كشف مصدر مقرب من عائلة العميد في جهاز الأمن الوطني التابع للسلطة الفلسطينية "محمد الداية"، أن المرافق الشخصي للرئيس الراحل ياسر عرفات، حاول الهرب من مستشفى الاستشاري العربي في مدينة رام الله، بعدما استشعر أن هناك من دسّ السم في الطعام المقدم له، قبل أن تتولى عناصر أمنية إمساكه وإعطاءه إبرة مهدئ تسببت في إغمائه.

والعميد الداية اعتقل لدى جهاز الاستخبارات في 25 ديسمبر/ كانون الأول بتهمة إنشاء صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أساءت لمسؤول أمني في السلطة، فضلًا عن إدارة حسابات تهاجم "فساد" محيطين بالرئيس محمود عباس.

ومساء أمس، تداول نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي صور مسربة للداية يبدو فيها هزيل الجسد مغمى عليه على كرسي متحرك.

وتفاعل الناشطون مع تلك الصور وأبدوا تضامنًا كبيرًا مع قضية الداية، معبرين عن غضبهم من تعامل أجهزة أمن السلطة معه حيث يعاني من تدهور في حالته الصحية نتيجة اعتقاله.

وأضاف المصدر العائلي الذي تحدث لـ"فلسطين" وطلب عدم الكشف عن اسمه لاعتبارات أمنية، أن أجهزة أمن السلطة تقوم بمساومة الداية، حول فك الإضراب مقابل رؤية عائلته، أو الاعتذار لأحد مسؤولي السلطة مقابل الإفراج عنه.

وأشار إلى أن أطباء المستشفى حذروا الأجهزة الأمنية من صعوبة الوضع الصحي للداية.

وتابع المصدر أن "الداية موقوف تحت نقطة ظلم غير معروفة الأسباب"، حسب تعبيره، مشيرًا كذلك إلى أنه تلقى تهديدات من أمن السلطة بعد الحدث الذي جرى معه أمس في المستشفى الاستشاري العربي، من أنه "سيتم فرمه"، إن لم يعتذر للمسؤول في السلطة الذي طالته اتهامات الفساد من صفحات "فيسبوك" (التي اتهم الداية بإدارتها).

ونقل المصدر عن الداية نفيه التهم المنسوبة إليه بشأن إدارة الصفحات، وأنه دائم التساؤل أمام محققي السلطة "كيف سأعتذر لشخص لم أقم بالإساءة إليه ولم أقم بإنشاء تلك الصفحات؟!".

وأشار إلى أن الداية عانى قبل عشرة أيام من ارتفاع ضغط الدم، ما أدى لتحويله لمستشفى الاستشاري العربي في رام الله نتيجة معاناته من انسداد في الشرايين، ما استدعى إجراء عملية "قسطرة قلبية" له، منبها إلى أن أمن السلطة أعاده لسجن أريحا الذي كان يقبع فيه بذات اليوم الذي أجرى فيه العملية، مع أنه يحتاج لعدة أيام للراحة، ما أدى لتدهور حالته الصحية وإعادته للمستشفى مرة أخرى.

وذكر المصدر أن مرافق عرفات أضرب نحو 20 يوما عن الطعام خلال فترة اعتقاله لدى جهاز الاستخبارات في 25 ديسمبر الماضي.