أَقْدَمَتْ " دولة الاحتلال " على شراء 14 طائرة متقدمة من طراز F35 من الولايات المتحدة الأمريكية، بتكلفة إجمالية تصل إلى حوالي 3 مليارات دولار.
وذكرت القناة العبرية الثانية أن " الصفقة تغطي طِرازاً من الطائرات الحربية الأكثر تطوراً في العالم, ويقدر ثمن الواحدة منها 110 ملايين دولار في حين سيبلغ مجموع الطائرات التي ابتاعتها دولة العدو في هذه المرحلة وحتى الآن 33 طائرة من نفس النوع.
وقَدَّر خبراء عسكريون في وزارة الحرب الصهيونية أن تهبط أول طائرتين من هذه الصفقة في نهاية العام الحالي 2016 ميلادية.
ومعلوم أن هذا النوع " الشَّبَح " من الطائرات لا يمكن رصده عبر أجهزة الرادار الأرضيّة وهو يَتَفوّق على جميع الطائرات المقاتلة على مستوى العالم.
هذه الطائرة، التي يُسمونها في " تل أبيب " آدير" أي العظيم، تصل سُرعتها القصوى إلى 1.6 عُقدة، أي ما يوازي 1960 كم/ساعة، وقادرة على التحليق لمسافة 2220 كم، أي أنها تستطيع الوصول بِيُسر إلى أسوان في أقصى جنوب مصر ( المسافة وفقاً لموقع غوغل للخرائط هي 662 كم).
كما أنه بإمكانها أيضاً ضرب أهداف في إيران قاطعة مسافة مقدارها 1798 كم تقريباً، بينما يتطلب الوصول إلى العاصمة العراقية بغداد بمدى التحليق مسافة 911 كم فقط!!
من جانِبهِ وَبعد توقيع الصفقة مع " البنتاغون " الأمريكي، فقد تطاول رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وهو يُهدد " أصدقاءه الجُدد " في النظام العربي الرسمي قائِلاً " أريد اليوم أن أقول ( لشعب إسرائيل ) إن ذراعنا الطولى هذه أصبحت اليوم أطول وأكثر قوة. وأريد أن أقول بشكل واضح أيضاً، إن كل من يُفكر في تدميرنا، يضع نفسه أمام خطر وجودي. هذه شُروط ضرورية لتأمين وجودنا "؟!!
كما قالت مصادر عسكرية في دولة الاحتلال إن وزير الحرب السابق موشي يعلون وفي آخر زيارة له لواشنطن قام بالاتفاق على شراء " صفقة مبدئية " تَضُم من 25 – 31 طائرة أخرى من نفس الطراز، على أن يتم إقرار ذلك بموافقة لجنة وزارية.
وقد أكد هذا وزير الشؤون الإستراتيجية دون الخوض في تفاصيل المباحثات المُغلقة، إلاّ أنه عبر عن مخاوِفه من مَدَى تلك الطائرات وحمولتها وقدرتها على المناورة, وما ستستثيره من ردود فعل إقليمياً ودولياً تلبي المتطلبات أو لمصلحة كيان المستوطنين في فلسطين المحتلة!
ولا شك أن طائرات F35 ستكون إضافة نوعية لسلاح جو " تل أبيب " وستضيف اختلالاً مُضاعفاً لميزان القوى العسكري لصالحها إذا قورن بذلك المخزون في المستودعات لدى مجموع الدول العربية، ولكن هذا الفرق سيستثير ردود فعل سلبية هائلة لدى غير طرف على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة وأن الجميع على عِلم بالدور الوظيفي لهذه الدولة المارقة منذ التأسيس غير الشرعي عام 1948 ميلادية.
