فلسطين أون لاين

​ضمن مسابقة "الصحة النفسية"

في 4 دقائق.. توعية بقضايا المعنّفات

...
غزة - مريم الشوبكي

ما بين جعل الإنسان فرحًا أو حزينًا من كلامك لحظة، هي لحظة نطقك بهذا الكلام، إما شفهيًا أو عبر أزار لوحة المفاتيح.. هذه الفكرة التي انطلقت منها "إيمان الشنطي" وفريق عملها لتنفيذ فيلم "لحظة" الذي حصد المركز الأول في مسابقة برنامج غزة للصحة النفسية للأفلام القصيرة التي تتناول "قضايا العنف ضد المرأة والفتيات وعلاقتها بالصحة النفسية"، ضمن مشروع "المساهمة في تحسين الصحة النفسية للنساء والأطفال في المناطق المتضررة والمهمشة في قطاع غزة"، ولا تتجاوز مدة الأفلام أربع دقائق.

خضعت الأفلام المشاركة في المسابقة للتصفية، واختارت لجنة التحكيم ثلاثة منها، تم طرحها لتصويت الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليتم الإعلان عن ترتيب فوزها قبل نحو أسبوع، وهي: فيلم لحظة، وفيلم صرخة روح، وفيلم صفعة.. "فلسطين" حاورت صاحبة اثنين من هذه الأفلام.

التنمر الإلكتروني

وبالعودة إلى "لحظة"، فهي التجربة الأولى للشنطي (29 عامًا) في صناعة الأفلام، وكانت قد خاضت تجارب ذات علاقة، في الإعداد والتقديم، حيث قدّمت برامج إذاعية، وبرنامج كوميدي اجتماعي عبر شبكة الماجدات الإعلامية.

قالت لـ"فلسطين": "فيلم لحظة هو نتاج لعمل فريق متكامل، ويتحدث عن قضية معاصرة تتمحور حول التنمر الإلكتروني، الذي يتعرض له كثير من الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من إساءة لفظية ونفسية، وأكثر من يتعرض لهذا الأمر هم الفتيات، بحكم القوالب الاجتماعية".

وأضافت: "قصة الفيلم هي لفتاة تضع صورتها على موقع تبادل الصور (انستجرام)، ونتيجة ذلك تتعرض لشتائم من قبل بعض الأشخاص، وهذا ما أثر سلبًا على نفسيتها، وهذا النموذج يمثّل حال الكثير من الفتيات، ولكن لا يصدر صوتهن من الألم".

وبينت أن تصوير الفيلم تم في نهاية شهر أكتوبر، واستغرق تصويره خمس ساعات متواصلة، بينما مدّته دقيقتان.

وبحسب الشنطي، ففي ٢٠١٣ سُجلت أول حالة انتحار نتيجة التنمر الإلكتروني في الولايات المتحدة الأمريكية، لافتة إلى أن "كثير من الفتيات، وخصوصا الشهيرات، يتعرضن لهذا التنمر، والشباب أيضا، ولا يكون التنمر على صورهم الشخصية فقط، وإنما يطال أيضا آراءهم التي ينشرونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك لانتماءاتهم الحزبية".

وعن التنمر الإلكتروني، قالت: "يؤثر في نفسية الإنسان، ويدفعه لجلد ذاته واحتقار نفسه، وقد يسبب له التوتر، وأحيانا يصيبه بالاكتئاب، وبعض الفتيات حاولن الانتحار نتيجة التنمر على صورهن".

يهدف الفيلم لتوعية أكبر قدر من الجمهور بمخاطر التنمر الإلكتروني، و"لحظة" يحث الناس على التفكير للحظة قبل التفوه بأي كلمة من مبدأ "فلتقل خيرا أو لتصمت"، على حد قولها الشنطي.

وأضافت أن "من العناصر التي ساعدت الفيلم على الفوز بالمركز الأول، تميّز فكرته، فلأول مرة تُطرح قضية التعنيف الإلكتروني للمرأة في فيلم قصير، وكذلك إخراجه بطريقة عصرية، إلى جانب أن فريق العمل كان يدًا واحدة في العمل".

