- استطلاعات الرأي بأمريكا تؤكد وجود تحول جيلي كامل لصالح فلسطين
- رفض "الجنائية" وقف التحقيق بجرائم الإبادة يعطي أملا بتحقيق العدالة
- المقاومة التزمت بكل استحقاقات المرحلة الأولى والاحتلال انتهك كل بنودها
- مهام أي قوة دولية ستصل غزة ينحصر في الفصل بين الأطراف
أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس د.باسم نعيم أن الاحتلال يحاول إعاقة الذهاب للمرحلة الثانية باعتبار أن المرحلة تلزمه بالانسحاب الكامل وفتح المعابر والبدء بفترة التعافي وإعادة الإعمار، وهو مستمر بانتهاك كل البنود المتعلقة بالمرحلة الأولى ويماطل في تنفيذ أي استحقاق للمرحلة ويعيق الذهاب للمرحلة الثانية، في وقت التزمت فيه فصائل المقاومة بتنفيذ كل ما هو مطلوب منها بالرغم من خروقات الاحتلال الجسيمة.
وقال نعيم في حوار خاص مع "فلسطين أون لاين": "إن التغذية الراجعة للمفاوضات التي حصلت بين الوسطاء والطرف الأمريكي في مدينة "ميامي" تقول، إنها كانت مفاوضات وحوارات إيجابية وبناءة حول المرحلة الأولى واستحقاقاتها والخروقات الإسرائيلية"، مشددا على أن المطلوب الذهاب والبدء بالمرحلة الثانية، لكن كل هذا برسم الإجابة من الضامن الأمريكي بمدى رغبته واستعداده للضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشية للالتزام باستحقاقات المرحلة الأولى ومتطلبات المرحلة الثانية.
وأكد أن اتفاقية دونالد ترمب لوقف الحرب نصت على استقدام قوة الاستقرار الدولية وهذا ما يتبناه مجلس الأمن، لكن مع انتهاء المرحلة الأولى وتنفيذها بشكل كامل من الطرف الفلسطيني حيث التزمت قوى المقاومة بكل ما هو مطلوب منها بهذه المرحلة، استمر الاحتلال بخروقاته الجسيمة.
ولفت إلى أن معدل الخرق اليومي من قبل الاحتلال بلغ من 10 إلى 12 خرقا يوميا، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 410 فلسطيني وجرح ألف إضافة لهدم المباني وتدمير البنية التحتية واستمرار منع المساعدات وإعادة التأهيل، واستمرار إغلاق معبر رفح رغم أن الاتفاق ينص على فتحه بعد تسليم الأسرى الأحياء.
وقال: "لا تبدو أي بوادر إيجابية لتشكيل قوة الاستقرار الدولية. هناك حراكات بالمنطقة وخارجها يشرف عليها الطرف الأمريكي، وحتى اللحظة لا توجد استجابة للانخراط بالقوات، لأن طبيعة عمل القوات ومهمتها وحدود هذه المهمة وقواعد الاشتباك وغيرها غير واضح في أي وثيقة من الوثائق المتعلقة بالاتفاق".
وشدد "أكدنا أن أي قوة دولية ستصل غزة يجب أن ينحصر دورها في الفصل بين الأطراف ومراقبة وقف إطلاق النار ورفع التقارير ومنع التصعيد وأن لا يكون لها دور داخل قطاع غزة أو تدخل بالشأن الفلسطيني الداخلي".
إدارة غزة
وعن لجنة التكنوقراط، أشار نعيم إلى أن حماس انخرطت في هذا المشروع منذ آب/ أغسطس 2024 عندما تقدم لها الجانب المصري، بمقترح تشكيل جسم إدارة غزة من التكنوقراط المستقلين البعيدين عن أي انتماءات سياسية.
ووصف الحوارات بأنها "إيجابية وبناءة" واستطاعت الحركة بالحوار مع الجانب المصري والفصائل الفلسطينية بما فيها فتح بلورة مقترح متكامل من هذا الجسم لمجالات عمله وحدودها وكذلك تم التشاور حول عدد من الأسماء المرشحين ليعملوا في هذا الجسم والإدارة ودار الحديث عن 45 اسما".
