تستعد سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ سلسلة عمليات هدم في قرية سوسيا الفلسطينية، جنوبي الخليل، بحجة "تنظيمها"، وفق ما كشفت عنه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الخميس.
وقالت الصحيفة إن المحكمة الإسرائيلية العليا تنظر في "المصادقة على تنظيم أجزاء كبيرة من قرية سوسيا"، وذلك بهدم بعض مساكنها التي تفتقر للتراخيص القانونية، مشيرة إلى أن المستشار القضائي لحكومة الاحتلال أفيحاي مندلبليت، يعتقد أنه لا يوجد مانع قانوني يعيق هذا الأمر.
وأفادت بأن حكومة الاحتلال ستقوم بهدم 15 مسكناً فلسطينياً في القرية، ولن تنتظر بت المحكمة في ملفها، بدعوى إقامتها بعد تقديم الالتماس للمحكمة.
وكان ليبرمان قد صرّح في حديث للصحفيين، في آب الماضي، بأنه يتوقع هدم قرية سوسيا الفلسطينية خلال هذا العام.
ونوهت مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن الضغط الذي مارسه بعض المسؤولين الأوروبيين على حكومة الاحتلال، في الأسابيع الأخيرة، منع تدمير القرية الفلسطينية.
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس قروي سوسيا، جهاد نواجعة، أن قرار حكومة الاحتلال جاء سلبيًا بتأكيده على هدم 15- 20 خيمة بزعم مخالفتها للقرار الاحترازي بوقف البناء.
وأكد نواجعة، أن تدخل جهات دولية والفعاليات التي نظمها المواطنون دفعت بحكومة الاحتلال لاتخاذ موقف بعدم هدم قرية سوسيا وترحيل سكانها، رغم أنهم أصحاب الأرض الأصليين.
وأشار إلى أن أهالي سوسيا، وعبر محاميهم، طالبوا بالحصول على قرار مكتوب من المحكمة الإسرائيلية بوقف هدم منازل القرية وعدم الاكتفاء بالقرار الشفوي من الإدارة المدنية الإسرائيلية بتجميد قرار الهدم للمساكن القديمة.
و"سوسيا" أو "سوسية"، هي قرية فلسطينية تقع شرقي مدينة يطا جنوبي محافظة الخليل (جنوب القدس المحتلة)، ويعيش فيها قرابة 400 نسمة ويعتمدون على رعي المواشي واستصلاح عدة كروم من شجر الزيتون، وتقع ضمن سيطرة الاحتلال الإسرائيلي الأمنية.
أنشا الاحتلال عليها مستوطنة "سوسيا" عام 1983 وبلغ عدد سكانها 737 شخصًا في عام 2006 وفي عام 1986 طرد الجيش السّكان الفلسطينيين من بيوتهم بعد أن أعلنت الإدارة المدنية عن القرية الأصلية بأنها حديقة وطنية يقع في مركزها موقع أثري.