أكد مختصان فلسطينيان بشؤون القدس المحتلة، أن (إسرائيل) تسابق الزمن لتغيير الهندسة الجغرافية والديمغرافية في المدينة المقدسة، في إطار مخطط لإظهارها مدينة يهودية خالصة.
وأشار المختصان أن هذا هو الهدف الرئيس من المخططات الاستيطانية التي كشف عنها مؤخراً، لضم عدد من المستوطنات إلى بلدية الاحتلال في المدينة المقدسة، بالتوازي مع فصل عدد من الأحياء والقرى والبلدات الفلسطينية وإخراجها خارج حدود بلدية القدس.
وقال الخبير في شؤون القدس والأقصى المحامي خالد زبارقة: "إن ما يجري في القدس هو في الحقيقة تنفيذ لمخططات وضعت سابقاً، لكنها لم تنفذ بسبب تخوف (إسرائيل) من ردود الفعل الدولية والعربية والاسلامية".
وأضاف زبارقة في تصريح لـ"فلسطين"، أن العنوان الرئيسي لهذه المخططات هو تفريغ القدس من العرب والمسلمين، وإحلال المستوطنين اليهود مكانهم .
وكشف أن حكومة الاحتلال كانت أعدت مخططا لتهويد القدس في عام 2000 أطلقت عليه مخطط(20/20) يتمحور حول رؤيتهم للقدس عام 2020، ثم وضعوا مخططات جديدة حتى عام 2030 و عام 2050.
واضاف أنه بغض النظر عن التواقيت التي وضعوها لتنفيذ مخططاتهم، هم يريدون أن يروا القدس وفق مخططاتهم التوراتية نقية من الأغيار ومن الفلسطينيين ، بمعنى أن هذه المخططات هدفها ممارسة التطهير العرقي بحق الفلسطينيين في القدس المحتلة، وتهجيرهم وترحيلهم من خلال عدة وسائل بينها سحب الاقامة منهم وهدم بيوتهم ومصادرة أراضيهم وتقليص الحيز الجغرافي وتقليص مساحة البناء والتضييق عليهم في حياتهم اليومية.
ورأى أن ما يجري الآن في القدس المحتلة، "هو في الحقيقة ترجمة لما خططوا له قبل عشرات السنين، لكنهم يقومون الآن بتنفيذ المخططات بشكل ناعم وسلس وبدون استفزاز وبوتيرة أعلى ، بعد ان كانوا في السابق يكشفون عن أنيابهم وعنصريتهم بشكل علني".
وأضاف أن ما يشجع الاحتلال على ذلك هو الوضع الإقليمي العربي المحيط بـ"فلسطين" وهرولة النظام العربي نحو (إسرائيل) والمشروع الصهيوني العالمي ، بهدف حماية نفسه وإيمانه بالمبادئ الصهيونية لإدارة العالم.
وحذر زبارقة من أن الحدود الأخيرة للمشروع الصهيوني في القدس، هو هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم ، والذي في جوهره هدف ديني عقائدي توراتي في تصوره لأحداث آخر الزمان وما يتضمنه من خرافاتهم الدينية التي بدأت تطفوا على السطح وتمهد لحرب دينية صهيونية ضد المسلمين.
وقال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الاستيطان والجدار في الضفة الغربية المحتلة، جمال جمعة: "إن ما يجري في القدس عملية تهويد كاملة للقدس مع تضييق الحيز الفلسطيني، وحصار الفلسطينيين في كانتونات وتكثيف المستوطنات داخل القدس المحتلة، بحيث تصبح القدس ذات طابع يهودي، كما هو داخل الأراضي المحتلة عام 48، بحيث يبقى الفلسطينيون أقلية".
وأضاف جمعة في تصريح لـ"فلسطين"، أن الاحتلال يريد تغيير الهندسة الديمغرافية لصالح اليهود.
واستهجن جمعة الصمت الفلسطيني من الخطوات الاستيطانية والتهويدية التي تستهدف القدس، مضيفا أن الشعب الفلسطيني يعيش مرحلة صعبة، لما يجري في القدس والضفة الغربية التي تسلب أراضيها هي الأخرى وتنتهك لصالح الاستيطان.
وشدد جمعة على انه يجب المراهنة على البيت الفلسطيني بدل المراهنة على العرب والأمريكان، معربا عن أمله في أن تكون المصالحة الفلسطينية البداية نحو قرار فلسطيني استراتيجي لمواجهة المخططات والمشاريع الاستيطانية والتهويدية في القدس والضفة الغربية المحتلتين.