قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن اغتيال رائد سعد، أحد أبرز قادة الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لا يرقى إلى مستوى تحوّل إستراتيجي في مسار المواجهة مع الحركة.
وأوضحت الصحيفة، أن سياسة اغتيال القادة العسكريين في حماس لم تُرفق بخطة سياسية واضحة لمستقبل قطاع غزة، ما يترك المجال مفتوحًا أمام الحركة لإعادة تنظيم صفوفها وتعويض خسائرها، مستفيدة من فترات وقف إطلاق النار لإعادة بناء قدراتها العسكرية وتجنيد عناصر جديدة.
وأضافت، أن غياب رؤية شاملة لما بعد الاغتيالات يجعل هذه العمليات ذات أثر محدود على المدى البعيد، مشيرة إلى أن حماس أظهرت في تجارب سابقة قدرة على التكيّف السريع وملء الفراغات القيادية، رغم الضربات التي تتعرض لها.
واعتبرت الصحيفة، أن استمرار هذا النهج الأمني، دون معالجة الجوانب السياسية والأمنية الأوسع في غزة، قد يؤدي إلى إعادة إنتاج التهديد ذاته بدل إنهائه، في ظل واقع ميداني معقّد واستمرار حضور حماس كقوة فاعلة في القطاع.
ومن جانب أخر، قال محللون إسرائيليون، إن حكومة الاحتلال أقدمت على مغامرة سياسية محسوبة باغتيال القيادي في حركة حماس رائد سعد، رغم دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة إلى ضبط العمليات العسكرية في قطاع غزة، في إطار مساعيه لدفع خطته نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية من إنهاء الحرب.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، إلى أن غياب أي رد فعل غاضب من ترامب حتى الآن قد تفسّره "تل أبيب" على أنه إشارة ضمنية تتيح لها مواصلة سياسة الاغتيالات في غزة، على غرار ما يجري في الساحة اللبنانية.
ولفت إلى، أن قطر وتركيا قد تتحركان لإقناع الإدارة الأميركية بلجم الاحتلال، معتبرًا أن موقف واشنطن في الأيام المقبلة سيكون مؤشرًا حاسمًا لاتجاه السياسة الإسرائيلية في القطاع.
وأوضح ليمور، أن "إسرائيل" تسعى إلى تأجيل الانتقال إلى المرحلة الثانية لأطول فترة ممكنة، خشية ما قد يترتب عليها من انسحابات إضافية وتغييرات ميدانية جوهرية داخل غزة.
وفي المقابل، أشار إلى أن الإدارة الأميركية لم تنجح حتى الآن في تشكيل قوة دولية تتولى الملف الأمني في القطاع، كما فشلت في حشد التمويل الخليجي اللازم لإعادة الإعمار.
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة هآرتس، عاموس هرئيل، أن القضية المركزية حاليًا تتمثل في رد الفعل الأميركي على اغتيال رائد سعد، خاصة في ظل إعلان ترامب عزمه الدفع نحو المرحلة الثانية من خطته الخاصة بغزة.