فلسطين أون لاين

​تحليل: ليبرمان يكشف مسرحية (إسرائيل) حول الجنود المأسورين بغزة

...
غزة - يحيى اليعقوبي

يرى محللان سياسيان متخصصان في الشأن الإسرائيلي، أن اعتراف وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، أمس، حول عدم معرفة (إسرائيل) مصير الجنود الإسرائيليين المأسورين في غزة، إن كانوا أحياءً أم أمواتًا، يكشف كذب المؤسستين الأمنية والسياسية الإسرائيليتين على الشارع الإسرائيلي، بعد إقامة مراسم دفن وقبور رمزية لأولئك الجنود.

واتفق المحللان خلال حديثهما مع صحيفة "فلسطين" أن تصريح ليبرمان كشف المسرحية وكذب الاحتلال الذي أراد إطالة أمد القضية حتى لا يفتح الملف بما يصب في صالح المقاومة.

وهذه هي المرة الأولى التي يعترف فيه مسؤول إسرائيلي رفيع بإمكانية وجود أسرى على قيد الحياة لدى المقاومة في غزة، بعد إصرار لسنوات على أنهم "جثث".

حلبة سياسية

ويرى الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي أن تصريحات ليبرمان تعبر عن أبعاد داخلية أكثر من كونها آراء مهنية أو سياسية، ومع ذلك لها اعتباراتها ووزنها كونه شخصية وازنة بالساحة الداخلية الإسرائيلية، لا يمكن التهاون فيها ومعها.

وقال مرداوي لصحيفة "فلسطين": "إن ليبرمان يدرك أن الحالة السياسية الإسرائيلية مقبلة على انتخابات في ظل حالة التجاذب والاستقطاب الداخلي التي تقتصر على حزبي الليكود والبيت اليهودي وكلاهما من اليمين المتطرف اللذين تتسع أعداد مؤيديهما".

وتابع: "إن ليبرمان يريد أن يدخل الحلبة السياسية من خلال المزاودات والقرارات المتطرفة، وتلبية ما يطلبه الإسرائيليون"، مشيرًا إلى القانون الذي طرحه ليبرمان حول "إعدام الأسرى الفلسطينيين" والذي صوت عليه الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية مؤخرًا، رغم مخالفته لتوجهات المؤسسة الأمنية، التي تدرك أبعاد القانون المكلفة للاحتلال على الصعيد الأمني.

رسائل القسام

وفيما يتعلق بالفيديو الذي نشرته كتائب القسام تعقيبًا على تصريحات ليبرمان، والذي أرسلت من خلاله رسالة إلى ذوي الجنود الإسرائيليين بغزة قالت فيها: "أخيرًا حكومتكم قالت الحقيقة، جثث أو أحياء، إلى متى ستبقون صامتين"، قال مرداوي: "إن القسام ستستفيد بلا شك من الموضوع، بعد كل هذا التكذيب الذي صدر من السياسيين الإسرائيليين في الفترة السابقة، ليأتي وزير جيش الاحتلال دفعة واحدة ودون إنذار يشكك برواية جيش الاحتلال".

ويرى مرداوي أن هناك عدة رسائل حملها فيديو القسام، أبرزها أن قادة الاحتلال تلاعبوا بمشاعر أهالي الجنود الأسرى وعدم الصدق فيما جرى مع أبنائهم، وأن كل ما يقال أنهم جثث هو كذب وافتراء هدفه تحقيق اعتبارات تفاوضية ليس لها علاقة بإنقاذ الجنود، وإنما تعبير عن عدم قدرة اليمين على دفع الثمن بشكل مباشر لتحريرهم عبر صفقة تبادل كما حدث في السابق.

وتوقع أن يحرك التصريح عائلات الجنود والمستوى السياسي بعد اختلاف الرواية الإسرائيلية التي جاءت من رأس الجيش، لكن حجم التأثير يخضع لاعتبارات داخلية فلسطينية وإسرائيلية، حول كيفية التعامل مع الملف ورعايته وتزويده بما يؤجج عائلات الجنود.

القسام الأكثر واقعية

أما المختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي، فقال: "إن تصريح ليبرمان يكشف كذب التصريحات السابقة لقادة الاحتلال أن جنوده بغزة هم عبارة عن جثث، ويظهر أن رواية المقاومة كانت متزنة وأقرب للوقائع".

ورأى الرفاتي في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن ليبرمان يريد أن يتساوق مع عائلات الجنود في ظل الضغوطات التي بدؤوا يمارسونها، ولا يريد أن يظهر أمام عائلات الجنود أنه من ضمن الشخصيات التي تكذب عليهم، معتبرًا التصريح "إعلان هزيمة ريحة من جيش الاحتلال خلال الحرب".