تفاجأ الشاب محمد فروانة، بإقدام إدارة موقع "فيسبوك" على إغلاق صفحته الشخصية رغم التزامه بمعايير النشر، وهي الذرائع التي قدمها موقع التواصل الاجتماعي لتبرير إغلاق صفحة فروانة.
ومنذ تصاعد انتفاضة القدس، احتجاجا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، صعدت إدارة "فيسبوك" من حملة إغلاق الحسابات والصفحات التابعة لنشطاء فلسطينيين تحت ذرائع مختلفة.
ويقول فروانة: "النشر كان يتركز على نشر أخبار الانتفاضة في غزة والضفة و القدس، مع تقديم الحقائق والصور التي تظهر كيف يتعامل جنود الاحتلال مع المنتفضين باستخدام شرطة الخيالة والرصاص الحي أو كيف يعتقل الأطفال مثلما حدث مع الفتى فوزي الجنيدي وسط مدنية الخليل".
ويضيف فروانة لصحيفة "فلسطين": "من الواضح أن المحتوى المنشور لا يعجب الاحتلال كونه يفضحه ويكشف عن مدى وحشيته، ولذلك جرى إغلاق عشرات الحسابات خلال الأيام القليلة الماضية"، مؤكدا أن ذلك يدلل أن "فيسبوك" وإدارته تخدم الاحتلال وإرهابه، وأن محاربتها للتحريض والإرهاب مجرد أكاذيب.
ومن المفارقة هنا، أن قوات الاحتلال أقدمت، فجر الثلاثاء، على اعتقال الطفلة عهد التميمي من منزلها، بعدما شنت الصحافة العبرية وصفحات عبرية بموقع "فيسبوك" حملات تحريضية ضده الفتاة وعائلتها.
وأشار سائد أبو عمار، إلى أن إدارة الموقع الافتراضي حظرت له منذ تصاعد الانتفاضة عقب قرار "ترامب" خمسة حسابات، تحت ذريعة "التحريض على العنف" وهو ما ينفيه أبو عمار، مؤكدا أن منشوراته لم تخرج عن سياق فضح انتهاكات الاحتلال ودعم الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته.
فيما اعتبر وائل أبو عمر، إقدام "فيسبوك" إغلاق وحذف عشرات الحسابات التابعة لنشطاء فلسطينيين، بمثابة انتهاك واضح للمعايير المهنية ومبادئ حرية التعبير عن الرأي.
وذكر أبو عمر لصحيفة "فلسطين": أن "حملة الإغلاقات الجارية تأتي في سياق السياسة التي تنتهجها إدارة فيسبوك ضد الصفحات الفاعلة المهتمة بمتابعة تداعيات قرار ترامب وتحظى بذات الوقت جمهور واسع".
بدوره، قال رضوان الأخرس "يبدو أن الاحتلال عاد ليمارس ضغوط على فيسبوك ويدفعها لإغلاق أو حظر صفحات من خلال البلاغات الإلكترونية أو الرسمية، كما كان ملاحظًا إغلاق بعض الصفحات التي تحدثت عن المقاومة الفلسطينية أو تبنت شعارات مؤيدة لها بشكل مباشر".
وأضاف الأخرس لصحيفة "فلسطين": "بذلك يتضح الانحياز لصالح الرواية الصهيونية التي تعتبر المقاومة إرهاب والدعوة لها تحريض وهذا بحاجة إلى ضغوط أكبر على فيسبوك حتى على الأقل يبقى على الحياد في هذه القضية".
وأوضح "إن كانت إدارة فيسبوك تعتبر المقاومة عنف وما شابه (..) فعليه أن يتعامل مع حسابات جنود الاحتلال وجيشه بذات الطريقة خصوصًا وأن انتهاكات الاحتلال لا تتوقف بحق الفلسطينيين".