أم المئات خيمة عزاء مهندس الطيران التونسي الشهيد محمد الزواري التي أقامتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الأحد، في مدينة غزة.
وكان الزواري قد استشهد اثر عملية اغتيال نفذها "الموساد" في مدينة صفاقس التونسية الخميس الماضي، فيما أعلنت القسام، أمس، أنه كان أحد القادة المشرفين على مشروع طائرات "أبابيل".
وتقدم بيت العزاء عدد من قادة حماس والقسام متوشحين بالأسلحة ورافعين بين أيديهم صورًا للشهيد الزواري، وأخرى أثناء تصنيعه لطائرات الاستطلاع.
وعلق على جدران الخيمة، التي اقيمت في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة، لافتات تنعى الزواري، وتندد بجريمة اغتياله.
كما أم خيمة العزاء قادة في حركة حماس والقسام، والنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر، وعدد من نواب المجلس، وفصائل وقوى العمل الوطني والإسلامي، وقادة الأجهزة الأمنية بغزة، ولفيف من الوجهاء والشخصيات الاعتبارية.
إضافة نوعية
وقال القيادي في حركة حماس مشير المصري، إن دماء الشهيد القسامي التونسي مهندس الطيران ورئيس جمعية الطيران في الجنوب التونسي، الشهيد القائد محمد الزواري "لن تذهب هدرًا".
وأكد المصري لصحيفة "فلسطين" خلال مشاركته في بيت عزاء الشهيد، أن الاحتلال الإسرائيلي هو من ارتكب جريمة اغتيال الزواري في تونس، مشيرًا إلى أن الاحتلال سيدفع الثمن باهظًا لإقدامه على اغتيال الزواري وأن القسام سيكون له بالمرصاد.
وأكمل "الشهيد الزواري ترك مفاجآت ستكشف عنها كتائب القسام في المعارك القادمة مع الاحتلال الإسرائيلي"، لافتًا إلى أن الشهيد أكد أن أمانة القضية الفلسطينية عظيمة وأنها قضية كل مسلم وكل عربي وأن الاحتلال هو العدو المشترك للأمة.
ودعا المصري الأمة العربية والإسلامية إلى أن تترك كافة الخلافات والتجاذبات السياسية والطائفية للتوحد على قضيتها المركزية في مقارعة الاحتلال الذي يرتكب جرائم عابرة للدول والقارات.
بدوره، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فوزي برهوم: أصبح الشهيد الزواري أيقونة الأمة العربية والإسلامية بإبداعاته وعقليته لرفد كتائب القسام بإبداعات ساهمت في تطوير البرنامج العسكري لكتائب القسام.
وأضاف برهوم لصحيفة "فلسطين": نحن في حالة اطمئنان لوجود عقل عربي مفكر عمل إلى جانب المقاومة الفلسطينية وساهم في تطوير ونجاح طائرات القسام التي كانت إضافة نوعية لبرنامج القسام المقاوم.
وشدد على ضرورة وقف الجرح النازف في الدول العربية "للوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية والمقاومة بأموالكم وسلاحكم وعقولكم".
مواجهة الاحتلال
من جانبه، يأمل الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال، أن يقتفي علماء وقادة وشباب الأمة أثر الشهيد الزواري الذي حطم الحواجز والحدود والجغرافية وأثبت أن الأمة العربية والإسلامية أمة واحدة وأن القضية الفلسطينية هي قضية العالم أجمع.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، إن الأرواح الذكية التي سقطت دفاعًا عن الأراضي الفلسطينية لن تثني أحرار وشرفاء العالم المؤمنين بالمقاومة كخيار ورافعة نضالية لتحرير الأسرى والمسرى.
وأضاف أبو ظريفة لصحيفة "فلسطين": الأيادي التي امتدت للشهيد الزواري يجب أن تعلم أن جريمة الاغتيال التي نفذتها لن تثني شعبنا ومقاومته الباسلة عن مواصلة نهج المقاومة حتى التحرير.
وتابع: "آن الأوان للدول العربية أن ترتقي لمستوى المسؤولية وأن تتخذ من الخطوات ما يمكن أن يضغط على المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات السافرة، وأن تتحرك لوقف علاقتها مع الاحتلال الغاصب".
في سياقٍ متصل، نعت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إلى شعبنا الفلسطيني المناضل، والى شعب تونس العظيم، الشهيد المهندس الطيار القائد في كتائب القسام محمد الزواري.
وشددت الكتائب في بيان لها، على أن دماء الشهيد الزواري وكل شهداء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية لن تذهب هدراً.
كما نعت حركة المجاهدين الشهيد الزواري "الذي وظف خبراته وعلمه لنصرة المجاهدين في فلسطين، حيث لم يمنعه بعد المسافات ولا المخاطرة بحياته عن الجهاد في سبيل الله".
وأكدت المجاهدين في بيان لها، "أن الشهيد عرف مؤشر بوصلة أعداء الأمة الحقيقيين، وأدرك ذلك جيدًا فكانت طاقاته منصبة لمواجهة الصهاينة المجرمين".