شارك موظفو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في فعالية احتجاجية أقامها اتحاد الموظفين، أمس، ضد إجراءات الوكالة الأممية بحق المئات من موظفيها في قطاع غزة.
وتخلل الفعالية إقامة خيمة اعتصام ليوم واحد أمام المقر الإقليمي للوكالة، جنوبي مدينة غزة، ضمن سلسلة فعاليات وإجراءات قد يلجأ اتحاد الموظفين إلى تصعيدها في الأسابيع المقبلة.
وأوضح رئيس اتحاد الموظفين في الوكالة، د.مصطفى الغول، أن "أونروا" فصلت وأوقفت 20 موظف بشكل تعسفي في خضَّم حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، بدون وجه حق وبلا تحقيق معهم.
وبين الغول لصحيفة "فلسطين"، أن الوكالة الأممية أيضًا اعتبرت 600 موظف غادروا غزة خلال الحرب، في إجازة استثنائية، مخلَّفة تداعيات سلبية على أوضاعهم الإنسانية.
وبينما أكد الغول أن الموظفين الذين غادروا غزة، خرجوا إما للعلاج أو مرافقة مرضى وجرحى حرب أبادت (إسرائيل) عائلاتهم بالكامل، نبَّه إلى ضرورة إجرائها تحقيق مع الموظفين الذين تعرضوا إما للتوقيف عن العمل أو الفصل قبل اتخاذ أي أجراء تعسفي.
وأضاف، "جئنا لنرفع الصوت من أمام مقر الأمم المتحدة، ارفعوا الظلم عن الموظفين، وأرجعوا الحقوق إلى أصحابها."
وتابع، "نحن في الاتحاد غير راضون عن إجراءات (أونروا)، والاعتصام يهدف إلى إيصال صوت الموظفين المتضررين، ونتمنى أن تسمع الوكالة إلينا حتى لا نمضي إلى خطواتنا التصعيدية اللاحقة التي حفظها وكفلها قانون ودستور الاتحادات في حال عدم استجابة الوكالة."
وأشار إلى أن الموظفين المفصولين والموقوفين، والمئات غيرهم المتواجدين خارج غزة، يمرون بظروف اقتصادية صعبة، حتى أن غالبيتهم "صار متسولاً" بعدما تقطعت بهم السبل، وآخرين لم يعد بإمكانهم العثور على مأوى بسبب إجراءات وكالة "أونروا".
وأكد الغول أن "المجال مفتوح أمام الوكالة لتفكر وترد علينا، وهي مطالبة بالنظر بعين الرحمة والرأفة للموظفين المتضررين"، مشددًا في الوقت نفسه على "دعم اتحاد الموظفين لـ(أونروا) التي قدمت خدمات جليلة للاجئين وما زالت تقدمها."
وعدَّ رئيس اتحاد الموظفين في "أونروا"، أن بقاء هذه المؤسسة الأممية يتحقق ببقاء موظفيها.
وتتعرض "أونروا" لضغوط دولية كبيرة، رافقها تهديدات بقطع التمويل المقدم إليها من الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت يسعى فيه الاحتلال الإسرائيلي للحد من دورها في إغاثة اللاجئين الفلسطينيين ومتضرري حرب الإبادة في غزة، وذلك ضمن سلسلة خطوات ممنهجة تهدف إلى تصفية قضية اللاجئين، وفق مراقبون.
وتتزامن إجراءات وكالة الغوث مع تداعيات سلبية يعاني منها جميع سكان قطاع غزة بمن فيهم موظفي الوكالة بسبب حرب الإبادة التي شنها جيش الاحتلال يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واستمرت سنتيْن، وتسببت بارتقاء أكثر من 70 ألف شهيد، وإصابة ما يزيد عن 170 ألف آخرين، وخلَّفت دمارًا كبيرًا في الأحياء السكنية والبنى التحتية، وتداعيات إنسانية خطيرة على أكثر من مليوني نسمة.