خرجت مظاهرات لنصرة القدس في عدد من العواصم العربية والإسلامية، للجمعة الرابعة على التوالي منذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة (إسرائيل).
ففي العاصمة الأردنية، نظم المتضامنون مظاهرة حاشدة وسط عمان تنديدا بقرار ترامب، وانطلقت المظاهرة التي دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين من أمام المسجد الحسيني الكبير، حيث رفع المتظاهرون الأعلام الأردنية والفلسطينية.
وهتف المتظاهرون "لا سفارة أمريكية فوق القدس العربية، يا سفير الأمريكان اطلع برا من عمان، الشعب يريد تحرير فلسطين، بالروح بالدم نفديك يا أقصى، يا انتفاضة شيلي شيل زاد الحد وطفح الكيل".
وشارك مئات الأردنيين أيضا في تجمعات واعتصامات ومظاهرات في مدن البلقاء وإربد والعقبة والزرقاء والطفيلة تنديدا بالقرار الأمريكي.
ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها "القدس أمة وعقيدة" و"التطبيع مع الصهاينة ..خيانة" و"أمريكا رأس الإرهاب" و "لا سفارة صهيونية . على الأرض الأردنية".
وقال المراقب العام الأسبق للجماعة همام سعيد: "قرار ترامب وعد كوعد بلفور ولكن كلها وعود باطلة وعد الله هو الأبقى.. دول العالم انتفضت لتعلن أن قرار ترامب باطل والجهاد هو الحل والطريق للأقصى".
وفي العاصمة الماليزية كوالالمبور، نظم أساتذة وطلاب بجامعة الملايا وقفة احتجاجية أعلنوا فيها تضامنهم مع القدس والقضية الفلسطينية.
ودعا المتضامنون حكومات الدول الإسلامية إلى استثمار قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وإجبار الولايات المتحدة على التراجع عن قرارها بنقل سفارتها من (تل أبيب) إلى القدس.
وقد تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة يوم 21 من الشهر الجاري قرارا ينص على رفض أي إجراء يفضي إلى تغيير الوضع في القدس مما يعني رفض قرار ترامب.
على صعيد آخر، نظم "مجلس الدفاع عن باكستان" بالتعاون مع عدد من الأحزاب الدينية والسياسية مهرجانا بمدينة راولبندي ضم آلاف المشاركين الذين أكدوا دعمهم للقدس عاصمة لدولة فلسطين.
واستنكر المشاركون قرار ترمب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وطالبوا الأمم المتحدة بتفعيل قراراتها بشأن فلسطين وكشمير.
مهرجان بالرباط
وفي العاصمة المغربية، نظمت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في الرباط مهرجانًا حاشدًا، في إطار اختتام فعالياتها بالذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، للتأكيد على رفض قرار ترامب، ودعما للأسرى في ظل الظروف القاسية التي يمرون بها في سجون الاحتلال.
وحضر المهرجان، الذي أقيم بمسرح محمد الخامس بالرباط بعنوان: "القدس عاصمتنا والأسرى عنوان حريتنا"، سفير فلسطين جمال الشوبكي ووزير الثقافة المغربي ووزراء سابقون وممثلو الأحزاب المغربية والنقابات ومؤسسات حقوق الانسان وممثلون عن المجتمع المدني وحشد من المتضامنين.
وأكد عضو مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين خالد السفياني أن القدس فلسطينية رغما عن ترامب، مبرقا بالتحية للأسرى المدافعين عن القدس نيابة عن شرف الأمة العربية والإسلامية.
من جهته وصف منسق المجموعة عبد القادر العلمي قرار ترامب بالأهوج وأنه ترسيخ للاحتلال وقد واجهته الشعوب بمسيرات عمت العالم، ويواجهه الشعب الفلسطيني بكل صمود وبسالة.
وتخلل الحفل هتافات الدعم لفلسطين وأهلها المنددة بقوة بالاحتلال الاسرائيلي والتدخل الأميركي في حقوق الشعب الفلسطيني.
تركيا والفاتيكان
سياسياً، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، مع بابا الفاتيكان فرانسيس، آخر المستجدات المتعلقة بالقدس.
جاء ذلك في اتصال هاتفي بينهما، اليوم. وأكد الجانبان الأهمية البالغة لحماية وضع القدس التي تعتبر حجر زاوية لاستقرار المنطقة، وعدم اتخاذ أي خطوات خاطئة بهذا الخصوص، بحسب المصادر.
وجرى خلال الاتصال الترحيب بإقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير بشأن القدس.
واتفق أردوغان والبابا، على عقد لقاء في الفترة المقبلة لبحث العلاقات الثنائية ومسائل دولية.
وأعرب الجانبان عن أمانيهما أن يكون 2018 عامًا للسلام والازدهار والاستقرار للبشرية جمعاء، وفق المصادر.
إسبانيا تؤكد
في السياق، أكد وزير الخارجية الإسباني ألفونسو داستيس دعم بلاده لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، خاصة القرار رقم 478 لعام 1980، الذي يتعلق بالقدس، والقرار 2334 لعام 2016 التعلق بالاستيطان، وعلى حل الدولتين على أساس الشرعية الدولية.
جاء ذلك خلال حفل غداء بمناسبة أعياد الميلاد، للسفراء العرب المعتمدين في المملكة الإسبانية، بمشاركة السفير الفلسطيني كفاح عودة.
وسلم عودة، وزير الخارجية الإسباني رسالة توضح الوضع السياسي بعد الإعلان الأميركي، وتطالب بترؤس إسبانيا حملة أوروبية سياسية للاعتراف بدولة فلسطين، استنادا إلى الموقف الأوروبي الذي يتبنى "حل الدولتين".
كما سلمه نسخة عن بيانات اتحاد الكنائس العالمي وكنائس الشرق الأوسط والكنائس الفلسطينية التي ترفض إعلان ترامب، ووثائق الأمم المتحدة حول الصراع.
وكانت وزارة الخارجية الإسبانية اعترضت على إعلان ترامب، وأكدت ضرورة التوصل لحل عادل على أساس قرارات الأمم المتحدة بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967.