فلسطين أون لاين

المصري: إعلان "ترامب" صحح بوصلة الأمة ويجب وقف التطبيع

التظاهرات تعمّ غزة والقدس والضفة والداخل رفضًا لقرار ترامب

...
محافظات/ عبد الله التركماني-ربيع أبو نقيرة

عمت التظاهرات والمسيرات اليوم، في القدس المحتلة وقطاع غزة والضفة الغربية والداخل المحتل، استمرارًا للموقف الفلسطيني الرافض لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، وسط دعوات للأمة الإسلامية والعربية بالنهوض من أجل مواجهة هذا القرار وحماية المدينة المقدسة من التهويد.

وفي 6 ديسمبر/كانون أول الجاري، أعلن ترامب اعتراف بلاده رسميًّا بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، والبدء بنقل سفارة بلاده لها، ما أثار غضبًا عربيًا وإسلاميًا، وقلقًا وتحذيرات دولية.

في باحات الأقصى

وتظاهر مئات المصلين، في باحات المسجد الأقصى، رفضًا لقرار ترامب.

وسار الفلسطينيون في باحات المسجد، بعد انتهاء صلاة الجمعة (الرابعة بعد قرار ترامب)، وهم يهتفون "الله أكبر" و"القدس عربية" و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى".

ولوح المحتجون بعلم فلسطين، كما برز بين المتظاهرين عدد من المواطنين الأتراك الذين حملوا علم بلادهم.

وأدّى صلاة الجمعة اليوم في الأقصى، 40 ألف مصلٍّ، بحسب مسؤول الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فراس الدبس لوكالة "الأناضول" للأنباء.

ودان خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، القرار الأمريكي، معتبرًا المظاهرات والمسيرات التي جرت في أنحاء العالم هي "الرد العملي على دونالد ترامب".

وحذر الشيخ صبري، من أن "التفريط بالمسجد الأقصى هو تفريط بمكة المكرمة والمدينة المنورة".

وأدان خطيب الأقصى، سياسة الاعتقالات الإسرائيلية، للأطفال الفلسطينيين.

مسيرات قطاع غزة

فيما قال القيادي في حماس مشير المصري، إن إعلان ترامب بشان القدس، شكل تصحيحًا لبوصلة الأمة العربية والإسلامية، مطالبًا بوقف محاولات الهرولة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء ذلك خلال مسيرة جماهيرية نظمتها حركته تنديدًا بإعلان ترامب وسط مدينة غزة بمشاركة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية, وعدد من قيادات الفصائل الوطنية والإسلامية.

وطالب جماهير الأمة العربية والإسلامية بممارسة كل الضغوطات لوقف كل محاولات الهرولة للتطبيع مع الاحتلال، والتأكيد أن ذلك يمثل جريمة قومية ووطنية وشرعية واخلاقية.

وأشار المصري إلى أن "جماهير شعبنا في غزة يقفون اليوم ثائرين ليجتمعوا مع الثائرين بالضفة المحتلة والقدس؛ للتعبير عن غضبهم ضد قرار ترامب".

وأوضح أن "الرفض العالمي والعربي لقرار ترامب يشكّل عزلة للموقف الأمريكي والإسرائيلي أمام حقنا الخالص في مدينة القدس وفلسطين".

وأضاف: "انتفاضة القدس تشتعل اليوم تأكيدًا للموقف الفلسطيني في مواجهة الصلف الصهيوني، وكل القرارات الأمريكية والصهيونية لن تغير من قاموسنا الشرعي والأخلاقي والقانوني شيئًا؛ لأن القدس هي قبلتنا الأولى والأقصى هو ثاني المسجدين، ولن يغيروا من إرثنا الديني ومن حقائق التاريخ شيئًا".

وشدد المصري على أهمية تضافر الجهود العربية والإسلامية للاتجاه بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وصد غطرسته ضد المقدسات الإسلامية ووقف انتهاكاته بحق شعبنا.

وأكد أن الدفاع عن القدس هو واجب شرعي قومي، "وكل أمتنا قادة وشعوبًا مطالبون اليوم أن يعبروا عن مواقفهم؛ لأن التفريط بالقدس مقدمة للتفريط بمكة والمدينة المنورة، وأن الدفاع عن الأقصى هو دفاع عن المسجد الحرام والنبوي".

وأضاف القيادي بحماس: "كما أن حماس والشعب الفلسطيني لن يفرّطوا في المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ لن تفرط بالمسجد الأقصى أو أي شبر من أرض فلسطين".

