من الواضح أن الله تبارك وتعالى خلق الخلق وقسم لهم أرزاق كل شيء بما فيهم رزق العيال، ومن المعلوم عند الناس أن الله تبارك رزق أزواجًا بالأبناء في بداية زواجهم، ورزق آخرين بعد عام، أو بعد 20 عاما، ومنهم من رزقه العقم، "يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ" وقال: "وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً"، لم تقصر الآية نتاج الزواج على الذكر أو الأنثى بل على العقم أيضا، وكله رزق الله ولا اعتراض عليه، وهو الحكيم العليم.. هذا أمر طبيعي، ليس بالضروري أن يكون لعدم الإنجاب سبب..
سيدي وسيدتي:
1. أنا لست سوى إنسان له كتلة من المشاعر التي يمتلكها كل البشر بطبيعتهم الاستحواذية، التي تحب أن تأخذ كل شيء، وأنا لا أنكر حبي للخير مثلكم، ولكن كل إنسان يؤقلم حياته على ما رزقه الله، حتى يأتي الخير الآخر، ولكن بعد أن يعمل بأسبابه.
2. تحدثوا عن أطفالكم أمامي، ولن أحسدكم عليهم، أعدكم بذلك، إياَك أن تخفي الحمل، فأنا أؤمن أن رزق الله لي هو الأفضل وهو ما يناسبني.
3. ثم من قال لك أن طفلك المنتظر هو نعمة أم نقمة، هل صلُحت جميع أعمالك مع الله حتى تتأكد من ذلك، "إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ" وقال "إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ"، مع إيماني الكامل بأن المنع كذلك فتنة، لأن المنع رزق.
4. نعم أذهب أنا وزوجتي لتهنئة الناس بمولود جديد، فلا داعي ليخشع صوتك وأنت تعاتب الزمن وتخجل لأنك رُزقت ولم يرزقنا الله -حسب زعمك-، فنحن صدقا أتينا مفعمين بالسعادة من أجلك، فكن سعيدا لأن سعادتنا تختلف عن سعادتك.
5. رجائي الحار عندما يبدأ طفلك بالكلام أو المشي أو الحبو وكنت وزوجتي في ضيافتك، دعه بحرية وأطلق يديه لن أغضب ولن تنزعج زوجتي ولن نشعر بالأسى على أنفسنا.
6. لا تسألني يا صديقي عن حالي، كلما فكرت أن تسأل عني "كيف حالك؟ ج: بخير! س: أمانة بخير؟ ورب العرش أنا بخير زهقتني يا زلمة! يأسف قائلا: لا بس مشان يعني ربنا ما رزقك.
7. نعم أقر وأعترف أن النبي زكريا لم يطق أن يكون وحيدا، ودعا ربه "رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ"، أنا لم أنكر هذا وذكرت لك في البداية أن الإنسان يحب الخير، ولو علم أن ولده سيكون عاقا مثلا لعرف أن الخير في عدم إنجابه.
8. ليست حياتكم وردية وحياتي قاتمة، وانظر إلى بيتك تعرف ذلك، لا تراهنوا كثيرا على أنكم في سعادة مطلقة وحزتم الدنيا بحذافيرها، فكن سعيدا ودعك مني وزوجتي.
9. لا تعاملني بشفقة، وتذكر أمامي أن فلانًا مسكينٌ لأن الله لم يرزقه الأبناء، من أعطاك يا غافل حق توزيع الشفقة على الناس؟.
10. الآن أنا في عمر الاثنين والثلاثين، ولم أنجب من 11 عامًا، أرجوك لا تخبرني عن شباب ما زالوا أصلا لم يذوقوا حلاوة الزواج..
11. غداً يعتني بالفرد أبناؤه، أنا ستعتني بي زوجتي، وسيعتني ربي بي وبزوجتي، ثم أسأل الله أن يعتني بك أبناؤك، ووقتها لا ترسل لي معهم كسرة خبز أو رشفة ماء فقط، كن سعيدا وتأكد أني كذلك.
12. نعم، ربما حياتك مع أطفالك سعيدة وهانئة، ولكن من قال لك إنني أعيش، وزوجتي، في جو مظلم؟، نحن مثلكم تماما سعداء ونحاول أن نصل إلى ذروة السعادة، وكلما وصلنا إلى قمة نصعد إلى أخرى.
13. لا تحزن عندما أكبر وليس لي عيال، لكن لا يحق لك أن تبقي زوجتك هانئة البال لتأتي وتنصحني بالزواج، ماذا لو كانت زوجتي أختك؟، ثم إن كنت متعطشًا للتعدد فافعل، ولا تنتظرني، سيطول بك الأمد إذا، ثم من قال لك إن الحل في الزواج؟ ألم نقل في البداية أن نتائج الزواج ثلاثة "ذكر، أنثى، عقم".
14. أكثر الغارقين في فتنة الأولاد لا يفقهون في تربية الأبناء شيء، ولكن كما يقولون "العدد في الليمون".
15. تأكد أني وزوجتي لن نعطي سرّنا لأحد، سواء كان هناك مشكلة طبية أم لا، فمعرفتكم بالأمر لن تفيدنا في الإنجاب.
أنا أؤمن أنّ الإنسان يستطيع أن يكون سعيداً دون أبناء، سواء لم ينجب من البداية أم سلب الموت منه أولاده، وستكون السعادة هي النتاج الطبيعي للأسرة إذا آمنت أن الله كتب الثلاث نتائج في القرآن، ولكن دون تقصير في الحصول على الخير لأنها طبيعة الإنسان.