر الحصار المفروض على قطاع غزة على الوضع الصحي، ما أدى إلى تراجع المنظومة الصحية، نتيجة نقص الدواء، والتأثير الخطير لتفاقم أزمة الكهرباء والوقود على القطاع الصحي.
يشار إلى أن السلطات المصرية تغلق معبر رفح البري الحدودي بين جمهورية مصر العربية وقطاع غزة إغلاقًا شبه كامل بذرائع أمنية.