ولفت نعيم إلى أن هذا المسار جرى تعطيله، وكان التعطيل في البداية من طرف السلطة برام الله، بالرغم من كل المرونة والإيجابية التي قدمتها حماس من أجل أن يتم تشكيل جسم وينتقل فورا حتى أثناء الحرب للعمل بغزة، وأن تكون مرجعية الجسم السلطة ويرأسها أحد وزراء الحكومة برام الله ويصدر مرسوم رئاسي بتشكل الجسم، ثم لاحقا عطل الاحتلال الإسرائيلي تشكيل هذا الجسم لذلك الأمر حتى اللحظة عالق.
وأشار إلى أن حوارات وأحاديث ميامي بين الوسطاء وأمريكا كان تشكيل حكومة تكنوقراط أحد أهم العناوين، وأن هناك توافق بين الوسطاء على ضرورة الإسراع في تشكيل الجسم الفلسطيني، وأن يبدأ الاستلام والانخراط بالعمل في غزة في كل المساحات والملفات المدنية بما فيها الأمن المدني والمعبر".
وشدد على أن المحدد الأساسي الذي وضعته حماس كان أن الفلسطيني لا يجوز أن يحكمه إلا الفلسطيني وأن لا نقبل بأي شكل من الأشكال الوصاية والتدخل بالشأن الفلسطيني الداخلي.
الجنائية الدولية
وحول رفض المحكمة الجنائية الدولية وقف التحقيق بجرائم الإبادة بغزة وعدم الإذعان للضغوط الأمريكية، أكد نعيم أن موقف الجنائية الدولية مرحب به ومقدر باعتبار المحكمة أحد العناوين لتعزيز العدل والإنصاف حول العالم، بما يقود للأمن والاستقرار، ورفضت كل الضغوطات والابتزاز الأمريكي لإغلاق ملف ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الحكومة الفاشية بنيامين نتنياهو ورجال حكومته الفاشية.
وشدد عضو المكتب السياسي لحماس على أن هذا الموقف الصلب من المحكمة يعطي أملا للفلسطينيين عموما وللضحايا على وجه الخصوص أن العدالة يمكن أن تنجز أو أن نرى المجرمين خلف القضبان يحاكمون على ما ارتكبوه من جرائم بحق شعبنا وشعوب المنطقة.
وعن مؤشرات متزايدة لعزلة الاحتلال دوليا، لفت إلى أن الاحتلال أصبح منبوذا على المستوى الدولي ولم يعد هذا خافيا على أحد، وهناك الكثير من المؤشرات سواء على المستوى الدولي العام والأممي وحتى على المستوى الأمريكي، تؤكد وجود عزلة متزايدة للاحتلال سواء الدولة أو اللوبي الصهيوني ونشطائه حول العالم.
وأضاف نعيم "نسمع عن انسحاب الدول من مسابقة الأغنية في أوروبا، ودول تمنع رسو السفن الإسرائيلية المحملة بالسلاح لـ (إسرائيل)، وتبرؤ أعداد كبيرة من السياسيين الأمريكيين سواء الديمقراطيين والجمهورين من تلقي أي مساعدات من اللوبي الصهيوني".
ولفت إلى أن استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد أن هناك تحول جيلي كامل لصالح فلسطين وقضيتها وضد المشروع الصهيوني بالمنطقة وضد تدخل اللوبي الصهيوني في الشأن الأمريكي الداخلي، وأن آخر استطلاع رأي بأمريكا لشباب الحزب الجمهوري أظهر أن 53% يرفضون التدخل الإسرائيلي بالشأن الأمريكي الداخلي.
وتابع نعيم: "المؤشرات كثيرة حول العزلة وأكثر من أن تحصى، ونحن نتحدث عن تحول استراتيجي نعتقد أنه مستدام وغير قابل للرجوع والإصلاح مهما حاول الاحتلال الإسرائيلي ذلك، لكن ثماره قد تحتاج وقتا حتى نرى تحولات سياسية حقيقية في المشهد الدولي لصالح فلسطين وضد الاحتلال".
كما شدد على أن الأمر يحتاج من الفلسطينيين خطة عمل شاملة للبناء على هذه التطورات والاستفادة من هذه التحولات على المستوى الدولي لصالح القضية الفلسطينية العادلة لا سيما أن المعركة أثبتت بالقين والقطع أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد بشكل كامل على الدعم الخارجي وخاصة الأمريكي، وأن أي ضعف لهذا الدعم والغطاء سيضعف الاحتلال غير قابل للاستمرار بدون الدعم المستمر.
وأكد على ضرورة أن تكون خطة شاملة وهي واجب الوقت بالنسبة للفلسطينيين وعرب فلسطين وأحرار العالم المعنيين بنصرة الشعب وقضيته العادلة.

