فلسطين أون لاين

​الارتباط العاطفي.. سرّ رفض الأبناء زواج والدهم الأرمل

...
غزة - هدى الدلو

غالبا ما يفكرّ الأرمل بالزواج بعد وفاة زوجته، لكي يجد شريكة تؤنس وحدته وتشاركه حياته، وفي المقابل، أغلب الأمر لا يلقى قبولًا من أغلب الأبناء، حتى إن كبارًا ولهم حياتهم الخاصة في كنف أسرٍ كونوها، فيقفوا في وجه والدهم رافضين زواجه.. فما السبب في ذلك؟..

الاستعانة بالمقربين

قال رئيس قسم الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة، إسماعيل أبو ركاب: "الارتباط العاطفي الذي استمر لسنوات بين الأب والأم، والذي دخل ضمن البرمجة الفكرية والعاطفية للأبناء لربما يكون هو الدافع الأساس لإنكار الأبناء زواج أبيهم، وتحديث تلك البرمجة الفكرية ليس سهلا".

وأضاف لـ"فلسطين": "من أسباب الرفض أيضا، اعتقاد الأبناء أن زوجة الأب ستكون عنصرًا غير مرغوب فيه ضمن فلسفة التكوين الأسري القائم، وأن وجودها سيكلّفهم استحقاقات مالية، فإن كان الأب فقيرًا فإنه يحتاج إلى دعم مالي من الأبناء، وإن كان غنيا فإنها أصبحت شريكة في الميراث، خاصة أنها قد تنجب أطفالا يكونون شركاء في الميراث أيضا".

وتابع: "لربما لا يصرح بعض الأبناء بتلك الأفكار، ولكن قد يتم التعبير عنها من خلال حلول آنية لشغل الوالد عن فكرة الزواج، كتوفير المتطلبات اليومية".

وأوضح أبو ركاب: "في هذه الحالة، ينظر الأب للأبناء نظرة سلبية، ويفقد الثقة بهم، وخصوصًا أنه يشعر أن الزواج حق، وأنه مهم لاستمرار حياته ولاستعادة الاستقرار النفسي والاجتماعي".

وبيّن: "سواء كان الأب مقتدرًا ماديًا أو غير مقتدر، فإنه سيسعى لتحقيق رغبته بالزواج، خصوصًا أنه سيجد من يؤيده في المحيط الاجتماعي، وعلى الأغلب فإن جميع المشاكل التي قد تقع بين الأب والأبناء، في ذلك السياق، سيتم تداركها في حال زواج الأب فعليًا، خاصة في حال أصبح الأمر واقعًا بحيث يجب على الأبناء التأقلم مع الواقع الجديد".

وأشار إلى أنه يمكن للأب إقناع أبنائه بالاستعانة بالمقربين منهم، لأن نظرة المحيط الاجتماعي من الممكن أن تكون إيجابية ومؤيدة لرأي الوالد، خاصة أن هذه الفئة ليست مستفيدة ولا متضررة من زواجه.

وقال أبو ركاب: "في حال تزوج الأب دون موافقة أبنائه، فليس في ذلك مخالفة للشرع أو للثقافة أو العادات، بل الأبناء في رفضهم هم من يخالفون تلك المبادئ، ما يعني أنهم الحلقة الأضعف، وهذا ما سيدفعه للتراجع عن موقفهم يومًا ما".