فلسطين أون لاين

​الشتاء الرابع .. والمتضررون ينتظرون إعمار بيوتهم المدمرة

...
غزة - يحيى اليعقوبي

يأتي فصل الشتاء الرابع على المواطن أحمد عميش (36 عاما) ومعاناته تتكرر كل عام، إذ هدم منزله في بلدة خزاعة شرق محافظة خان يونس خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2014.

في البداية عاش الرجل وأطفالة الأربعة في كرفان من الأخشاب طوال تلك المدة، إلا أنه ومنذ ستة أشهر بعد انهيار أرضيته الخشبية اضطر للانتقال للعيش في بيت للإيجار.

والآن، كل أمنيات عميش تتلخص بأن يتم اعمار منزلهم والتخلص من معاناة الإيجار والعيش بعيدا عن منزله المدمر.

يمر الرجل كل يوم بجانب ذلك المنزل الذي أزيل ركامه تمهيدا لإعماره، وهو لا يملك إجابة على أسئلة أطفاله الأربعة عن موعد إعماره؟ فهو نفسه لا يعرف إجابة سوى ما وعده أحد مسؤولي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بأنه سيكون ضمن "منح الاعمار" لإعادة الإعمار يقول عميش.

ويضيف لصحيفة "فلسطين" عن معاناة أسرته: "ما أريده هو العيش بكرامة بمنزل يليق بالحياة الإنسانية، بعد هذه المعاناة المتواصلة منذ ثلاثة أعوام، كما أن بيوت الإيجار في خزاعة محدودة، وغالبيتها غير مناسبة لعيش حياة كريمة".

يجسد عميش حال نحو 4 آلاف عائلة ما زالت نازحة منذ العدوان، تختلف تفاصيل معاناتهم بين التنقل في بيوت الإيجار، أو انتظار بدء عملية الإعمار التي تسير بوتيرة بطيئة.

وتعرض نحو 420 منزلا في بلدة خزاعة لهدم كلي خلال العدوان، لم يتبق منها سوى 120 منزلا بحاجة لإعادة إعمارها، ومن المتوقع أن تبدأ إعمارها خلال الفترة القادمة ضمن المنحة "الكويتية" بحسب رئيس بلدية خزاعة شحدة أبو روك في تصريح لصحيفة "فلسطين".

ولا يختلف حال المواطن رياض النجار عن سابق إذ يعيش الرجل وأفراد أسرته السبعة في بيت قوامه أقواس من النايلون وأعمدة حديدة مدمجة بغرفة مسقوفة بألواح "الزينقو"، على مساحة 40 متر.

يقول النجار ( 45 عاما) وهو من سكان بلدة خزاعة أيضاً "بدي أطلع بالإيجار بس مش قادر" رد بذلك على سؤالنا حول استمراره في العيش بهذا المكان، مبينا، أنه حينما هدم منزله استأجر منزلا لمدة عام ونصف، ولكن توقف عقد الإيجار بعد ذلك وتراكمت عليه الديون لصاحب المنزل، مما اضطره للسكن في هذا المكان الذي لا يقيه حر الصيف ولا برد الشتاء.

من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي د.ماهر الطباع: "إن وتيرة الإعمار ما زالت تسير بشكل بطيء كالسلحفاة"، مشيرا إلى أن آخر تقرير للبنك الدولي أظهر أن ما تم تلبيته من احتياجات إعمار قطاع غزة يبلغ نسبة 16% في كل القطاعات الاقتصادية, والسكانية.

ويضيف الطباع لصحيفة "فلسطين": "بأن 11 ألف وحدة سكنية تعرضت للهدم الكلي خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2014م، أعيد إعمار 5،485 وحدة سكنية منها فيما ما زالت نحو 4 آلاف و900 أسرة نازحة"، منوها إلى أن الإعمار في قطاع الإسكان لم يتجاوز 50%، وأن القطاع الاقتصادي ما زال مهمشا ولم تتجاوز نسبة الإعمار فيه 7%.

ويبين أن عدد الوحدات السكنية التي ما زالت في مرحلة البناء 864 وحدة, أما الوحدات السكنية التي يتوفر لها تمويل لإعادة إعمارها فتبلغ 935 , والوحدات السكنية التي لا يتوفر لها تمويل لإعادة إعمارها3,716 وحدة ".