تتعاظم الأزمات التي تعصف بقطاع غزة، والتي جعلت الغزيين يعيشون تحت ظروف اقتصادية صعبة للغاية، بطالة متفشية، ورواتب متقلصة، ونشاط تجاري شحيح للغاية، وازياد في طبقة الفقراء والمحتاجين، يقابله تراجع في أعداد المتبرعين.
وفي ظل هذا الواقع، تتعدد الحملات الهادفة لتخفيف معاناة المحتاجين، لكن نشاط بعضها تغيّر بسبب الظرف الراهن، فكيف تعمل هذه الحملات في هذه الأيام؟
تراجع المتبرعين
من هذه الحملات المستمرة، حملة "فينا الخير 2" والتي اتخذت شكلا جديدا، إذ عمد القائمون عليها على جمع مبلغ عشرة شواقل من المتبرعين، أو ما تجود به نفس المتبرع، لشراء طرود غذائية وتوزيعها على المحتاجين.
مسؤولة الحملة حنان الهندي قالت لـ"فلسطين: "حملتنا الأولى نجحت، وفيها كنا نجمع الملابس وغيرها مما يفيض عن حاجة المتبرع، لتوزيعها على الأسر الفقيرة، ونظرًا لتضاعف أعداد الغزيين الواصلين لمرحلة الفقر المدقع، كررنا هذه الحملة، وأدخلنا عليها بعض التعديلات".
وأضافت: "في النسخة الثانية من الحملة، أعلنا عن جمع المال بما يتناسب مع قدرة الناس على التبرع، إذ نستقبل من الفرد عشرة شواقل، أو أي مبلغ يرغب بدفعه"، متابعة: "بما نجمعه من أموال، نشتري طرودًا غذائية للأسر الفقيرة، أو أدوية، أو نقدمها كما هي نقدا، حسب حاجة الأسرة، ولكن حتى الآن التبرعات ضئيلة جدا بعكس الحملة الماضية، حيث أن أعداد الأسر المحتاجة تزداد وعدد المتبرعين يتراجع".
وواصلت: "نظرا لشح التبرعات، بدأنا بأنفسنا، أنا والقائمات على الحملة، فتبرعت كلٌ منا بعشرة شواقل رغم ما نعانيه من وضع صعب، ولكن حاجة الناس دعتنا إلى الإحساس بالآخرين ومساعدتهم".
بدأت الحملة من منطلق تطبيق الآية القرآنية الكريمة "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"، حيث تساءلت الهندي: "إذا لم تطعم غزة نفسها من سيطعمها؟، غزة كبيرة بأهلها، وستُطعم نفسها، يجب أن نكون الجسد الواحد وعلينا أن نتكاتف".
وأشارت إلى أن عدد الأسر الفقيرة في ازدياد، لذا يتم اختيار الأسر الأكثر حاجة، والتي اتسعت مؤخرا إذ أصبحت تشمل أعدادا كبيرة من الموظفين، لافتة إلى أنه يتم تقدير حاجة الأسرة ومن ثم تقديم المساعدة التي تحتاجها.
تقنين التبرعات
حملة "الخير للجميع" التي بدأت منذ ست سنوات، تأثرت بالوضع الراهن في غزة، إذ تراجعت كميات التبرعات من الملابس وغيرها، ورغم ذلك لا تزال تقدم ما يجود به أهل الخير للمحتاجين.
شعاع الريس مسئولة الحملة، قالت: "نجمع الملابس المستعملة والأدوات المنزلية والكهربائية التي تستغني عنها ربات البيوت والشركات وأصحاب المحلات".
وأضافت لـ"فلسطين": "الأشخاص الذين يقدمون تبرعات للمحتاجين لا يزالون يفعلون ذلك، ولكن تبرعاتهم قلّت؛ بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي نعيشها، في المقابل زادت أعداد المحتاجين".
وأشارت إلى وجود حملتين أساسيتين مستمرتين طوال العالم، هما "أجره ولا هجره" لتقديم مساعدات عينية وملابس في الصيف والشتاء للمحتاجين، وحملة "العروس" لمساعدة العرائس المحتاجات بالملابس وغيرها من احتياجات "الجهاز".
وبينت الريس أنه مع تراجع كمية التبرعات، كان لا بد من تقنين كمية الملابس المُقدمة لكل لأسرة، بخلاف السنوات الماضية، إذ كان كل أفراد الأسرة يحصلون على ملابس.
ولفتت إلى أن هناك فئات جديدة أصبحت تطلب المساعدة، لا سيما الموظفين الذين لا يتقاضون رواتبهم كاملة، فمنهم من يطلب المال لشراء الأدوية أو الإيجار، ولكن لا نتمكن من مساعدتهم، حيث تقتصر الحملة على تقديم المساعدات العينية فقط.
ونوهت الريس إلى أن كل عام ينظّم الفريق حملة "الطبق الخيري"، حيث يتم عرض أطباق تصنعها سيدات يتبرعن بها، بالإضافة إلى مشاركة سيدات ظروفهن الاقتصادية صعبة بأطباق يبعنها في هذا المعرض، ويذهب ريع الحملة للسيدات المشاركات.