أيام مضت وما زال المعتقل السياسي قتيبة عازم حبيسًا بين جدران سجن جهاز مخابرات السلطة في مدينة أريحا.
وتشير دعاء عازم إلى أن مسلسل استهداف شقيقها بدأ منذ عام 2007، حين اعتقل لأول مرة نحو أسبوع لدى ذات الجهاز الذين يعتقله الآن، كان حينها في 17 من عمره.
وفي عام 2008 اعتقل الاحتلال قتيبة لنحو عامين، وفي حِينها كان قد قدَّم امتحانين وزاريين للثانوية العامة، وبهذا حُرم من شهادتها، وعند خُروجه من الأسر بدأت مرحلة أخرى من الاستهداف، حيث كان يُدعى لمقابلات عند جهازي المخابرات والأمن الوقائي، تجاوزت مدّة الاستدعاءات السَنة، وفقًا لشقيقته.
وتضيف، أنه وفي عام 2012 أعاد الوقائي اعتقاله ما يقارب الشَّهر، وكانت تهمته آنذاك الحُصول على أموال غير مشروعة من حماس، وتم أيضا التحفظ على حاسوبه الشخصي لأسبوع، مع العلم أن اعتقاله هذا جاء إثر عودته من قرية باب شمس، وتوقيف الاحتلال له ولأصحابه ساعات.
وفي عام 2013، اقتحم جهاز المخابرات المنزل وأخضع غرفة عزام لتفتيش دقيق، وصادر مجددًا جواله وحاسوبه، إضافة لتفتيش المحال التجارية التي تعود لوالدنا وعندها تعرض قتيبة للاستفزاز والضرب مما دفعه إلى الهرب، وكان ردُّهم إطلاق النار عليه، وقام "الوقائي" ذلك الوقت بالتنسيق مع الأقارب وتسليم قتيبة للمخابرات مع إنكارهم وجوده عندهم لأيام، واستمر اعتقاله لمدة أسبوع، خاض خلاله إضرابًا مفتوحًا عن الطَّعام، كما تقول دعاء.
وتشير إلى أنه وفي عام 2014، أعاد جهاز المخابرات بمدينة نابلس اعتقاله، لدى خروجه من المَسجد وقت الظهر بالقُرب مِن خيمة الاعتصام الخاصة بالأسرى الإداريين، ولم يتم إعلام أسرته بخبر اعتقاله إلا بعد مضي 10 ساعات، وبقي معتقلًا لمدة 10 أيام خاض فيها مجددًا إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لمدة أسبوع.
وتستحضر دعاء تلك الأيام حين أفرج عن قتيبة بعد أيام من دخول شهر رمضان، ليمضي أربعة أيام فقط على مائدة إفطار العائلة دون أن تكتمل فرحتنا بمؤانسته لتعيد قوات الاحتلال اعتقاله، وحُكم حينها بالسجن مدَّة 8 أشهر .
في عام 2015، وبَعد شُهور مَعدودة من تاريخ الافراج عنه، أعادت أجهزة أمن السلطة اعتقاله في سجن الجنيد، ومن ثم أريحا "كان حينها الشهر الفضيل على الأبواب، فالتمس العذر من والدتي لعدم حضور رمضان معنا تلك السَّنة أيضا، وَشاء الله عز وجل غير ذلك".
وتكتمل حكاية شقيقها مع باب الاعتقال الدوار، بأن أعادت قوات الاحتلال اعتقال قتيبة في 7 ديسمبر 2015، ليُحوّل إلى الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، جدّد لمرة واحدة وأفرج عنه في الخامس من حزيران عام 2016.
وتشير دعاء، إلى أن 2017 انقضى دون أن يتعرض قتيبة لأي استدعاء من قبل أجهزة أمن السلطة حتى أطل عام 2018 بحدث اعتقاله مجددا دون معرفة الأسباب والدوافع وليمكث اليوم في سجن أريحا سيئ الصيت والسمعة، ليعلن فور اعتقاله الإضراب المفتوح عن الطعام.
وتتساءل دعا عن الجريمة التي ارتكبها شقيقها ليعتقل في سجون ذوي القربى؟ ألم يتحدث الجميع أخيرًا عن المصالحة والوحدة الوطنية؟ ولماذا هذا الإصرار على تشتيت شمل العائلة وتعذيب الأهل باعتقاله؟ تساؤلات وغيرها الكثير لا تملك دعاء أي إجابات عليها في ظل واقع بوليسي الحديث فيه عن الحريات محض شعارات.