انتقد المفكر الأردني إسحاق الفرحان، "تخاذل" الدول العربية والإسلامية عن "إنقاذ القدس"، في ظل مساعي الاحتلال الإسرائيلي إلى سلب المدينة بما فيها المسجد الأقصى من المسلمين، ومن ذلك نصبها بوابات إلكترونية في يوليو/تموز الماضي، أدت احتجاجات شعبية فلسطينية إلى إزالتها لاحقا.
كلام الفرحان يأتي بعدما أكد تقرير أصدرته دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة أول من أمس، أن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى في يوليو/تموز الماضي لم يكن أمنيا وإنما يؤسس لمخطط تهويدي، وأن الاحتلال زرع "براغي" في جدران الأقصى يعتقد أنها أجهزة رصد.
وقال الفرحان لصحيفة "فلسطين" أمس: "الاحتلال الإسرائيلي احتلال غاشم، يريد سلب القدس من المسلمين والسيطرة عليها"، منوها إلى أن الأقصى قبلة المسلمين الأولى وهو مقدس عند المسلمين.
وأضاف: "ما دام الأقصى تحت الاحتلال فيجب أن نتوقع أن يعمل كل شيء سيئ لهذا المعلم المقدسي المطهر، لذلك يزداد عتابنا وغضبنا بالنسبة لتخاذل الدول العربية والإسلامية عن إنقاذ القدس، وستبقى كما كانت في الحروب الصليبية نعتبرها محتلة حتى يكتب لها اللهُ أن تتحرر على يد أمثال صلاح الدين".
وأعرب عن أسفه، لكون الدول العربية والإسلامية "ملهية بذاتها وبنزاعاتها الداخلية، وتعتبر الأقصى ليس له أولوية"، لافتا إلى أن بعض الدول العربية تسعى إلى عقد معاهدات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتنسى القضية الفلسطينية.
ورأى الفرحان أن القضية الفلسطينية الآن في "آخر أولويات كل الدول العربية للأسف"، معربا عن أمله في أن تعود هذه الدول "لعروبتها وإسلامها".
وأكد ضرورة عودة الأمة لوحدتها ووقف النزاعات القائمة بينها، والتي تصب في مصلحة "العدو الصهيوني".
وحذر من أنه إذا لم تتراجع هذه الدول عن "هذه المواقف المخزية" فإن الاحتلال الإسرائيلي سيبقى هو المسيطر، مردفا: "لكن أملنا أن الاحتلال لن يدوم مهما طال الزمن".
وبشأن مخططات سلطات الاحتلال، قال الفرحان، إن الأخيرة تسعى إلى السيطرة على القدس، وإرغام أي عربي أو مسلم يريد الدخول إليها، على الحصول على إذن منها.
وأشار إلى أن هذا يستحيل تحقيقه على الأقل "بالنسبة لضمائرنا وخلقنا الإسلامي الذي نعتز به"، مبينا أنه إذا عادت الأمة "إلى إسلامها فستضمحل آمال اليهود بالأقصى وفلسطين".
ونوه إلى محاولات الاحتلال المتكررة لتقسيم المسجد الأقصى مكانيا، معربا عن أمله بأن تفشل كل هذه المحاولات.
وعما إذا كانت سلطات الاحتلال قد تتخذ خطوات مشابهة لنصب بوابات إلكترونية مستغلة الظروف الإقليمية، أجاب: "أعتقد أنها ستتردد في هذا الموضوع لأنه ليس بالهيِّن، ونسأل الله ألا تقدم على ذلك قريبا، وإذا أقدمت عليه فسيكون بمثابة إيقاظ لأهل فلسطين والأمة العربية والإسلامية لتقف الموقف الواجب تجاه الاحتلال".
ووصف الفرحان، المقدسيين بأنهم "الشرارة الأولى والخط الأول للدفاع" عن القدس والأقصى، موضحا أن إمكاناتهم "مهما كانت قليلة فستكون جهودهم أضعافا مضاعفة بالنسبة لما تبذله الدول العربية والإسلامية".
ودعا السلطة الفلسطينية إلى أن تبذل جهودها في التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم في القدس المحتلة، منبها إلى أن "التيار العالمي هو مع القضية الفلسطينية ومع حقوق الشعب الفلسطيني".
ويشار إلى أن فلسطين صارت عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية، بدءًا من 1 من أبريل/نيسان 2015، وذلك بعد أن وقع رئيس السلطة محمود عباس، على الانضمام إليها في 31 ديسمبر/كانون أول 2014.
وقيدت الولايات المتحدة تجديد ترخيص مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وتذرعت بنوايا السلطة التوجه لمحكمة الجنايات ضد (إسرائيل)، ودعتها لمفاوضات "بناءة" مع الأخيرة.
وبشأن الوصاية الأردنية على المقدسات في القدس المحتلة، رأى المفكر الأردني أن الشعوب العربية ومنها الشعب الأردني لن يسمحوا لسلطات الاحتلال الإسرائيلي بشطب هذه الوصاية.