قائمة الموقع

​أفلام الرعب.. طريقٌ يأخذ الطفل إلى الجُبن أو العنف

2018-01-16T07:16:48+02:00

لم تتوقع هناء محمد، الأم لأربعة أطفال، أن يكون لفيلم الرعب الذي شاهده ابنها صاحب الأعوام الستة عند خالته أثناء زيارة عائلية، ذلك التأثير الكبير عليه، فرغم أن طفلها معتاد على مشاهدة بعض مشاهد الرعب إلا أن الجرعة في الفيلم الأخير كانت أكبر من طاقته.

وبمجرد العودة للمنزل، لاحظت خوف ابنها غير المبرر، فهو يخاف من دخول دورة المياه وحده، خاصة إن كان التيار الكهربائي مقطوعا، وزاد الأمر عندما طلب منها النوم إلى جانها رغم أنه ينام في غرفته منذ أكثر من سنتين.

وقالت لـ"فلسطين": "بعدما لاحظت الخوف على أحمد سألته عن السبب، وفوجئت بأنه شاهد فيلم رعب مع أختي، وأصبح يسرد لي كيف أكل المهرج يد الطفل الصغير وسالت الدماء منه".

وأضافت: "لم يقتصر الأمر على رفضه النوم وحده، فقد تبول لا إراديا أثناء نومه، في خطوة أكدت لي أن الطفل يحتاج إلى علاج، وأنه لا بد من تداركه والحديث معه حوله والتأكيد له أن الأفلام هي مجرد أكاذيب لا يوجد مثلها في الواقع".

حتى 18 سنة

وحول تأثير أفلام الرعب على الأطفال، أكدت أخصائية علم النفس في برنامج غزة للصحة النفسية عايدة كساب أن المنظمات الدولية تتحدث عن وجوب منع الطفل من مشاهدة أفلام الرعب من سن صفر وحتى 18 سنة.

وقالت لـ"فلسطين": إنه "يُمنع مشاهدة الأطفال لأفلام الرعب في بداية حياتهم وحتى المراهقة ومن ثم مرحلة البلوغ، وذلك لتجنيبهم الآثار السلبية التي يمكن أن تلحق بهم في هذه السن".

وأضافت أن الطفل في هذه المرحلة يعيش حالة التقليد مع أقرانه في البيت وخارجه، دون فهم لما يقلده، ويكون التقليد أعمى، حيث يمكن أن يقلد الطفل تصرفات الضرب والطعن وأحيانًا القتل.

وأوضحت أن الطفل جراء مشاهدته لأفلام الرعب يمكن أن يصبح عدوانيًا ويلحق الأذى بالآخرين، لافتةً إلى أن الأمر لا يقتصر على ساعات النهار بل يمتد لساعات الليل، حيث يحلم بكل ما يشاهده في نهاره وبالتالي يتحول ليله إلى كوابيس وقلق وفزع ليلي.

وبينت أن من دور الأهل مراقبة الطفل والاستماع له فيما يخص ما يراه في أحلامه لأنه يعكس كل مشاعره التي تسيطر عليه، ومراقبة مدى تأثيرها عليه خاصة في تدني مستواه الدراسي، والزيادة في الحركة، والاكتئاب، والعنف وغيرها من الآثار التي ستظهر عليه بكل تأكيد.

وبحسب كساب، لا يقتصر تأثير هذه الأفلام على الطفل قبل سن المراهقة، بل يستمر لما بعدها، حيث تظهر بعض الأعراض من خلال اعتدائه على زملائه في المدرسة أو ضربهم باستخدام أدوات حادة وغيرها من مظاهر التقليد التي يراها في الأفلام.

وأفادت بأن التأثير لا يتوقف عند تعلم العنف، بل يمكن أن يمتد ليصبح الطفل جبانًا ودائم الخوف من أبسط الأشياء، وبالتالي يتم إلغاء شخصيته بشكل كامل.

اخبار ذات صلة