لقد فرضت هذه الصفقة إعادة الحسابات العسكرية والأمنية والاقتصادية الجيوسياسية للإستراتيجيات الدفاعية لكل من إيران وتركيا وروسيا الاتحادية والصين وحتى الكثير من دول الاتحاد الأوروبي!! وهذه الردود الصادِمة لتلك الدول وجيهة تماماً نظراً للمهام المتعددة لهذا النوع من الطائرات، والتوجه الإستراتيجي لدى دولة المستوطنين لامتلاك سربين من هذه الطائرات، كل واحدٍ منهما يتكون من 25 طائرة، بحلول عام 2021 ميلادية!؟
وهنا تحدث أردا ميغلتوغلو، وهو محلل في الشؤون الدفاعية ومهندس فضائي قائلاً " إن مشروع استخدام هذه الطائرة التي تستطيع التعامل مع تقنيات التواصل بين العناصر الجوية والبريّة والبحرية، فهي قادرة إلى جانب تزويدها بتقنية الشَّبَح، أن تهبط وتقلع من حاملات الطائرات وستقوم كذلك بتبادل البيانات مع أجهزة استشعار واتصالات متطورة فتؤدي مهام القيادة والسيطرة والاستخبارات وتعمل ضد عمق خطوط العدو وتعترض الأهداف المَحْمِية وتوفر الدعم الجوي وتدمر الدفاعات الجَويّة للعدو في وقت واحد.
هذه الطائرات ستكون مُكلفة جداً للعدو مالياً وتقنياً وتهدد على نحو خطير مصالح عديد الدول وحلفائها في المنطقة وستشكل معظمها فيما بينها دفاعاً مشتركاً لتحدي أخطارها، فدولة الاحتلال ستهدد المصالح الروسية والصينية والتركية المباشرة وفي المنطقة وكذا إيران، حيث سَتَصُبُّ هذه الصفقة الزيت على نار خصومات
" تل أبيب " في المنطقة.
وعلى مُستويات مَبيعات الأسلحة لِكُلٍّ من الصين وروسيا، فإن طائرات F35 مُنافسٌ قوي للطائرة الروسية المقاتلة سوخوي T-50 والطائرة الصينية J-20.
كما أن دعم الولايات المتحدة " لتل أبيب " بهذه الطائرة سوف يُقلِّل من اعتماد واشنطن على " قاعدة أنجرليك" الجويّة التركية والتي تخدم مهام " حِلْف النيتو " في المنطقة، التي كانت واحدة من أسباب الخلافات السياسية بين البلدين والذي سيكون له آثار سلبية إستراتيجية على العلاقات.
ومعلوم أن تركيا رفضت قطعياً استخدام " قاعدة إنجرليك " للإغارة على العراق عام 2003 ميلادية إبان العدوان الأميركي على العراق وبعد نجاح " حزب العدالة والتنمية " بقيادة تركيا عام 2002 ميلادية في الانتخابات الديمقراطية التي جَرَت في حينه، إلى جانب اتهام تركيا لواشنطن بدعم الانقلاب الدموي مؤخراً, الذي هدف إلى الإطاحة بالرئيس أردوغان على يد عصابة " فتح الله غولن " الذي يُقيم في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك الخلافات الحادة بين البلدين بشأن ما يجري اليوم في كل من سوريا والعراق.
هذه الصفقة لطائرات F35 سَتُنْتِجُ بالضرورة صراعات محتدمة وبالتالي خُططاً عسكرية وتكنولوجية جديدة تحت وطأة الصراعات الإقليمية الساخنة القائمة حالياً.
الصفقة العسكرية الجديدة للطائرات لن تُغير كثيراً في جوهر صراع حركة المقاومة الفلسطينية في مواجهة جيش العدو الاحتلالي الكولنيالي وقد خَبِرَت وصمدت وواجهت غزارة وقوة نيرانه وقد قصف قطاع غزة بأكثر من 8743 غارة طائرات F16 وبقذائف مدفعية ودبابات وبحرية بما يزيد عن 25 ألف طن من المتفجرات وهي أكثر فداحة بأضعاف من قنبلة هيروشيما أو ناغازاكي النوويتين إبان الحرب العالمية الثانية عام 1945 ميلادية التي أطلقتهما أمريكا وكذلك أضعاف ما سَقَطَ على برلين عاصمة هتلر النازية حين وقعت في أيدي الحلفاء في نفس العام.
" القطاع " المُرابط وبالتفاف كل الشعب الفلسطيني وشعوب أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم قادر على إنجاز نقاط نصر جديدة في سِفْرِ الظَفَر الحتمي في حرب الإرادات التي أثبتت فيها الشعوب وعبر التاريخ بقيادة حركات التحرير أنها الأقدر وصاحبة اليد العليا دوماً.