وبحسب المصري فإن المطلوب فلسطينيًا هو التوافق على استراتيجية وطنية تحررية ترتكز على عدة مسارات أهمها إتمام المصالحة واستعادة الوحدة؛ لنواجه كشعب وقوى وطنية التحديات التاريخية الطارئة على قضيتنا الفلسطينية.

ودعا إلى الإسراع في إتمام استحقاقات ومتطلبات المصالحة، لافتًا إلى أن حركته قدّمت كل الخطوات للوصول إلى وحدة وطنية، وهي "جاءت من موقع المسؤولية والحرص على شعبنا وليس من موقف ضعف أو استهانة".

وشدد المصري على أهمية أن تترجم خطوات حماس بخطوات مقابلة من حركة فتح لإتمام المصالحة، داعيًا حكومة التوافق لتحمل مسؤولياتها الكاملة بعيدًا عمّا أسماه بعنصرية الجغرافيا والحزبية؛ وإلّا فإن "شعبنا يستحق حكومة أفضل من ذلك".

ودعا لرفع العقوبات فورًا عن قطاع غزة؛ مضيفًا: "ليس مقبولًا أن تكون هناك حكومة تشارك بحصار شعبها"، مطالبًا إياها للإسراع باتخاذ مواقف وطنية وتاريخية لمواجهة القرار الأمريكي ضد القدس.

وطالب السلطة الفلسطينية بسحب الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي وإنهاء مشروع التسوية وعدم استمرار الرهان عليها بعد أكثر من عقدين من الزمن فشلت من تحقيق الحد الأدنى من تطلعات الشعب الفلسطيني.

الاتحاد قوة

وفي محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، نظمت حركة المقاومة الإسلامية حماس، مسيرة جماهيرية حاشدة نصرة للقدس وتضامنًا مع أهالي الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وانطلق المشاركون المحتشدون من مساجد خان يونس بعد أداء صلاة الجمعة إلى منطقة البلد حيث المهرجان الخطابي، بمشاركة ممثلين عن القوى الوطنية والإسلامية والوجهاء والمخاتير.

ورفع المواطنون لافتات تندد بإعلان ترامب بشأن القدس واعتداء عضو الكنيست الإسرائيلي حزان بحق أهالي الأسرى، وأخرى كتب على بعضها: "فلنتحد جميعا من أجل القدس"، و"القدس عاصمة فلسطين"، و"القدس رمز عقيدتنا".

وأكد النائب في المجلس التشريعي والقيادي في حركة حماس د. يونس الأسطل، على أن القدس بكل ذرة تراب فيها قدسٌ موحدة، و"عاصمة لفلسطين من ناحية، وحاضنة الخلافة من ناحية أخرى"، مشددًا أن المقاومة والجهاد في سبيل الله هي الطريق الوحيد للوصول إلى القدس.

وقال الأسطل في كلمة له خلال المهرجان: "نخرج اليوم في كل أنحاء القطاع المختلفة، وفي عمقنا في الضفة الغربية التي هي الأمل في أن تحقق المرحلة الثانية من مراحل التحرير بعد أن استطعنا أن نحقق المرحلة الأولى هنا في غزة".

وتابع: "إن المقاومة خط أصيل لا نحيد عنه، وإن سلاحها خط أحمر، فليفكر كل شخص ألف مرة قبل أن يقترب من هذا السلاح"، مطالبًا الفصائل وقوى الشعب الفلسطيني للضغط على الطرف الآخر من المصالحة من أجل الإسراع في إتمامها بما يخدم مصالح شعبنا الفلسطيني.

ووجه الأسطل كلمة لأهالي الضفة طالبهم فيها بالانتفاض على العدو الإسرائيلي، وأن يقاوموه بكل ما يستطيعون، مؤكدًا ضرورة بذل الجهود في الحصول على السلاح من أي مكان لمقاتلة الاحتلال.

ولفت إلى أن "القرار الأمريكي الجائر بحق القدس سيفشل، كما فشلوا من قبل في تركيع وإضعاف المقاومة، وتركيع الشعب الفلسطيني بالقبول بشروط الرباعية، ودفعه للتطبيع مع الاحتلال"، مشيرًا إلى أن الاحتلال بات يعلم جيدًا أن المقاومة قادرة على أن تلحق بهم هزيمة أكبر من مجموع ما واجهوه في الحروب الثلاث.

