تزيد أعداد المعتصمين أمام بوابة معبر رفح البري وتنقص، لكنهم لا يبرحون خيمة الاعتصام التي نصبوها قبل نحو أسبوع، للمطالبة بحقهم في السفر ولفت الانتباه إلى معاناتهم.
ورغم البرد القارس والأمطار الغزيرة، اعتصم عشرات الطلبة والزوجات العالقات وأصحاب الإقامات في الخارج، أمام بوابة المعبر، وباتوا لياليهم هناك، عل أحدًا سواء من المسئولين المصريين أو الفلسطينيين يحرك ساكنًا.
وحاول المعتصمون على مدار الأسبوع الماضي، لفت الانتباه لمعاناتهم، من خلال المبيت أمام بوابة المعبر، ونشر صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتلقى تفاعلًا كبيرًا على المستوى الشعبي، لكنها لم تجد صدى على المستوى الرسمي.
المعتصمون علقوا لافتات على جدران المعبر، ورفعوا لافتات أخرى أمام عدسات الكاميرات، جميعها تطالب بضرورة ممارسة حقهم في السفر، وإنهاء معاناة آلاف العالقين داخل غزة وخارجها، جراء إغلاق المعبر.
وكتب على بعض اللافتات: "السفر حق مكفول في جميع قوانين العالم"، و"يجب أن تنتهي هذه المعاناة بأسرع وقت ممكن"، و"السفر حق شرعي للزوجة العالقة والطالب وحملة الإقامات"، و"تسقط التنسيقات والواسطات".
وهتفوا "واحد اثنين حق الطالب فين، واحد اثنين حق الزوجة فين؟"، و"مش حنروح مش حنّام مش حنفض الاعتصام"، و"رغم الشتا رغم البرد، حق المعبر مفروض فرض"، و"يا مسئول وينك وينك، المعبر بيني وبينك".
وأوضحت الزوجة العالقة أم خطاب النمس، أنها جاءت إلى معبر رفح من أجل الاعتصام، ومناشدة جميع المسئولين للعمل على فتح المعبر لإنهاء معاناتنا، متسائلة: "لماذا لا يفتح المعبر إلا للموتى؟".
وقالت: "نحن الزوجات العالقات، بيوتنا معرضة للخراب، وأطفالنا لا يتلقون تعليمهم المناسب، كما أن حياتنا بالكامل أصبحت جحيمًا لا يطاق"، مضيفة: "نريد أن نعود إلى أزواجنا ونبني أسرنا، ونعيش حياتنا بشكل طبيعي".
ولفتت النمس إلى أنها عالقة منذ خمس سنوات، ولم تتمكن من الالتحاق بزوجها، سيما أنها أصدرت تأشيرة سفر مرتين، دون أن تتمكن من السفر.
وناشدت جميع المسئولين ومن له يد في معبر رفح، سواء السلطة الفلسطينية أو الحكومة أو الإخوة المصريين، فتح المعبر بشكل عاجل لإنهاء معاناتهم، قائلة: "نريد ممارسة حقنا، ونريد لأطفالنا العيش بحرية وكرامة".
أين الرئيس؟!
أما السيدة "أم محمد" والتي فضلت عدم الكشف عن هويتها، وهي من فئة الزوجات العالقات، أوضحت أنها منذ عام مسجلة للسفر ولم تستطع ممارسته بسبب إغلاق المعبر، قائلة: "الجميع هنا بحاجة ماسة للسفر ومن حقه السفر، منا المريض ومنا الطالب ومنا العالق".
وأشارت إلى أن لديها في غزة طفلين، أما طفلاها الآخران مع والدهما خارج قطاع غزة، محرومون من بعضهم بعضا، مطالبة حكومة الوفاق تحمل مسئولياتها والعمل على فتح المعبر كما وعدت شعبنا.
وقالت أم محمد: "رئيس السلطة محمود عباس الذي يدعي أنه رئيسنا وممثلنا الشرعي والوحيد، عليه أن يتحرك ويفتح المعبر"، مضيفة: "بكفي، نحن عرضكم وشرفكم افتحوا لنا المعبر".
وذكرت أن كثيرا من الزوجات العالقات طُلِّقن، وكثيرا من البيوت أصابها الخراب، قائلة: "من يتحمل مسئولية كل ذلك؟".
أما الطالب نضال أبو عيادة، المسجل في إحدى الجامعات المصرية، أوضح أن الفصل الدراسي الثاني أوشك على البدء، دون وجود حلول في الأفق في ظل إغلاق المعبر، قائلا: "الطلبة يعيشون صراعا مع أنفسهم، ويعيشون ظروفا نفسية سيئة".
وذكر أن عشرات الطلبة انتهت تأشيراتهم، وجددوها مرارا دون أن يتمكنوا من السفر و"هذه معاناة بحد ذاتها"، مناشدا السلطات المصرية والمسئولين في السلطة الفلسطينية لضرورة فتح المعبر بشكل فوري وعاجل.