خرجت مظاهرات حاشدة في تل أبيب، اليوم السبت، احتجاجا على سياسات حكومة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في مشهد يعكس تصاعد الغضب، على خلفية ما يصفه المحتجون بتفشي العنصرية، وتصاعد التحريض، وفشل القيادة السياسية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأظهرت المشاهد -التي نقلتها شاشة الجزيرة مباشر- مشاركة آلاف المتظاهرين الذين رفعوا شعارات منددة بالحكومة وبوزراء في الائتلاف الحاكم، مطالبين برحيل نتنياهو وإقصاء وزراء متشددين، وفي مقدمتهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى جانب وقف ما يعتبرونه تقويضا لمنظومة القضاء والإعلام.
وخلال الاحتجاجات التي شملت أيضا حيفا ورحوفوت وشارك فيها عشرات الآلاف بحسب وكالة أسوشيتد برس، اتهم الناشط "الإسرائيلي" إيتاي شتاينميتز الحكومة الحالية بمنح "شرعية كاملة للكراهية والعنصرية"، محملا إياها مسؤولية الاعتداءات المتكررة على فلسطيني الأراضي المحتلة عام 48.
وتطرق شتاينميتز إلى حادثة مقتل شابة عربية تبلغ من العمر 20 عاما رميا بالرصاص قرب متجر في مدينة كفار جات، مؤكدا أن الحادثة وقعت على مقربة زمنية ومكانية منه شخصيا، في شهادة قال إنها تعكس حجم الخوف الذي يعيشه المواطنون، بغض النظر عن انتماءاتهم.
وفي انتقاد مباشر لأداء حكومة نتنياهو منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قال الناشط الإسرائيلي إن "إسرائيل" تخلت عن مواطنيها، وعن الجنود، وعن المحتجزين في غزة، مشيرا إلى مقتل أكثر من ألفي مدني وجندي منذ ذلك التاريخ في حرب "استمرت طويلا فقط لأسباب سياسية"، على حد وصفه.
وهاجم الناشط شتاينميتز تدخل وزارة الأمن القومي في عمل الشرطة، واعتبره "تدخلا صارخا يخالف القانون"، مطالبا بإقصاء بن غفير عن منصبه، وضمان عدم إصدار أي عفو رئاسي عن نتنياهو.
كما انتقد الهجوم الحكومي على المحكمة العليا، واتهامها بالانحياز، في وقت قال فيه إن القيادة الحالية "مولت حركة حماس وسهلت تقويتها"، معتبرا أن محاولة نتنياهو التحكم في لجنة التحقيق في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول تمثل "ذروة الجنون السياسي".
وفي تعريفه بنفسه، قال شتاينميتز إنه مقاتل احتياط خدم قرابة 300 يوم في الكتيبة الثامنة منذ اندلاع الحرب، وإن الحرب غيرته إلى الأبد، وتركته يعاني اضطرابات نفسية حادة، مضيفا أن الحكومة لم تبدِ أي اهتمام بتبعات الحرب على الجنود الذين خدموا فيها.
واختتم كلمته بالتأكيد أن الحكومة الحالية بدأت تشعر بنهايتها، مشددا على أن الاحتجاجات ستتواصل حتى رحيل نتنياهو نهائيا، وبناء إسرائيل كـ"دولة ديمقراطية" تخدم الجميع على قدم المساواة.