"يلا تنام يلا تنام لذبحلك طير الحمام".. بترديد هذه الكلمات تحاول فداء عباس، والدة الطفل أحمد عباس، الذي يرقد على أحد أسرة مستشفى الشهيد عبد العزير الرنتيسي غرب مدينة غزة، تنويمه لتنسيه آلامه.
وتقول عباس لصحيفة "فلسطين" والدموع في عينيها: "اليوم أكمل أحمد شهره الخامس وهو على سرير المرض".
ويعاني "أحمد" من ثقبين في القلب وضعف في جهاز المناعة، وهو بحاجة إلى العلاج بالخارج لإجراء عملية جراحية له كي تمكنه من العيش.
وتشير عباس، إلى أنها حصلت على تحويلة علاجية لطفلها في 28 كانون ثاني/ يناير القادم، للسفر للخارج وإجراء عمليات جراحية له كي تمكنه من العيش، مناشدة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووزير الصحة جواد عواد بضرورة تقديم موعد سفر نجلها لتجنيبه الموت.
ويرقد عدد من أطفال قطاع غزة، على فراش المرض في مستشفيات القطاع، بانتظار إصدار تحويلات علاجية لهم تنهي معاناتهم مع المرض، وتنقذهم من الموت الذي يتربص بهم.
وعكة صحية
وتجلس الطفلة يارا إسماعيل، على أحد أسرة مستشفى الرنتيسي، تعاني من ثقف في القلب منذ ولادتها، فيما يطالب والدها الرئيس عباس ووزير الصحة، بتغطية نفقات سفرها وإجراء العمليات اللازمة لها.
واكتشفت إصابة الطفلة إسماعيل، بثقب في القلب منذ أن كان عمرها ثلاثة أشهر، بحسب والدها.
ويقول إسماعيل، الجالس بالقرب من طفلته، تم اكتشاف إصابة ابنتي بثقب في القلب منذ عمر ثلاثة أشهر من ولادتها وبعد تعرضها لوعكة صحية أدت لارتفاع درجة حرارة جسدها، وكنا نعتقد وقتها أنه مرض بسيط وسرعان ما ينتهى.
ولكن مع تدهور أوضاعها الصحية أجرى الأطباء لها العديد من الفحوصات الطبية، ليكتشفوا أنها تعاني من ثقب في القلب والتهابات شديدة داخله.
ويشير لصحيفة "فلسطين" إلى أنه وبحسب الأطباء إنها بحاجة ماسة للسفر للعلاج في الخارج، وإجراء عملية جراحية لتجنيب تعرض طفلته لمضاعفات قد تعرضها للوفاة أو إصابتها بجلطة في المخ.
وينتظر إسماعيل، موعد إصدار التحويلة العلاجية لنجلته ليتم علاجها في الأراضي المحتلة كي تتمكن من العيش أسوة بغيرها من الأطفال، مناشدًا الرئيس وكافة المعنيين بحزن، لإنقاذ حياة طفلته وأن يتم تحويلها لمستشفيات الخارج في أقرب وقت ممكن.
فحوصات طبية
ويعتصر الألم والحزن قلب والدة الطفلة إنعام العطار (12 عامًا) التي تعاني من فشل كلوي، خشية من تعرض نجلتها للوفاة، في انتظار إصدار تحويلة علاج لمستشفيات الداخل المحتل، وتغطية نفقات زراعة "كلية" لها.
وتقول سلوى العطار، والدة "أنعام" لصحيفة "فلسطين": "تم اكتشاف مرض إنعام بعد عام ونصف العام من ولادتها، عقب مرورها بوعكة صحية أدت لارتفاع درجة حرارتها وإصابتها بجفاف، وكنا نعتقد أنها انفلونزا بسيطة.. لكن تفاقمت حالتها بشكل كبير ما دفع الأطباء لإجراء العديد من الفحوصات الطبية لها ليكتشفوا إصابتها بمرض "التكيّس الكلوي"، النادر، وفق قولها.
وتضيف بحزن: حاولت أنا ووالدها وأعمامها وعماتها التبرع لها بكلية لإنهاء معاناتها على أسرة المرض ولكن للأسف تبين أنها تعاني من مرض ولا فائدة من العملية التي ستنتهي بالفشل"، وناشدت الرئيس عباس ووزير الصحة للتدخل العاجل لإنقاذ حياة طفلتها وإجراء تحويلة لمستشفيات الخارج لإنقاذ حياتها.
وتضطر الطفلة العطار، في الوقت الحالي، إلى التوجه لمستشفى الرنتيسي، يوما بعد آخر لإجراء عملية غسيل كلوي، تستغرق أربع ساعات، تعاني فيها من آلام الغسل وتجعلها في حالة إجهاد.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة الطفلة العطار، وهي تجري عملية غسيل كلوي، ومطالبات بتوفير العلاج لها، نظرًا لمعاناتها الطويلة من هذا المرض، الذي بدأ قبل نحو (11 عامًا).
مرض نادر
وتعاني هدايا أبو حجر، من إصابتها بمرض "الذئبة الحمراء" وهي بحاجة إلى علاج مستمر لا يتوفر في مستشفيات القطاع ما يدفعها لشرائه من الصيدليات رغم تكلفته المرتفعة التي تثقل كاهل أسرتها.
وتشير هدى أبو حجر والدة "هدايا" وعلامات الحزن ظاهرة على وجهها لصحيفة "فلسطين" إلى أن ابنتها تتناول نحو 100 حبة دواء بشكل شهري، لافتة إلى أنه في حال لم تتناول في اليوم ثلاث حبات دواء تشعر بآلام في وجهها يصاحبه طفح جلدي في وجنتيها وبعظمة أنفها.
وتناشد أبو حجر، رئيس السلطة ووزير الصحة، للوقوف إلى جانب ابنتها وتوفير الدواء الخاص بها، لعدم توفره في مستشفيات القطاع، ولارتفاع سعره، على حد قولها.