أفادت وزارة الداخلية في قطاع غزة، أن عدد ضحايا انهيار المباني المتضررة بفعل الحرب ارتفع إلى 18 شهيدًا جراء انهيار 46 مبنى في محافظات القطاع منذ سريان وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي.
حذّرت الوزارة، في بيان صحافي اليوم الأحد، من تفاقم كارثة انهيار المنازل المتضررة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن آخر الحوادث وقع مساء أمس في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، وأسفر عن استشهاد أربعة مواطنين.
وأشارت إلى اتساع نطاق الكارثة في ظل استمرار منع الإعمار وعدم إدخال المنازل المؤقتة، مؤكدة أن دخول فصل الشتاء يزيد من احتمالية انهيار المباني الآيلة للسقوط والمتضررة بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإدخال مواد الإعمار والمنازل المؤقتة لإيواء النازحين بشكل آمن، محذّرة من أن أي تأخير أو مماطلة يفاقم الكارثة الإنسانية ويعرّض حياة مئات الآلاف لخطر الموت، خاصة مع اضطرار المواطنين للسكن في مبانٍ مهددة بالانهيار هربًا من ظروف الخيام القاسية.
ومن جهته، ناشدت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين الذين عادوا للسكن في مبانٍ ومنازل سبق أن استهدفها الاحتلال وصُنّفت على أنها خطرة وغير صالحة للسكن، الالتزام بتعليمات فرق السلامة وإخلائها فورًا، والانتقال إلى أماكن آمنة حفاظًا على حياتهم.
وأعرب الدفاع المدني، في بيان صحافي، اليوم الأحد، عن أسفه الشديد لعدم التزام بعض السكان بالتحذيرات التي وجّهتها اللجان المختصة، والتي تضم مهندسين وخبراء، رغم تأكيدها المتكرر على خطورة السكن في هذه المباني وضرورة إخلائها، الأمر الذي أدى مؤخرًا إلى انهيارات أسفرت عن وفيات ومفقودين.
وأكدت المديرية مجددًا على ضرورة إخلاء جميع المنازل الآيلة للسقوط في مختلف مناطق قطاع غزة، لا سيما مع دخول فصل الشتاء وتزايد احتمالات الانهيارات بفعل الأحوال الجوية.
وأشارت إلى أن 22 منزلًا تعرضت لانهيارات جزئية أو كلية منذ بدء المنخفض الجوي الأخير بتاريخ 10 كانون الأول/ديسمبر 2025، مما أدى إلى استشهاد 18 شخصًا، بينهم أربعة لا يزالون مفقودين تحت الأنقاض.
تتفاقم في قطاع غزة كارثة انهيار المباني المتضررة بفعل الحرب الإسرائيلية، مع اضطرار آلاف العائلات إلى الإقامة داخل منازل وبنايات متصدعة لغياب أي بدائل سكنية، خاصة مع موجات البرد والمنخفضات الجوية التي ضربت القطاع مؤخرًا.
وخلفت هذه الانهيارات شهداء وجرحى، إلى جانب غرق وتضرر آلاف الخيام التي تؤوي نازحين، ما فاقم من حجم المأساة الإنسانية، في ظل تدمير واسع طال معظم المباني السكنية، واستمرار منع إدخال البيوت المؤقتة ومواد الإعمار رغم سريان وقف إطلاق النار منذ أكثر من شهرين، الأمر الذي يدفع المواطنين للمخاطرة بحياتهم داخل مساكن آيلة للسقوط.
وفي الوقت ذاته، يواجه الدفاع المدني صعوبات جسيمة في عمليات الإنقاذ بعد فقدانه معظم معداته الثقيلة جراء القصف الإسرائيلي، ما يضطر طواقمه للعمل بإمكانات بدائية وسط سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح.