البخل من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتصف بها الإنسان، لما لها من جوانب سلبية عليه وعلى أسرته والآخرين من حوله والتي تجعلهم يبتعدون عنه، وأحيانا يشير سلوك الطفل إلى وجود هذه الصفة فيه، فهل يكون بخيلا حقا؟ أم أن الحكم عليه بالبخل لا يكون إلا بعد عمر معين؟ وكيف يكون التعامل معه لتعديل سلوكه؟
التربية بالنموذج
قال الأخصائي النفسي والاجتماعي زهير ملاخة إن الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة يحب المحافظة على الأشياء التي تخصه، ويكون ذاتيًا أكثر من أن يكون معطاءً، وهذه سمة شخصية حسب طبيعة تفكيره ومشاعره، ولا يحب أن يشرك أحدًا بألعابه ويخبئها عن الآخرين، ويدخر مصروفه ويأكل مسليات غيره، وهذا طبيعي في هذا السن".
وأضاف لـ"فلسطين" "على الوالدين أن يتعاملا مع هذه التصرفات بذكاء، حتى تنعكس إيجابا على شخصية الطفل، ولا تتحول إلى أنانية وبخل، مثل إشراكه في الألعاب التعاونية، وتحفيزه وحثه على مشاركة غيره في الأكل، لكسر السمة العارضة، وتشجيعه على الأنشطة التشاركية لإبطاء هذه السمة، وإحلال مشاعر ايجابية محلها مثل التعاون ومساعدة الآخرين".
وأوضح ملاخة أن الأصل هو والاعتدال في تربيته فيما يتعلق بالمال، وغرس عدد من القيم المترابطة بالأمر، مثل العطاء والحرص والفراسة، مشيرا إلى أن الحكم على الطفل بالبخل، لا يمكن أن يكون قبل مرحلة المدرسة، لأن الأمر مرتبط بالنمو العقلي واللغوي له، وفي بداية التحاقه بالمدرسة يكون كلامه وسلوكه معبران عن صفاته.
ولفت إلى أن التربية الخاطئة تلعب دورًا في ترسيخ سمة البخل في نفسية الطفل، خاصة إذا لمس من الوالدين الحرص الزائد، بالإضافة إلى ترديد بعض العبارات السلبية عليه، مثل "لا تجعل أحدا يضحك عليك، لا تضيع مالك، قيمتك تتجلى بكمية المال الذي معك".
وأكد على أهمية "التربية بالنموذج" فيما يتعلق بعلاق الطفل بالمال، فيتصرف الأبوين بطريقة صحيحة في هذا الجانب، لكي يقلد سلوكهما.