شارك المئات من المواطنين في قطاع غزة، اليوم، في مسيرات احتجاجية، رفضاً لاعتبار الولايات المتحدة الأمريكية القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، للأسبوع السادس على التوالي.
ورفع المشاركون في المسيرات التي نظمت في كافة محافظات قطاع غزة، بدعوات من قوى وطنية وإسلامية، لافتات تُندد بالقرار الأمريكي بشأن القدس.
وقال عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خلال مشاركته في مسيرة دعت إليها الحركة شمالي غزة: "لن تنجح أي محاولات لتزييف التاريخ، وتغيير الوقائع على الأرض".
وأضاف:" انتفاضة القدس ليست هبّة عابرة، ولا تفريغ غضب داخلي، إنما انتفاضة شعب في وجه الاحتلال، ورفضاً للقرار الأمريكي بشأن القدس".
ودعا القانوع الشعب الفلسطيني إلى "توسيع رقعة المواجهة والاشتباك مع الجيش الإسرائيلي في كل مدن الضفة الغربية رفضاً للقرار الأمريكي".
وطالب منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة السلطة بـ" إعلان انهيار مشروع التسوية، وفشل اتفاق أوسلو، وإنهاء التنسيق الأمني مع (إسرائيل)، وسحب الاعتراف بها". وقال: " يجب أن نواجه القرارات الأمريكية والإسرائيلية بوحدة وطنية سريعة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني على أسس سلمية".
وشدد، خلال حديثه، على أن "المقاومة الفلسطينية ستكون داعماً وحاضناً حقيقياً لانتفاضة القدس".
مسيرة الوسطى
إلى ذلك، نظمت القوى الوطنية والإسلامية في المحافظة الوسطى اليوم، مسيرة جماهيرية حاشدة دعماً للقدس ورفضاً لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة مزعومة لدولة الاحتلال، على شارع صلاح الدين أمام مدخل مخيمي النصيرات والبريج.
وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة مباشرة وبمشاركة المئات من أبناء المخيمين وقادة التنظيمات الفلسطينية وصولًا لشارع صلاح الدين.
وقال مسؤول العمل الجماهيري في المحافظة الوسطى خليل شاهين: "إن ذلك القرار الظالم يعتبر اعتداء أثيمًا على مقدساتنا الإسلامية، مما يعطي مبررًا لتمادي الاحتلال في غطرسته".
وأكد أن الاحتلال زاد من عملياته الارهابية واللاإنسانية تجاه أبناء شعبنا، مبينًا أن القدس تتعرض لعمليات التهويد الممنهجة.
ودعا شاهين المجتمع الدولي وجميع الأطراف والمؤسسات الحقوقية للوقوف عند مسئولياتهم وخصوصا الدول العربية والإسلامية.
مسيرة رفح
وفي صعيد منفصل، نظمت حركة الجهاد الإسلامي اليوم، مسيرة جماهيرية حاشدة في محافظة رفح جنوب قطاع غزة.
وشارك في المسيرة التي انطلقت من مساجد رفح نحو ميدان الشهداء -النجمة سابقا، ممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية ولفيف من الوجهاء والمخاتير والشخصيات الاعتبارية.
ورفع المشاركون في المسيرة التي خرجت نصرة للقدس ورفضا للإعلان الأمريكي بشأنها، لافتات كتب على بعضها: "القدس لنا والأرض لنا"، و "لن يقفل باب القدس"، و"القدس قلب الأمة الإسلامية"، و"القدس عاصمة فلسطين الأبدية".
وندد المشاركون بإعلان ترامب، وحرقوا صوره وأعلام الاحتلال وداسوا عليها بالأقدام.
وشدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل في كلمة له خلال المسيرة، على أن مقاومة شعبنا مستمرة حتى تعود القدس حرة.
وأكد على أن القدس لن تكون عاصمة للاحتلال، وهي عاصمة للفلسطينيين والعرب والمسلمين، وهي عاصمة العواصم العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن بقاءها محتلة يعني أن تلك العواصم ستبقى محتلة.
وتابع المدلل: "لا يمكن التنازل عن ذرة تراب من القدس ومن فلسطين، والجهاد مستمر حتى تحريرها من دنس الاحتلال"، مشددا على أن كل ما تملكه المقاومة والشعب الفلسطيني هو فداء للقدس والأقصى وفلسطين.
وطالب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الزعماء العرب بأن لا يتحدثوا عن قدس شرقية وقدس غربية، "لأن القدس كلها ملك للعرب والمسلمين، ومن أجلها قاتل المسلمون والعرب الأوائل وعلى مر التاريخ، وعليه لا يمكن القبول بأن تتحول القدس إلى أورشليم، وفلسطين إلى إسرائيل، والأقصى للهيكل المزعوم".
وأكد على ضرورة استمرار انتفاضة القدس واشتعالها في وجه الاحتلال، لأنها خيار شعبنا للرد على الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال، بعدما انعدمت كل الخيارات، مثمنا جهود المقاومين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال المدلل: "عملية نابلس البطولية (مساء الخميس) ومثلها العمليات النوعية في الضفة والقدس، هي الخيار الوحيد لدحر جنود الاحتلال ومستوطنيه منها، كما دحر على يد المجاهدين في غزة"، مشيرا إلى أنها تمثل إرادة شعبنا رغم الحصار والاعتقالات والقتل والملاحقة.
وخاطب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي قائلا: "إن النصر صبر ساعة، وإن المجاهدين في غزة المحاصرة والضفة والقدس مستمرون في النضال والمقاومة حتى تحريركم"، مضيفا: "أنفاق الحرية التي استشهد فيها المجاهدون والقادة، إنما كانت تجهز لأسر جنود الاحتلال من أجل تحريركم".
وحيا المدلل الطفلة الأسيرة في سجون الاحتلال عهد التميمي، "التي كانت تزلزل جنود العدو بكلماتها الثائرة وتضرب قلب الكيان الغاصب"، مشيرا إلى أن كلماتها تعبر عن كل شبل وشيخ وشاب وامرأة فلسطينية وتؤكد أنه لا مقام للاحتلال على أرضنا.
وأوضح أن الوحدة الفلسطينية هي خيار شعبنا، من أجل إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني الرامي إلى تحرير الأرض وعودة اللاجئين إلى ديارهم، مطالبا المجلس المركزي المزمع عقده الأسبوع القادم، بضرورة العمل على تعجيل المصالحة.
بدوره، قال عضو المكتب السياسي في الجهاد الإسلامي نافذ عزام في حديث لصحيفة "فلسطين" على هامش المسيرة: "شعبنا الفلسطيني لم ولن يرضخ ولن يستسلم للأمر الواقع الذي يحاول فرضه ترامب عليه".
وأضاف: "إن الأمة العربية والإسلامية والعربية لا زالت حية ولن تفرط بمقدساتها، وهذا الحراك هو جزء من الغضب الفلسطيني والعربي والإسلامي الذي يجب أن يستمر حتى إسقاط إعلان ترامب بشأن القدس".