لا تتوقف المواجهات بين أهالي قرى الريف الفلسطيني والمستوطنين الذين يقومون بالاعتداء على أراضيهم وممتلكاتهم، بشكل يومي، فأهالي قرية جيت "25 كم" شرق قلقيلية يشتكون من عصابات "كهانا حي" الذين يتبعون للحاخام المتطرف مائير كهانا الذي اغتيل في أمريكا عام 1990م.
ويقول المواطن محمود جبر، إن هؤلاء المستوطنين "كهانا حيَ" سلوك نمطي يتمثل بالعدوان المستمر على كل شيء فلسطيني، سواء كان فلسطينيا طفلا أو شيخا أو شابا، بالإضافة إلى اعتدائهم على الحقول الزراعية وثمارها.
ويصف جبر المواسم الزراعية لأهالي الريف، بمثابة "كابوس" بفعل الاعتداءات المتزايدة من المستوطنين على المحاصيل والحياة اليومية للفلسطينيين.
ويضيف: "هم يمتلكون أدوات القتل من سلاح وغطاء قانوني زائف، وجيشا يوفر لهم الحماية، ونحن نمتلك إرادة البقاء رغم المآسي .. نحن في الميدان وحدنا".
ولا يختلف الحال كثيرا، في قرية "أماتين" جنوب غرب نابلس، فيقول الحاج فوزي غانم: "جميع أولادي تم تهديدهم من قبل المستوطنين بهدف تهجيرنا عن أرضنا".
ويضيف غانم: "تهديد المستوطنين لا ينقطع يوميا، بل تصاعد عقب مسيرة طويلة من المواجهة في أروقة المحاكم الإسرائيلية منذ عام 1991م ضد قرارات المصادرة للأرضي".
ويتابع: "نجحت بقرار من المحكمة الإسرائيلية يقضي بإعادة أرضي المصادرة ومساحتها 12 دونما، ومنذ ذلك اليوم وأنا أواجه اعتداءات المستوطنين بشكل همجي ودون ردع لهم".
وفي السياق، يؤكد منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان جنوب نابلس، بشار القريوتي، أن هناك تواجدًا للمستوطنين أصحاب الأيدلوجيات المتطرفة داخل المستوطنات، ويتدربون بشكل مكثف على كيفية ملاحقة الفلسطينيين وإجبارهم بالهجرة عن أراضيهم، "حتى يتركوها دون قرارات مصادرة، فهم يصادرون الأرض بإرهابهم، قبل أن تقوم سلطات الاحتلال بإصدار قرارات مصادرة".
ويؤكد القريوتي أن "هذا نوع خطير يهدف إلى تفريغ الأراضي الفلسطينية طواعية، من خلال عمليات الإرهاب اليومي التي تستهدف التواجد في الحقول والاراضي"، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن الاستيطان في الضفة يسعى من خلال "عصابات منظمة" لإشاعة أجواء الإرهاب الإسرائيلي في نفوس الفلسطينيين.
كما يؤكد الناشط في قضايا الاستيطان، محمد زيد، أن أوضاع القرى الفلسطينية المجاورة للمستوطنات "أصبح في غاية الخطورة وتحتاج إلى حماية، فقرية دوما ليست بعيدة عن قرية جيت، وحوادث الارهاب فيها تتكرر يوميا".
واعتبر زيد أن ممارسات المستوطنين تعكس إرهاب دولة منظم، يسعى إلى تصفية الوجود الفلسطيني.