فلسطين أون لاين

حانوكا يهودية من الإندونيسي وحتى استراليا

احتفل الجنود الإسرائيليون الذين يحتلون جزءاً من قطاع غزة بعيد "حانوكاه" أو عيد الأنوار فوق أنقاض مبنى المستشفى الإندونيسي المدمر شمال قطاع غزة، لقد تعمد الجنود الصهاينة أن يظهروا احتفالهم ورقصهم وصراخهم في شريط فيديو، يشير إلى أن الصهاينة لا يحترمون معتقداً، ولا يحفظون عهداً، ولا يراعون مؤسسة خيرية أو صحية أو تعليمية أو إنسانية.

ظهور الجنود الصهاينة في أبهى درجات الفرح فوق دمار مؤسسة صحية لا يثير غضب العرب الفلسطينيين، ولا يستفز مشاعر المسلمين، ولا يحرك الكراهية في نفوس البشرية جمعاء، ظهور الجنود الصهاينة بهذا الشكل المستفز يبعث رسائله إلى المجتمع الإسرائيلي نفسه، بأنكم تجاوزتم الحد في الأحفاد، وانكم بالغتم في البهرجة والاستخفاف بمشاعر البشر، وأنتم الذي تدعون المظلومة جراء اعتداء بعض المسلحين على تجمع يهودي يحتفل بعيد "حانوكاه" في مدينة سدني في استراليا، في الوقت الذي تؤكد ممارسات الصهاينة أنهم يستفزون الحجر، وتتكسر من احقادهم أغصان الشجر.

الاحتفال بعيد الأنوار، أو "حانوكاه" بالعبرية، والتي تعني بالعربية "التدشين" والمقصود بالتدشين هو ترميم هيكلهم المزعوم، والعودة للديانة اليهودية ثانية، سنة 165 قبل الميلاد، بعد أن حرمها عليهم الحاكم اليوناني، ووصفها بديانة مفسدة للنفس والروح، وقد ظلت طقوس الديانة اليهودية محرمة فترة من الزمن، قبل أن يغدر اليهود بالحاكم اليوناني، ويسيطروا على مدينة القدس، ويعودوا لممارسة معتقداتهم حتى سنة 70 ميلادي، تاريخ تدمير هيكلهم الثاني على يد القائد الروماني تيتس.

قراءة التاريخ اليهودي تحفز على الربط بين الماضي والحاضر، وقد شكلت المخطوطات اليهودية مدرسة روحية للصهاينة، وهم يمارسون الإرهاب والكذب في العصر الراهن، بشكل يفرض على شعوب الأرض أن تعيد قراءة التاريخ اليهودي على هدي الممارسات الراهنة بحق العرب الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وفي لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن، ومصر وتونس وفي كل بقعة جغرافية قصفتها الصواريخ الإسرائيلية، لذلك لا يمكن الفصل بين المحرقة التي مارسها الصهاينة في غزة، ومقتل ستة عشر شخصاً كانوا يحتفلون بعيد "الحانوكا" اليهودي في مدينة سدني الاسترالية، حيث تشعل الشموع لثمانية أيام من الرقص والفرح، تخليداً لأساطيرهم، التي تقول: إن كمية الزيت القليلة التي عثروا عليها داخل هيكلهم، والتي كانت تكفي لليلة واحدة أضاءت هيكلهم لمدة ثمانية أيام مع بركات ربهم.

خروج المسلحين في استراليا جاء رفضاً لمنطق البهرجة في الرقص والفرح في الوقت الذي تغطي سحابة من الأحزان حياة 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة، لقد خرج المسلحون غضباً لتجاهل دماء الأطفال الأبرياء في غزة، الدماء التي هزت ضمائر العالم، لذلك خرج المسلحون في استراليا ليقولوا برصاصاتهم: لا يحق لكم الاحتفال والغناء والرقص بعد أن أحرقتم أهل غزة بصواريخكم، ودمرتم بيوتهم بدباباتكم، وذبحتم أطفالهم بأحقادكم.

المصدر / فلسطين أون لاين