قال مسؤول العلاقات الدولية في حركة المقاومة الاسلامية "حماس" أسامة حمدان: إنه لا ينكر أحد أن المصالحة تمر بمنعطفٍ وعقبات "غير سهلة"، غير أن هذه العقبات التي تعترض طريقها "مصنوعة داخل البيت الفلسطيني" وليس خارجه.
وأكد حمدان في حديث لصحيفة "فلسطين" أن هذه العقبات منشؤها "سوء تقدير حركة فتح للموقف" نتجت عن طبيعة قراءتها لما قدمته حماس من تسهيلات للمصالحة من جهة، ومن جانب آخر التعويل بشكل غير مقبول على موقف الإدارة الأمريكية رغم ما وجهته مؤخرًا من "صفعة مدوية" على وجه التسوية.
وشدد حمدان على أن موقف حركته لا يزال متمسكًا بمواصلة مسيرة المصالحة رغم كل العقبات "وسنذلل تلك العقبات ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، ومعنيون أن تصل المصالحة لنهايتها الصحيحة".
اتجاه صحيح
ونبه إلى أن تذليل العقبات ليس مجرد عملية تنازلات تقدم، لكنها التزام بأن تكون المصالحة في الاتجاه الصحيح، داعيًا في ذات السياق رئيس السلطة محمود عباس لضرورة ألا يخطئ في قراءة موقف حماس تجاه المصالحة بتقديمها جملة من التنازلات بهذا الاتجاه.
وتابع: "الخطأ في تقدير الموقف وقراءته لن يضيع فرصة على حماس بل على الشعب الفلسطيني وعلى عباس نفسه ولن يكون بعيدًا عن الخسارة لا سيما في ظل التطورات الراهنة في المنطقة والإقليم".
وأوضح حمدان أن ما قدمته "حماس" من تنازلات يهدف لتحقيق المصالحة وليس لأسباب يتخيلها عباس ويحاول أن يعبر عنها بعض قيادته بأن الأمر مؤشر ضعف يجب استغلاله واستخدامه.
وأردف: "الذي يملك تنازلات يعبر عن موقف قوة ويعبر بالدرجة الأساس والأهم أنه يملك قراره ولكن ربما آخرون لا يملكون القرار ولا يستطيعون السيطرة عليه".
وتابع: "آن الأوان لوقف السلطة رهانها على واشنطن ودورها في عملية التسوية والعودة بصراحة للواقع الفلسطيني الداخلي والبيت الفلسطيني الداخلي وتنظيم أمورنا بشكل صحيح".
وعدّ حمدان ذلك، السبيل الوحيد لمواجهة التحدي الذي يعصف بالقضية الفلسطينية "لأنه فيما لو بقي هذا التحدي ماضيًا على الأرض فالخسائر لن تقتصر على فريق دون آخر بل ستكون على الصعيد الفلسطيني ككل".
وأشار إلى أن محاولة فتح "التملص من المصالحة" وفقا لما هو منظور لا يتعلق بملف بعينه، ولا يعني ذلك وجود عقبات جديدة في مسارها، بقدر ما تشير إلى وجود "إرادة فتحاوية ملفتة للنظر تحتاج للتوقف والسؤال: لماذا تجري؟ ولمصلحة من يتم الاعتراض على تنفيذها وفق الاتفاق".
وفي سياق رعاية المصالحة، وصف مسؤول العلاقات الدولية في حركة "حماس" الدور المصري بـ"المهم، ويجب الحفاظ عليه في وقت يود البعض أن لا يكون موجودًا".
ضغوط إضافية
ودعا حمدان، الراعي المصري إلى ممارسة ضغوط إضافية على عباس في ظل المشهد الذي تشكل بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال.
وأكد أن حجم الخطر الذي يتهدد القضية الفلسطينية اليوم لم يعد يتهدد الفلسطينيين وحدهم، بل يمتد للإقليم كله، مشددًا على أن "التنازل في إطار القضية الفلسطينية لا يعني التنازل عن حقوق فلسطينية فقط، بل يتعلق بشكل المنطقة ومستقبلها، ولأن الخطوة التي تليها تتعلق في تشكيل خارطة المنطقة السياسية".
ونبه إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل حالياً على أن يكون الوضع الإقليمي على مقاس دولة الاحتلال، بحيث يتم إعادة تشكيل تحالفات وعلاقات المنطقة الداخلية، وهو لم يعد سرا بما أعلنه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني مؤخرا.
وأضاف: "العاقل الذي يقرأ ما يدور حول صفقة القرن يدرك تمامًا أن المطلوب إعادة تشكيل تحالفات في المنطقة بما يضمن وجود الكيان عضوًا طبيعيًا فيها، وبما يحقق له التفوق، وهو ما سينعكس سلبًا على كل المنطقة وأدوار كل الفاعلين فيها".