من الغريب أن يشعر الإنسان بالصداع في الصباح، فهو عادة يكون أكثر نشاطاً وحيوية في هذه الفترة، عقب الاستيقاظ من النوم، لذلك فالإصابة بالصداع الصباحي أمر مزعج للغاية.
وتثير هذه الحالة تساؤلات كثيرة، فعادة ما يقول المصابون إنهم استيقظوا لتوهم من النوم، وبالتالي لا يوجد سبب لإصابتهم بالصداع، وما يصاحبه من ألم شديد في الرأس.
بحسب منظمة الصحة العالمية، يشكو شخص واحد من بين كل عشرين شخصاً بالغاً من الصداع بوتيرة يومية أو شبه يومية في العالم.
المنظمة أضافت أن اضطرابات الصداع تسبب الألم والعجز، ويمكن أن تتسبب في معاناة شديدة للمصاب، فضلاً عن التكاليف المالية بحثاً عن علاج.
وفق دراسات أجريت لرصد أسباب الصداع الصباحي، نشر موقع "ميديكال نيوز توداي" (medicalnewstoday)، المعني بالتقارير العلمية، تقريراً، مؤخراً، يرصد أبرز أسباب الإصابة بهذا الصداع:
1- مشاكل النوم:
تحدث مشاكل عديدة أثناء النوم تؤدي إلى الصداع في الصباح، مثل الشخير وصعوبة التنفس.
وبحسب مؤسسة الصداع النصفي الأمريكية، فإن الشخير أثناء النوم من أخطر العوامل المسببة للصداع الصباحي.
والشخير هو أحد الأعراض الشائعة لانقطاع التنفس أثناء النوم، بسبب التهاب في مجرى التنفس بالأنف.
وتوصي المؤسسة بالحصول على بين 7و9 ساعات من النوم ليلاً، للوقاية من الصداع الصباحي، محذّرة من أن النوم أقل من 6 ساعات وأكثر من 9 ساعات يزيد من حدة هذا الصداع.
ولتعزيز عادات النوم الصحية يمكن:
-الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه يوميًا، والاستيقاظ في الوقت نفسه كل صباح.
- تجنب الكافيين والنيكوتين لكونه يؤثر على عدد ساعات النوم.
-تجنب الأنشطة المحفزة للدماغ قبل النوم، مثل مشاهدة التلفزيون أو تصفح الإنترنت.
-ممارسة أنشطة تهدىء الأعصاب، مثل التأمل واليوجا، قبل الذهاب إلى السرير.
-إغلاق إضاءة الغرفة أثناء النوم.
-الاستحمام قبل النوم وممارسة رياضة خفيفة بشكل منتظم.
2- الاكتئاب والقلق:
الأرق هو عرض شائع للقلق والاكتئاب، ما يسبب الصداع الصباحي.
في دراسة عام 2016 جمع الباحثون بيانات أكثر من تسعة آلاف شخص في عشر دول أوروبية، وتم إجراء مسح كامل لكشف علاقة الاكتئاب والقلق بالنوم.
ووجد الباحثون أن زيادة مشاعر الاكتئاب والقلق تؤثر سلبياً على عدد ساعات النوم، وبالتالي تسبب الصداع في الصباح.
ولعلاج اضطرابات النوم الناجمة عن القلق والاكتئاب عادة ما يصف الطبيب مضادات الاكتئاب وأدوية تساعد على النوم.
3- تآكل الأسنان:
حالة شائعة بين الأشخاص الذين يعانون من ألم الأسنان الشديد، وخصوصاً في المساء، ما يسبب اضطراب النوم والقلق، والشعور بالصداع في الصباح الباكر.
ومن علامات الإصابة بتآكل الأسنان:
- صرير الأسنان بصوت عال، بما يكفي للاستيقاظ من النوم. والصرير هو إطباق الأسنان على بعضها البعض أو احتكاكها ببعضها البعض بشدة، مما يحدث صوتاً قد يسبب تلفها أو ألم يزعج الأشخاص المحيطين.
-ألم في الفك والوجه.
-ألم الأذن غير المبرر مع عدم وجود مشاكل أصلاً بالأذن.
-حساسية وألم الأسنان.
4- مشاكل صحية خطيرة:
الصداع قد ينجم عن الإصابة باضطرابات صحية خطيرة تؤدي إلى الضغط على النهايات العصبية الحساسة للألم، وقد ينتج عن الإصابة بأمراض منها ورم في المخ، وارتفاع ضغط الدم المفاجئ، والسكتات الدماغية.
ويجب على المريض زيارة الطبيب إذا:
-أصيب بالصداع الصباحي مرتين فأكثر أسبوعياً.
-صداع متكرر عند كبار السن.
-صداع متكرر بعد إصابة الرأس.
-صداع يرافقه حمى غثيان أو قيء.
-صداع يصاحبه ضعف الرؤية أو فقدان الوعي.
-صداع مزمن للأطفال.
-صداع مع ضيق التنفس.
-صداع متكرر لشخص لديه تاريخ مرضي مع السرطان أو فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).