أكد رئيس الديوان الملكي الأردني السابق، جواد العناني، أن استمرار حالة الحراك الدبلوماسي والجماهيري في فلسطين وجميع دول العالم، من شأنها أن تفضي إلى نتائج إيجابية بشأن قضية القدس.
وتوقع العناني في مقابلة مع صحيفة "فلسطين"، أمس، أن تضغط الحالة الشعبية والدبلوماسية المستمرة على الإدارة الأمريكية في واشنطن لتعيد النظر في قرارها "الظالم" التي اتخذته في 6 ديسمبر/ كانون الأول الذي اعترف بالقدس عاصمة موحدة للاحتلال الإسرائيلي، ونقل سفارة بلادها من مدينة "تل أبيب" إلى القدس.
وقال العناني: "سياسة النضال والحراك الشعبي التي يقوم بها الجمهور العربي والفلسطيني، مؤثرة وفاعلة، وسينتج بصورة مؤكدة قرارات تزيح واشنطن عما اتخذته بشأن مدينة القدس"، مشيرا إلى أن هذا الحراك مدعوم ولأول مرة برفض دولي عريض لقرار واشنطن، وبما يصب في مصلحتنا.
ورأى أن واشنطن ستندفع في قادم الأيام - بشريطة استمرار الحراك والرفض الحاصل - لإعادة "تعريف قرارها"، ليكون فارغا من مضمونه، مستدركا: "لا بد أن تؤثر حالة الغضب الحاصلة في أمريكا، وصولا للمتنفذين في القرار الأمريكي وداعميه من اللوبي الصهيوني".
وأوضح أن إعادة "تعريف قرارها" يكون بأن "العاصمة التي تقصدها هي غربي القدس، وليس الموحدة، وأن حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 هي الفيصل، سيكون ملاذا مؤكدا أمامها".
ولفت العناني إلى أن إرهاصات التراجع الأمريكي عن قرارها "بدأ عمليا"، وذلك بذكر وزير خارجيتها ريكس تيلرسون أن نقل السفارة للقدس سيحتاج ثلاث سنوات، وأنها لم ترسم بعد حدود وخارطة مدينة القدس المحتلة.
وأكد أن إصرار العرب والمسلمين، واستمرار حراكهم الضاغط في الاتجاه الدبلوماسي دون انقطاع، وإرفاد هذا الأمر بالحراك الشعبي بشكل خاص في الأراضي الفلسطينية، من شأنه أن ينتزع بصورة أو أخرى اعترافا أمريكيا بأن شرقي القدس هي عاصمة للفلسطينيين.
صدمة ترامب
وقال نائب رئيس الوزراء الأردني سابقا: إن واشنطن لم تتوقع ردة الفعل الدبلوماسية والشعبية الرافضة لقرارها، مشيرا إلى أن دول أوروبا هي الأخرى "صدمت ترامب" وشكل رفضها تحولًا في مسار عملها السياسي وعلاقاتها، ودون أدنى مبالغة.
ودعا العناني الدول العربية والإسلامية لاستثمار الرفض الأوروبي، فيما يصل إلى انتزاع قرارات في مجلسي الأمن، والأمم المتحدة، تلزم واشنطن للتراجع قراراتها، واعتبار شرقي القدس هي عاصمة الفلسطينيين.
وطالب السلطة الفلسطينية من جهتها أن تعد ملفات لازمة في سياق خطوة وقرار واشنطن بشأن القدس، والتوجه الفعلي لمجلس الأمن والأمم المتحدة، وصولا للمحكمة الجنائية الدولية، لافتا إلى أن انتزاع 144 صوتا في هيئة الأمم المتحدة من أصل 155 في ظل المعطيات الحالية "أمر حتمي ومؤكد".
وذكر العناني أن المستويات السياسية العربية والإسلامية تندفع نحو معارضة قرار واشنطن، بما يبعد عن نفسها خذلان قضية القدس، وتمرير قضية جعلها عاصمة موحدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وحذر من أن "تراجع الضغط الحاصل" من شأنه أن يبقي القرار الأمريكي، وبما يتبعه أيضا من قرارات مشابهة لدول غربية وأوروبية أخرى، مضيفا "ستجد الكثير من الدول نفسها وتحت ضغط (إسرائيل) أن تحذو حذو واشنطن في نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة موحدة له".
وشدد العناني على ضرورة أن يفهم العالم أجمع أن القدس "خط أحمر" لا يجوز قطعه، وأن لدى العرب والمسلمين ما يقولونه إن استمر الظلم الأمريكي وانحيازه للاحتلال الإسرائيلي، وخذلناها للحق الفلسطيني.
وأكد المسؤول الأردني السابق، أن القدس لا تخص الفلسطينيين وحدهم، بل إنها قضية ومدينة تخص العالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع، وأن وحدة الكلمة والموقف لهذا العالم من شأنها أن تحقق الكثير ما لم تفعله المفاوضات ومشاريع التسوية التي بدأت منذ عام 1978 في كامب ديفيد ما بين مصر والاحتلال، وتتابع ذلك وصولا مع الفلسطينيين في اتفاق أوسلو، 1993 والأردنيين في اتفاق وادي عربة عام 1994.