فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

​شخصيات: الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة الاحتلال سيشعل المنطقة

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

حذرت شخصيات فلسطينية وعربية من خطورة إقدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاعتراف بمدينة القدس المحتلة كعاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي كخطوة تمهيدية قبل نقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس، مؤكدين أن تلك الخطوة ستسبب باشتعال المنطقة إن حصلت فعلا.

وأوضحت الشخصيات أن التصرف الأمريكي المرتقب ينطلق من منطلق القوة والانحياز الكامل للاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وفي ظل انشغال شعوب العالم العربي والإسلامي بالصراعات الداخلية، محذرين بالوقت نفسه من خطوات أمريكية أخرى تتجاوز القرارات الدولية الداعمة للفلسطينيين.

وحسب وكالة "رويترز" قال مسؤولون إن ترامب يدرس خطة يعلن بموجبها القدس عاصمة لـ(إسرائيل) كمقدمة لنقل السفارة الأمريكية إلى هناك، ليسلك بذلك نهجا مخالفا لما التزم به أسلافه الذين طالما أصروا على ضرورة تحديد هذه المسألة عبر مفاوضات التسوية بين الاحتلال والسلطة.

إعلان حرب

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف اعتبر التصرفات الأمريكية الإسرائيلية التي تستهدف مدينة القدس "بمثابة "إعلان حرب"، وتجاوز خطير لقرارات الشرعية الدولية التي ضمنت إعطاء الشعب الفلسطيني الحق الأدنى من حقوقه الأساسية المتعلقة بتقرير المصير وإقامة دولته ذات السيادة.

وأوضح أبو يوسف خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تؤكد بشكل مستمر على انحيازها التام والسافر للاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى لتنفيذ أجندة عنصرية تهدد المنطقة وتقويض أي فرصة لإحياء عملية التسوية مقابل زيادة وتيرة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

وأشار أبو يوسف إلى ضرورة تشكيل جبهة فلسطينية موحدة تقف في وجه السياسات الإسرائيلية مع استغلال كل المنصات الدولية مجلس الأمن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية لملاحقة الاحتلال ومنع الإجراءات الأمريكية الساعية لنقل السفارة إلى القدس والاعتراف بالمدينة كعاصمة كامل للاحتلال.

مواقف هزيلة

أما رئيس مؤتمر فلسطيني الشتات أنيس القاسم فاعتبر أن التصريحات الأمريكية حول عزم ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال تأتي في سياق الضغط على قيادة السلطة للقبول بتمرير ما يسمى بـ "صفقة القرن".

وذكر قاسم لصحيفة "فلسطين": "أن الولايات المتحددة تتردد في اتخاذ الموقف النهائي على الأرض لإدراكها المسبقة لحجم المخاطر العميقة المترتبة على تلك الخطوة سواء على صعيد تدهور الأوضاع في المنطقة أو في ظل رفض مسيحيي العالم بأن تكون المقدسات الدينية بالقدس تحت الإدارة اليهودية".

وانتقد قاسم موقف السلطة في رام الله ومنظمة التعاون الإسلامي التي شكلت لدعم القدس، إزاء الخطوات الأمريكية الإسرائيلية المشتركة، واصفا إياها بالسيئة والهزيلة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ما فكرت بتلك الخطوة لولا نجاح (إسرائيل) بفتح قنوات تطبيعية مع دول عربية وإسلامية كبرى.

فوضى عارمة

بدوره، دعا رئيس منتدى القدس الثقافي في الأردن، اسحق الفرحان الشعوب العربية والإسلامية لاتخاذ مواقف مسبقة عاجلة وحادة توقف التوغل الإسرائيلي المدعوم أمريكيا على مدينة القدس المحتلة، موكدا أن الأخيرة ستبقى فلسطينية إسلامية عربية مهما صدر بحقها قرارات احتلالية.

وقال الفرحان لصحيفة "فلسطين": إن "دولة الاحتلال وإدارة ترامب تحاول تحقيق أكبر استفادة ممكنة من الفوضى العارمة التي تعيشها شعوب العالم الإسلامي والعربي، لخدمة أجندة صهيونية بحتة حاول طوال العقود الماضية تنفيذها"، مبينا أن القدس قضية حساسة تمس كل مسلم على هذا الأرض.

وكان ترامب تعهد في حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضي بنقل السفارة الأميركية من (تل أبيب) إلى القدس المحتلة، لكنه أرجأ في يونيو/حزيران الماضي تنفيذ ذلك مشيرا إلى رغبته في إعطاء فرصة لحملة التسوية التي يقودها صهره ومستشاره المقرب جاريد كوشنر والتي لم تحرز أي تقدم يذكر حتى اللحظة.

ومنذ عام 1995 عندما سنّ الكونغرس الأمريكي قانونا يقضي بنقل سفارة الولايات المتحدة في (إسرائيل) إلى القدس، يوقع الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون على أمر رئاسي بتأجيل الخطوة، ويتم تجديد التأجيل كل نصف سنة.