منذ اعتقاله الأول في سجون الاحتلال قبل 21 عامًا حتى شروعه في الإضراب المفتوح عن الطعام في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لم يمض الشيخ الأسير رزق عبد الله الرجوب عامًا واحدًا كاملًا في الحرية، دون قضاء مدة في السجون الإسرائيلية.
وأقدم الاحتلال على اعتقال الرجوب (61 عامًا) للمرة الأولى في منتصف عام 1996م، وحينها خضع للتحقيق والشبح والتعذيب على مدار 96 يومًا متواصلة على يد ضباط جهاز (الشاباك) الإسرائيلي، بتهمة الانتماء إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ليحكم عليه بالسجن ثماني سنوات.
ولم تفرج قوات الاحتلال عن الرجوب عام 2004م بضعة أسابيع حتى عاد جنود الاحتلال لاقتحام منزله في بلدة دورا بمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، واعتقاله مجددًا.
وأمضى الرجوب في آخر اعتقال له 29 شهرًا في الاعتقال الإداري دون تهم محددة، وهو ما جعله من أقدم الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال، حيث جددت له محاكم الاحتلال الأمر الإداري 6 مرات متتالية، قبل أن يطلق سراحه في الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2016م.
وعقب أسبوع واحد من الإفراج اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال منزل الرجوب واعتقلته مرة أخرى، وأطلقت سراحه بعد يومين من التحقيق، وفي ساعات الفجر الأولى ليوم الإثنين السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم اقتحم الجنود منزله وأعادوا اعتقاله.
وما بين التحرر الأخير والاعتقال الجديد اقتحمت قوات الاحتلال منزل الرجوب، وهو أب لخمسة أبناء، وعاثت به فسادًا وتخريبًا، وبعد قرابة عشر ساعات من التفتيش هدد ضابط المخابرات الإسرائيلي الرجوب، إما الموافقة على إبعاده إلى الخارج نحو دولة هو يختارها، أو اغتياله وتصفيته.
ورد الرجوب على التهديدات الإسرائيلية بالقول: "أنا أفضل الاستشهاد على الإبعاد، ولن أغادر أرضي وبيتي ووطني، مهما صنعتم ودمرتم".
وفي أواخر كانون الأول (ديسمبر) 2017م أعلن الأسير الرجوب رفضه قرار محكمة "عوفر" الإسرائيلية، تخييره بين الإبعاد والاعتقال الإداري، مقرّرًا الشروع فورًا في إضراب مفتوح عن الطعام.
وحينها تحدث الرجوب لمحامي هيئة شؤون الأسرى بأنه لن يتراجع عن إضرابه عن الطعام إلا بالإفراج عنه أو تقديم لائحة اتهام ضده، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الاحتلال لا يملك أية حجج لاعتقاله مجددًا ومحاكمته.
وكشف محامي الهيئة أن زنزانة الأسير الرجوب يداهمها ثلاث مرات يوميًّا السجانون بحجة التفتيش، في محاولة للضغط عليه وثنيه عن مواصلة إضرابه.
ونقل على لسان الأسير الرجوب أنه فرض عليه واقع صحي وحياتي صعب ومعقد، فمنذ اليوم الأول لإضرابه نقل إلى العزل الانفرادي، ووضع في زنزانة من أقذر ما يمكن للعقل أن يتصوره، على حد وصفه.