قائمة الموقع

دينا وفتحي.. طفلان يتيمان تخشى والدتهما فقدانهما بسبب المرض

2025-12-20T07:32:00+02:00
أطباء في غزة يحاولون إنقاذ طفل مصاب في غزة
فلسطين أون لاين

أصابت انتكاسة صحية خطيرة ومجهولة الأسباب الطفلين فتحي (4 أعوام) ودينا (3 أعوام)، جعلتهما طريحي الفراش، ما أثقل كاهل والدتهما التي فقدت زوجها شهيدًا خلال الحرب، ولم يتبقَّ لها سوى هذين الطفلين اللذين يصارعان المرض. ويخشى الأطباء على حياتهما، خاصة فتحي الذي أنهك المرض جسده.

قبيل استشهاد والدهما، لم يكن فتحي ودينا يعانيان من أي أمراض، وكان نموهما طبيعيًا – كما أوضحت والدتهما نفين كساب لـ "فلسطين أون لاين" – لكن بعد النزوح من رفح واستشهاد والدهما، أُصيب فتحي بانتكاسة صحية عندما بلغ العامين من عمره.

وبسبب غياب الإمكانيات الصحية جراء الحرب المستمرة على غزة، وعدم توفر فحوصات الجينات والعديد من التحاليل اللازمة، قدّر أطباء غزة أن فتحي مصاب بـ"تآكل في الدماغ" كتشخيص أولي، وأقروا له تحويلة علاج إلى الخارج لإجراء الفحوصات اللازمة.

ومع استمرار إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعابر قطاع غزة، يقاسي فتحي – كغيره من عشرات الآلاف من المرضى المحتاجين للعلاج في الخارج – آلامًا لا علاج لها داخل غزة. وقد بيّنت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، اليوم الجمعة، أن أكثر من ألف مريض توفوا وهم ينتظرون إجلاءهم من غزة منذ منتصف عام 2024.

تقول والدته بأسى: "حالة فتحي تتدهور؛ أتحدث معكم وهو منذ أكثر من شهرين متواصلين في مستشفى ناصر، يعاني من التهابات متكررة في صدره، وإدرار غير طبيعي للبول، وهو فاقد للوعي أغلب الوقت".

وتشير إلى أن فتحي كان طفلًا طبيعيًا لا يشكو من أي شيء حتى بلغ العامين من عمره، ثم انتكس وضعه الصحي بشكل مفاجئ، فأصبح لا يتحكم بحركة عينيه، حيث تتحرك بؤبؤ العين بشكل لا إرادي يمينًا وشمالًا. ومع مرور الوقت، بدأ يفقد توازنه أثناء المشي، ثم عاد إلى الزحف على يديه، قبل أن يصبح غير قادر حتى على الزحف، ويقضي أغلب وقته جالسًا.

وتتابع بالقول: "بعدها أصبح يميل جانبًا أثناء الجلوس، وأُصيب بانحناء في عموده الفقري، فصرت أسنده بالوسائد حتى لا يميل، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد؛ إذ أصبح طريح الفراش، لا يتكلم ولا يتحرك، ولا يُبدي أي ردّة فعل تجاه ما حوله".

ولم تتوقف معاناة كساب عند هذا الحد؛ فرغم إجرائها فحوصات احترازية لابنتها دينا، وتأكيد الأطباء أنها غير مصابة بالمرض ذاته، إلا أنها بعد تجاوزها العامين بأربعة أشهر بدأت تعاني من الأعراض نفسها التي أصابت شقيقها، ففقدت القدرة على المشي والنطق، وتوقف نموها، ليقر الأطباء لها أيضًا تحويلة علاج إلى الخارج.

وفي الوقت ذاته، تبيّن أن حالة فتحي باتت خطيرة جدًا، إذ يعاني من تشنجات متكررة، والتهابات في الصدر، وميكروب في الدم، إضافة إلى عدم انتظام ضغط الدم، حيث يهبط بشكل حاد يفقد معه الوعي، ثم يعاود الارتفاع بصورة كبيرة تتسبب في انتفاخات بجسده.

وكانت ظروف الحياة القاسية في خيمة النزوح ذات أثر بالغ في تدهور صحة فتحي؛ ففي فصل الصيف كانت والدته تضطر إلى شراء الثلج لمحاولة خفض درجة حرارته. وتقول: "قاسيت كثيرًا في الخيمة، إلى أن قررت خالتي استضافتي في منزلها بعد أن رأت معاناتي".

وتستدرك بالقول: "لكنني الآن مقيمة في المستشفى إثر تدهور وضع فتحي، وغير قادرة على فعل أي شيء لدينا، التي أخشى أن يتدهور وضعها كحال شقيقها".

وفي المستشفى، تتواصل معاناة أخرى؛ إذ يخبرها الأطباء يوميًا بعدم حدوث أي تحسن في صحة ابنها، إلى جانب نقص الأدوية، واضطرارها لشراء بعضها على نفقتها الخاصة.

وتقول: "لا يوجد لدي أي مصدر دخل؛ فقد كان زوجي الشهيد يعمل بالمياومة، والطفلان بحاجة إلى غذاء صحي كالحليب والفواكه. أحاول تدبير أمور الدواء والغذاء من أهل الخير".

وتناشد كساب المنظمات الصحية الدولية إنقاذ حياة طفليها اليتيمين، وانتشالها من حالة الخوف المستمر على حياتهما بعد فقدان والدهما، قائلة: "تمكن مني التعب والإرهاق بين أروقة المستشفى دون بصيص أمل بالشفاء هنا. أرجو إجلاء طفليّ للعلاج في الخارج قبل فوات الأوان".

اخبار ذات صلة