وفريق "لحظة" مكون من خمسة أعضاء، هم "الشنطي" صاحبة الفكرة، وأماني الجماصي وزينب الأغا للتان تولتا السيناريو والمتابعة، وكان التصوير مهمة محمد منير عباس، فيما الجرافيك والمونتاج لفهد الخالدي، إضافة إلى الطفلة رهف حسين التي كانت ممثلة في الفيلم.

ولفتت الشنطي إلى أنها وزميلتها "الجماصي"، كانتا قد أعدّتا تقريرًا مبسطًا عن التنمر الإلكتروني في مسابقة لـ"صحافة الموبايل" في مخيم "كلاكيت" التابع لمؤسسة نساء من أجل فلسطين، وتم تقييم التقرير من قبل مراسل الجزيرة هشام زقوت، وحصدتا المركز الأول حينها.

صرخة المطلقات

والمركز الثاني في المسابقة كان من نصيب فيلم "صرخة روح" للشاعرة أفنان القطراوي، والذي يسلط الضوء على قضية تعنيف المرأة الراغبة بالطلاق والخلاص من معاناتها مع زوجها.

قالت القطرواي لـ"فلسطين" عن فكرة الفيلم: "هو فيلم قصير تدور فكرته حول تعنيف المطلقة من زوجها وذويها الذين يرفضون قرار انفصالها، ويتناول قدرتها على صناعة التغيير والمعالجة الذاتية لمشاكلها بالاستعانة الإرشاد التابع لبرنامج الصحة النفسية، حسب ما هو مطلوب من جهة تنفيذ المسابقة".

وأضافت: "بعد تفكير قرابة أسبوع، قررت أن يكون العمل عن فئة المطلقات، بناء على معرفتي بعدد من الحالات لسيدات تعرضن لهذا الرفض، منهن من تأثرت حياتها سلبا، ومنهن من واصلت حياتها، فكانت فكرتي عن الطلاق الذي لا يهزم المرأة في النهاية ويمنحها أفقا جديدا لتبدأ مشوارها".

ولفتت إلى أن الفيلم قائم على جهد ذاتي منها فهي سيناريست الفيلم ومخرجته، وقد استغرق العمل شهرين، بدءًا من بلور الفكرة حتى تسجيلها.

ولا يخلو أي عمل ناجح من التحديات والعقبات، وبالنسبة لهذا الفيلم، كانت أهم عقبة، بحسب القطراوي، هي تنسيق مواعيد فريق العمل، والانشغالات المتكررة للعاملين معها كانت تبعدها عن التصوير نهارا، لا سيما أنها ليست معتادة على التصوير الليلي، والذي كان جديدا بالنسبة لها، إلى جانب أن نوع الفيلم وزمنه أيضا جعلاه بمثابة تجربة أولى بالنسبة لها.

وأشارت إلى أنها اعتمدت في "صرخة روح" على زيادة عدد فريق العمل، بخلاف أعمالها السابقة، إذ كانت تنتج أفلامها للمسابقات بوجود مصور ومونتير فقط، وفي هذا الفيلم تعاملت مع فريق متكامل من إدارة الإنتاج والإضاءة والصوت والتصوير وغير ذلك.

وعن عوامل نجاح الفيلم ليكون في المركز الثاني، قالت: "تشابك القصة وأداء الممثلة آية أبو سلطان، وجودة التصوير والمونتاج، كلها كانت عوامل أخذت به إلى النجاح".

وللقطراوي تجارب سابقة في إنتاج الأفلام القصيرة، وكانت قد حصلت على المركز الأول في "مسابقة مهرجان غزة لأفلام الموبايل" عن فئة فيلم وثائقي قصير، وشاركت في "كرنفال سينما المرأة" التابع لمركز شؤون المرأة عن فيلم "أمل" وهو أيضا وثائقي قصير.