قائمة الموقع

​البحث عن الجديد أوصل "وشاح" لفن "الخيوط والمسامير"

2017-12-06T09:23:33+02:00
سحر وشاح (أرشيف)

لم تظهر موهبتها فجأة، وإنما كانت البذور في الطفولة، نمت في بيئة ترعاها لتنمو، ففي التاسعة من عمرها بدأت أولى مشاركاتها في مسابقات الرسم المدرسية بتحدٍ وإصرار رغم عدم ثقة خطوطها، لتعكف بعدها على تطوير موهبتها وتسخير طاقاتها في تعلم فنون مختلفة، والحصول على الجوائز والمراتب المتقدمة، وحبًا للتميز وعشقًا للفن، اتجهت نحو الخارج عن المألوف، من خلال الرسم بالمسامير والخيطان، وهذا من الفنون التشكيلية الصعبة والمعقدة والتي تحتاج وقتًا وجهدًا..

سحر وشاح (25 عامًا) فنانة فلسطينية من مخيم النصيرات الواقع وسط قطاع غزة، درست التعليم الأساسي في جامعة الأزهر، عشقت الرسم منذ الطفولة، وخاصة بعدما لامست معلمة الفنون الجميلة تميزها وأثنت عليه أمام زميلاتها.

خوض التجارب

تميزها في الرسم كان دافعًا لمعلميها في المدرسة لتشجيعها على المشاركة في المسابقات، وكانت أولى مشاركاتها في الصف الرابع الابتدائي، وبعدها بدأت بالاهتمام بموهبتها، إلى جانب الانتباه لدراستها.

وفي عام 2010 شاركت في مسابقة عن الحرب الأولى على قطاع غزة، وقد عبرت في لوحتها عن الحقوق المسلوبة للغزيين، والطفولة المسلوبة، وحظيت على المركز الأول على مستوى المنطقة الوسطى.

وقالت وشاح لـ"فلسطين" إن ما ساعدها على تطوير موهبتها هو البحث الدائم عبر الانترنت، ومتابعة بعض الفنانين المحليين والعالميين.

وأضافت أنها لا تتقيد بنوع واحد، بل تحب خوض التجارب في جميع أنواع الفنون، وممارسة كل جديد في عالم الفن، فقد رسمت على اللوحات الورقية والزجاج والخشب، وبالمسامير والخيطان، وغيرها من الأعمال الفنية المتنوعة التي تسرق لحظات الفراغ لأجل ممارستها في جو هادئ.

حب التجديد، و"الإلهام" هما ما يحددان اختيارها لموضوع اللوحة، وأحيانا تنال إعجابها فكرة ما فترسمها بطريقتها الخاصة.

تخصصها الجامعي اختارته بناء على رغبة عائلتها، لكنه لم يمنعها من الاهتمام بالفن، فطوّرت موهبتها دون دراسة أو التحاق بدورات، واعتمدت على التعلم الذاتي، وكان إتقان الرسم هدفا تحلم بتحقيقه.

من نوع خاص

وأثناء تصفحها الإنترنت لمعرفة مستجدات عالم الفن، شاهدت مقطع فيديو لفن بالمسامير والخيطان، فأحبت تجربته، وبعد أن تمكنت من ممارسته، أضفت لها طابعها الخاص، فدمجته مع فن المندالا الهندي.

وعنه قالت: "هو فن من نوع خاص، يعتمد على الدقة لا مجال للخطأ فيه، يتم تنفيذه باستخدام مجموعة من المسامير والخيوط الملونة بألوان تناسب اللوحة"، مضيفة: "ويختلف عن الرسم بالريشة والألوان في كونه يحتاج إلى دقة أكثر، ووقت أطول، وأدوات مختلفة كالمسامير، والخيوط الملونة، وقاعدة خشبية بسمك معيّن، ومطرقة، وورقة بيضاء لرسم الشكل المراد تطبيقه عليها".

وأوضحت كيفية ممارسة هذا الفن: "يتم رسم الشكل المطلوب على اللوحة، ثم تحديد أماكن وضع المسامير، وغرسها، ومن ثم مسح الخطوط، والبدء بشد الخيطان على رؤوس المسامير، مع التأكد من تثبيتها بطريقة محكمة، واستخدام ألوان مختلفة وفق موضوع اللوحة، لتأتي مرحلة تثبيت الخيطان بالصمغ الأبيض، ومن ثم تزيينها برسوم الماندالا الهندية".

وقالت وشاح إن أكبر عقبة تواجه الفنان هي عدم إيمان الناس بموهبته وقدرته على الوصول إلى حلمه، ولكنها استطاعت تخطي هذه العقبة بإيمانها بموهبتها.

وشاركت وشاح في معرض "خالدات" للمشغولات اليدوية، وكانت هذه المشاركة بمثابة انطلاقتها في فن الرسم بالخيطان، وشجعها على ذلك انجذاب الزبائن للوحاتها، وتطمح لتنظيم معرض خاص يضم لوحاتها المصنوعة من المسامير والخيطان لتسليط الضوء على هذا الفن.

اخبار ذات صلة