وقال الأسطل: "المقاومة تملك من المفاجآت ما يسوء وجوههم ويحبط مخططاتهم"، موضحا أن "قطاع غزة ومن خلفه المقاومة لن تقبل المقايضة بلقمة العيش أو شعلة كهرباء وفتح المعابر مقابل التخلي عن سلاح المقاومة؛ فسلاحنا أرواحنا لا يمكن لأحد كائن من كان أن يسحبه إلا على أجسادنا".

وفي رسالة للسلطة الفلسطينية، قال: "نوجه رسالة للقاصي والداني أننا لن نصبر طويلًا على السفاهة والتفاهة التي تستهدف مقاومتنا وسلاحنا، من خلال التظاهر بقبول المصالحة".

وتابع الأسطل: "إذا كانوا اليوم يريدون أن يظلوا يضغطون علينا كي نصل لتسليم السلاح فهم واهمون"، مطالبًا فصائل المقاومة أن تجتمع لتدبر ما بعد المصالحة.

دعم الانتفاضة

وفي ذات السياق، أكد الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي على ضرورة استمرار الانتفاضة الفلسطينية المباركة ودعمها وتنميتها، قائلًا: "إن ضرورة الحفاظ على الانتفاضة وتطويرها مسؤولية كل فلسطيني وعربي ومسلم، وهي الأداة الفعالة لرفض قرار ترامب".

وأوضح عزام في مسيرة حاشدة شمال قطاع غزة، أن الدول العربية والإسلامية مطالبة بالكثير أولها توجيه البوصلة نحو فلسطين المحتلة، وضرورة وقف الدماء التي تنزف في العواصم العربية والإسلامية وتوجيهها نحو فلسطين، مشددًا على أن الدول العربية والإسلامية أمام موقف تاريخي مسؤول اليوم بعد قرار ترامب.

وأشار إلى أن الأمتين العربية والإسلامية تمتلك أوراق كثيرة للضغط على (إسرائيل) والولايات المتحدة، مؤكدًا أهمية أن تعطى الفرصة لجماهير الأمة للتعبير عن رأيها فيما يتعلق بقضيتهم المركزية.

وتابع عزام: "إن اتفاقية أوسلو ماتت عمليًا وعلى الأرض، لكن إعلان السلطة مهم وضروري على الصعيد المعنوي والرمزي".

وفي الضفة الغربية، أدى الفلسطينيون، صلاة "الجمعة"، في الساحات العامة ومراكز المدن، رفضا لقرار ترامب.

وكانت فصائل فلسطينية قد دعت للصلاة في مراكز المدن، وتنظيم مسيرات تنديدا بالقرار الأمريكي.

وأوضحت مصادر إعلامية أن مسيرة حاشدة انطلقت من وسط مدينة بيت لحم (جنوب)، تجاه المدخل الشمالي للمدينة، رفع خلالها المشاركون الإعلام الفلسطينية، ولافتات تطالب بإلغاء القرار الأمريكي.

وأشار إلى أن مسيرات مماثلة انطلقت في مدن نابلس وطولكرم وقلقيلية (شمال)، ورام الله (وسط) والخليل (جنوب).

تظاهرة في عكا

وفي مدينة عكا المحتلة، شارك عشرات المواطنين من المدينة والقرى المجاورة لها، في وقفة احتجاجية على دوار غسان كنفاني، رفضًا لإعلان ترامب.

ورفع المشاركون في الوقفة اللافتات المنددة بقرار الرئيس الأمريكي وأخرى مناصرة للقدس، كتب على بعض منها "القدس فلسطينية... شاء من شاء وأبى من أبى"، "أمريكا هي الطاعون" و"القدس عربية فلسطينية".

وردد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية هتافات منددة بقرار ترامب ومؤكدة أن القدس عاصمة فلسطين الأبدية.

وقال عضو اللجنة الشعبية في عكا، داود عبد الفتاح، في تصريح نشره موقع "عرب 48": إن "هذه الوقفة الاحتجاجية جمعت كافة أطياف المدينة، وهي تأتي في أعقاب قرار الأزعر ترامب، وبدورنا سنستمر بالاحتجاج بشكل أسبوعي في المكان نفسه".

وأضاف: إن "مستوى الرد على قرار الرئيس الأمريكي كان جبارا على صعيد البلاد والعالم، وكلنا أمل بأن تتواصل الاحتجاجات ضد قرار ترامب".